ارتقاء شهداء جدد.. وعدوانها على غزة متواصل

إسرائيل ترفض مبادرة أوروبية في مجلس الأمن

فلسطينيون يتجمعون في موقع تعرض للقصف بغزة أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسعى إسرائيل لإجهاض مبادرة جديدة أطلقتها دول أوروبية لدى مجلس الأمن الدولي لإنهاء «الحرب» في غزة، حيث أكد دبلوماسي إسرائيلي أن إسرائيل تعوّل على الفيتو» الأميركي في إجهاض المبادرة، فيما تواصلت الغارات العدوانية على القطاع المحاصر لتودي بحياة سبعة فلسطينيين أمس، وتتخطى بذلك حصيلة العدوان 2092 شهيداً، منهم 78 شهيداً منذ خرق العدو للتهدئة (الثلاثاء) و10500 جريحاً.

وعبرت إسرائيل عن رفضها للمبادرة التي تطرحها الدول الأوروبية الكبرى بريطانيا وفرنسا وألمانيا للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة من خلال قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي، وذلك لأنها تشمل بنداً يقضي باستئناف المفاوضات السياسية على أساس حدود العام 1967.

ونقل موقع «واللا» الإلكتروني أمس عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن إسرائيل لا تسارع إلى تبني المبادرة الأوروبية لأسباب بينها دعوة صريحة إلى استئناف المفاوضات على أساس حدود 1967.

معضلة صعبة

ولفت الموقع الإلكتروني إلى أنه في حال عدم وقف إطلاق النار فإنه يتوقع تقدم المبادرة الأوروبية، الأمر الذي سيضع إسرائيل وأميركا أمام معضلة، فمن جهة يصر الأميركيون دائما على عدم فرض شروط على إسرائيل بواسطة مجلس الأمن ومن جهة ثانية فإن التطرق إلى حدود 67 يظهر في اتفاق إطار بلورته واشنطن بداية العام الحالي.

لا تفاهمات

من جانبه قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي تساحي هنغبي إن احتمال التوصل إلى تفاهمات سياسية لا يظهر في الأفق، وينبغي الانطلاق من الاعتبار أن القتال لم ينته.

وقدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مبادرة جديدة في مجلس الأمن الدولي غداة استشهاد ثلاثة قياديين في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وبعد يومين على استئناف العدوان العسكري. وجاء في نص مشروع القرار الأوروبي أن الدول الثلاث تدعو إلى وقف إطلاق نار دائم وفوري، والى رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة ووضع نظام مراقبة للتبليغ عن أي انتهاك لوقف إطلاق النار والتحقق من تدفق البضائع الى غزة.

وقال دبلوماسيون إن الهدف هو تعزيز الجهود للتوصل الى اتفاق بين دول مجلس الأمن الـ15 على قرار يخص غزة، بعدما واجه مشروع قرار قدمته الأردن اعتراضاً خصوصاً من جانب الولايات المتحدة.

ويطلب مشروع القرار من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقديم اقتراحات «لتطبيق عناصر القرار» في خطوة تهدف الى استئناف مفاوضات التسوية.

الجهود المصرية

ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن «مسؤول سياسي» قوله إنه ليس هناك أي اتصالات حالياً لاستئناف مفاوضات التهدئة ولكنه «توقع في النهاية أن يتباحث الطرفان على أساس الاقتراح المصري». وتحدث مسؤولون في الأمم المتحدة عن أملهم في أن تنعش المبادرة الأوروبية جهود السلام المصرية وتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم.

ويطالب مشروع القرار الأوروبي بعودة السلطة الفلسطينية الى غزة. وينص أيضاً على رفع القيود الاقتصادية والإنسانية عن القطاع للبدء بعملية إعادة إعمار واسعة النطاق، كما يدعو الى إعادة فتح المعابر الحدودية.

إعادة الإعمار

ووعد الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم المساعدة لإعادة إعمار غزة ولكنه حذر من أن هذه قد تكون المرة الأخيرة بعد حصول ثلاث حروب خلال ست سنوات.

وفي هذه الأثناء حثت منظمة «اوكسفام» المجتمع الدولي على «التعليق الفوري لإمدادات السلاح والذخائر لوجود خطر جدي من ان تستخدم لانتهاك القانون الإنساني الدولي». وأشارت المنظمة الى أن هذه الحرب هي الأسوأ التي تشهدها في غزة، على صعيد القتلى المدنيين والدمار، خلال 20 عاماً من عملها هناك.

