الاحتلال اغتال زوجة الضيف وابنه.. و«القسام» تتوعد بأبواب الجحيم

عشرات الشهداء في عدوان نسف تهدئة غزة

دير البلح بعد القصف الإسرائيلي غدت أرضاً محروقة أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ارتكبت إسرائيل مجازر جديدة في قطاع غزة موقعة 22 شهيداً وأكثر من مئة وخمسين جريحاً، بعدما نسفت التهدئة وأنهت مفاوضاتها مع الوفد الفلسطيني في القاهرة، وسط أنباء أن تغّير موقفها المفاجئ جاء تعبيراً عن نيّة مبيّتة لاغتيال القيادي العسكري في حركة حماس محمد الضيف، والذي استشهدت زوجته وابنه في محاولة استهدافه، لترد كتائب القسام بالتأكيد أن إسرائيل فتحت على نفسها «باباً إلى الجحيم».

وانسحب المفاوضون الفلسطينيون من المفاوضات الجارية في القاهرة ملقين بمسؤولية فشلها على إسرائيل. وقال رئيس وفد التفاوض الفلسطيني عزام الأحمد: «كان هناك قرار مبيت بإفشال المفاوضات وبانهيار التهدئة من الجانب الإسرائيلي».

ونصحت إسرائيل مستوطنيها بفتح الملاجئ الواقعة في محيط 80 كيلومتراً من غزة أي بعد منطقة «تل أبيب»، كما استدعت ما يصل إلى ألفي جندي من قوات الاحتياط.

وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الخامس والأربعين على غزة إلى 22 شهيداً بعد استشهاد فلسطيني ونجله في قصف منطقة العطاطرة شمال القطاع. وقالت مصادر طبية إن الشهيدين هما سفيان أبو محيسن (49 عاماً) ونجله مصطفى (28 عاماً) بعدما استهدفتهما طائرات الاحتلال بصاروخ.

وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة استشهاد زكي سليمان الراعي (54 عاماً) متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها. وأكد استشهاد الطفلة نور محمد أبو حصيرة (عامان) في قصف محل بقالة في محيط مسجد حسن البنا بحي الزيتون. وأكد وصول شهيد جديد مجهول الهوية إلى مجمع الشفاء الطبي في قصف استهدف مجموعة من الفلسطينيين خلف أبراج المقوسي غرب مدينة غزة.

عائلة اللوح

وقصف منزلاً لعائلة اللوح في منطقة حكر الجامع في دير البلح ما أدى إلى استشهاد ثمانية فلسطينيين بعد تمكن مسعفون من انتشال جثمان أحمد مصطفى اللوح (21 عاماً) شقيق صاحب المنزل الذي استشهد.

والشهداء من عائلة اللوح هم الأب رأفت اللوح وشقيقه محمد وزوجة رأفت نبيلة عيد اللوح وأبناؤهم الثلاثة الأطفال فرح رأفت اللوح، ميسرة رأفت اللوح، مصطفى رأفت اللوح والجنين الحي الذي خرج من أحشاء أمه ثم ما لبث أن فارق الحياة.

واستشهدت طفلة لا تتجاوز ثلاثة أعوام وأصيب سبعة آخرون بجروح وصفت حالة ثلاثة منهم بالحرجة جراء غارة استهدفت محيط منزل في مدينة غزة. وفي وقت سابق أعلنت مصادر عن استشهاد شابين في العشرينيات من عمرهما جراء غارتين على شمال وشرق غزة.

وكان ثمانية أشخاص من عائلة واحدة بينهم أربعة أطفال استشهدوا في غارة على منزلهم بمنطقة جحر الديك جنوب مدينة غزة. وأصيب نحو 16 شخصاً آخرين بجروح.

وفي وقت سابق، انتشلت الطواقم الطبية الفلسطينية جثمان الطفل أحمد الدلو (4 أعوام) من تحت أنقاض المنزل الذي كان يضم عائلة قائد القسام محمد الضيف.

وكان طيران الاحتلال شن سلسلة غارات عنيفة ضد غزة الليلة قبل الماضية قبيل انتهاء التهدئة ببضع ساعات وقامت خلالها باستهداف منزل عائلة الدلو، ما أدى إلى استشهاد زوجة القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف وابنه. وذكر جيش الاحتلال أنه شن 60 غارة جوية على غزة منذ استئناف القتال وأن الفلسطينيين أطلقوا أكثر من 80 صاروخاً.

جريمة جديدة

واعتبرت حركة حماس اغتيال زوجة الضيف وابنه «حماقة لإسرائيل أضافت لسجلها جريمة جديدة في استهداف المدنيين، وانتهاك العهود والاتفاقيات، والخيبة الاستخبارية الجديدة».

وأفادت الحركة أن المستوطنين في محيط غزة «لن يعودوا إلى بيوتهم إلا بقرار من الضيف». وقال الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري : «الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين، والإسرائيليون في غلاف غزة لن يعودوا إلى بيوتهم إلا بقرار من القائد محمد الضيف وبعد الالتزام الإسرائيلي بوقف العدوان ورفع الحصار».

رد المقاومة

وردت فصائل المقاومة على جرائم الاحتلال وخرقه للتهدئة المختلفة بإطلاق الصواريخ على «تل أبيب» والقدس ومطار اللد ومستوطنات غلاف غزة.

تدخل أوروبي

دعا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله إلى تدخل أوروبي عبر مجلس الأمن الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقال الحمدالله، في بيان عقب اجتماعه مع ممثل الاتحاد الأوروبي جون راتر في رام الله في الضفة الغربية، إن العدوان «يستهدف المدنيين العزل وبشكل خاص الأطفال والنساء والمسنين». ونقل البيان عن راتر تأكيده على دعم الاتحاد الأوروبي الكامل للمبادرة المصرية. وشدد على استعداد الاتحاد الأوروبي في حال التوصل إلى تهدئة نهائية المساهمة في إعادة إعمار القطاع، وبشكل خاص قطاع الكهرباء والماء. رام الله – د.ب.أ

Email