عدوان متواصل

واستشهد فلسطينيان في غارة جوية إسرائيلية على أرض زراعية قرب مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة سقط خلالها «الشهيدين محمود ناصر قشلان (24 عاما) وياسين حامد أبو حمد (22 عاماً)»، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. كما استشهد في وقت سابق رجل وطفل في غارة استهدفت دير البلح وسط القطاع.

وأعلن مصدر طبي فلسطيني عن استشهاد فلسطيني في غارة على وسط غزة. وأكد أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة استشهاد إسماعيل ابوبطيحان (45 عاماً) من مخيم النصيرات وسط القطاع في غارة من طائرة استطلاع. واستشهد أحمد قاسم العبادلة (59 عاماً) والشاب موسى أحمد العبادلة (23 عاماً) في قصف على منطقة القرارة.

وشنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات جوية على مناطق متفرقة بالقطاع، كما قامت المدفعية بقصف شرق جحر الديك وسط غزة. كما أطلقت الزوارق الحربية نيران رشاشاتها في عرض بحر رفح جنوب القطاع.

مسؤولية إسرائيل

دعا إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب سياسي لحركة حماس الخميس السلطات المصرية التي رعت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين الى تحميل إسرائيل مسؤولية جرائمها في قطاع غزة. وطالب هنية في بيان «الأشقاء في مصر إلى تحميل العدو مسؤولية جرائمه ضد المدنيين (...) فشعبنا لن يقبل بأقل من وقف العدوان ورفع الحصار».

الاحتلال ألقة ما يعادل 6 قنابل نووية على غزة

أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة أن إسرائيل ألقت ما يعادل ست قنابل نووية على قطاع غزة في هجومها المتواصل منذ الثامن من الشهر الماضي.

وذكرت شرطة هندسة المتفجرات التابعة للوزارة في بيان صحافي، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ألقى خلال هجماته ما يربو على 20 ألف طن من المتفجرات أي ما يعادل ست قنابل نووية.

وأكدت شرطة هندسة المتفجرات، الجيش باستخدام أسلحة محرمة دولياً وقذائف شديدة الانفجار بينها ثمانية آلاف قنبلة شديدة الانفجار من عائلة «إم كيه» الأميركية.

وأفادت بأن أكثر من 60 ألف قذيفة مدفعية مختلفة الأحجام والأهداف أطلقت على غزة، فيما استخدمت بحرية الاحتلال قذائف جديدة لأول مرة وبشكل مكثف عما كان في جولات العدوان السابقة.

وأشارت إلى إطلاق الاحتلال «قنابل مسمارية واستخدامه صواريخ الوقود الجوي، وهي صواريخ حارقة، وقذائف (دي آي إم إي) وقذائف مسمارية مشبعة باليورانيوم»، موضحة أن تلك القذائف «تصدر إشعاعات تؤثر على البيئة والتربية والمياه وتهدد الأجيال القادمة بعديد الأمراض»، ما يعني حرب إبادة جماعية.

من جهة أخرى، أعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل نحو خمسمائة طفل فلسطيني وأصاب ثلاثة آلاف آخرين ضمن الحرب العدوانية المتواصلة على غزة، فيما تشير بيانات وزارة الصحة الفلسطينية إلى استشهاد ما لا يقل عن 560 طفلاً.

وقالت رئيسة المكتب الميداني التابع لليونيسيف في قطاع غزة بيرنيل إرنسايد، إنه تم إحصاء 469 طفلاً ضمن الشهداء وأضافت أن من المتوقع أن يرتفع هذا العدد.وتابعت أن الوضع سيئ من حيث الآثار والأضرار على الأطفال الفلسطينيين، مشيرة إلى استشهاد تسعة أطفال في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن الحصيلة الإجمالية لضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع ارتفعت إلى 2083 بعد استشهاد عدد من الجرحى متأثرين بجروحهم في غارات إسرائيلية سابقة.

وأوضحت الوزارة أن من بين الشهداء561 طفلاً، 255 امرأة، 98 مسناً فيما بلغ عدد الجرحى 10482. واتهمت جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مجازر بحق 86 عائلة في غزة استشهد من أفرادها 505 أشخاص.

خوف من الانتقام

ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن إسرائيل متخوفة من تعرضها لهجمات انتقامية بواسطة مسلحين فلسطينيين رداً على اغتيال ثلاثة من القادة العسكريين في حركة حماس مؤخراً. وأفادت التقارير بأن الجيش رفع حالة التأهب لمنع وقوع هجمات «إرهابية» واختطاف جنود أو مستوطنين. وقالت متحدثة باسم الجيش الاحتلال إن إسرائيل ستواصل ضرباتها ضد أهداف في غزة «وفقاً للضرورة».

Email