»داعش« نسف المداخل لعرقلة التقدم.. وتعزيزات عسكرية لتوسيع العملية

عملية كردية أميركية تستعيد سد الموصل بالكامل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تقدمت قوات البيشمركة الكردية أمس، في محافظة الموصل، واستعادت سد الموصل بالكامل من مسلحي تنظيم داعش تحت غطاء الضربات الجوية التي نفذتها الطائرات الأميركية من دون طيار على مواقع مسلحي التنظيم، الذين سقط منهم عدد كبير منهم قتلى، في حين تواصل لليوم الثالث على التوالي انضمام العشائر السنية إلى القوات الأمنية للقتال، وتمكنت من استعادة عدد من المناطق في محافظة الأنبار.

وقال مسؤولون ان المقاتلين الاكراد استعادوا بدعم اميركي سد الموصل، اكبر سدود العراق، من تنظيم الدولة الاسلامية الذي سيطر عليه قبل اسبوع.

واكد ضابط ومسؤولين حزبيين ان قوات البشمركة استعادت السد الذي يزود منطقة نينوى المجاورة بالكهرباء فضلا عن ري المزروعات.

وذكرت تقارير سابقة أن «السيطرة على سد الموصل مسألة ساعات»، مشيرة إلى أنه يتم «استقدام تعزيزات كردية من المناطق المحيطة بمنطقة السد لإنهاء العملية».

كما قال ضابط كردي رفيع إن «قوات البيشمركة تواصل تقدمها باتجاه سد الموصل، لكن التقدم يجري ببطء اثر زرع الطرق المؤدية إليه بالعبوات الناسفة».

وأوضح المسؤول في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي كاوة ختاري: «تمكنا من السيطرة على نصف المنطقة الشرقية التي تقع في محيط السد». وأضاف: «قواتنا تتوجه إلى منطقة تلكيف لكن الطريق الرئيس مزروع بالعبوات الناسفة، مما يعطل تقدم القوات».

بدروه، أفاد مسؤول كردي آخر يدعى هريم كمال اغا أن «العبوات الناسفة زرعت من قبل عناصر داعش المنسحبة وأدت إلى إبطاء تقدم قوات البيشمركة».

وأفادت مصادر من مدينة الموصل بأن غارة جوية أميركية قتلت نحو 50 من مقاتلي «داعش» شمالي الموصل.

غارات أميركية

ذكرت القيادة الاميركية الوسطى ان المقاتلات والقاذفات الاميركية والطائرات بدون طيار شنت 14 غارة امس بالقرب من سد الموصل لليوم الثاني على التوالي.

وجرى خلال غارات امس تدمير 10 عربات مدرعة وسبع عربات همفي وعربتي نقل جنود تابعة للتنظيم اضافة الى حاجز. وتاتي هذه الغارات عقب تسع غارات اميركية اخرى بالقرب من اربيل والموصل السبت.

تحركات العشائر

وفي محافظة الأنبار، تواصل لليوم الثالث على التوالي انضمام العشائر السنية إلى القوات الأمنية للقتال ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وتمكنت هذه العشائر من استعادة عدد من المناطق التي كانت خارج سلطة الدولة. وقال قائد شرطة الأنبار اللواء الركن أحمد صداك الدليمي: «تواصلت لليوم الثالث على التوالي عملية مساندة العشائر للقوات الأمنية في القرية العصرية وزنكورة إلى الغرب من الرمادي».

وأضاف: «احتشد مئات من مقاتلي العشائر إلى جانب قوات الجيش والشرطة، وانقسموا إلى مجموعات وتوزعوا لمسك الأرض في مناطق محدد».

وأكد اللواء الدليمي أن «قوات الأمن والعشائر استطاعت طرد المسلحين من منطقة البوعساف وبعض مناطق زنكورة والقرية العصرية بالكامل».

معارك بعقوبة

وفيما اعلن الناطق باسم القوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا أن «القوات الأمنية أحبطت محاولة إرهابية للتقرب من قضاء حديثة وتدمير ست عربات محملة بعناصر داعش»، ذكرت الشرطة العراقية أن عدة مناطق في بعقوبة شهدت أعمال عنف متفرقة أسفرت عن مقتل وإصابة 27 شخصاً من المسلحين وعناصر البيشمركة.

وأبلغت مصادر في الشرطة وكالة الأنباء الألمانية بأن «قوات البيشمركة الكردية تمكنت من قتل 13 مسلحا بينهم قيادي سعودي الجنسية يدعى عبد الله العديلي خلال اشتباكات اندلعت بعد محاولة المسلحين الهجوم على مركز امني تابع لقوات البيشمركة في المناطق الجنوبية لناحية جلولاء وأن عدداً من أبناء العشائر اعتقلوا ثلاثة من المسلحين متنكرين بزي عسكري لقوات البيشمركة في قرية العساكرة شمال شرقي بعقوبة».

وأوضحت المصادر أن «عبوة ناسفة موضوعة بالقرب من مركز أمني لقوات البيشمركة في حي التجنيد وسط ناحية جلولاء انفجرت وأسفرت عن مقتل ثلاثة من قوات البيشمركة وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوته وأن قوة أمنية تابعة لقيادة عمليات دجلة نفذت عملية أمنية في قرى الجزيرة شمال شرقي بعقوبة وتمكنت من قتل ستة من المسلحين».

قصف مدفعي

كذلك أفادت مصادر في الجيش العراقي امس بأن قوات الجيش العراقي قصفت بالمدفعية أوكار عناصر «داعش سابقاً» وتمكنت من قتل 25 مسلحاً في إحدى المناطق التابعة لقضاء جرف الصخر شمالي الحلة (100كم جنوبي بغداد).

»أخبار الساعة« تؤكد تعمّق الوعي الدولي بخطورة الإرهاب

 

أكدت نشرة «أخبار الساعة» أن القرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي حول سبل مواجهة تنظيمي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة يمثل خطوة مهمة لتحرك عالمي متسق وفاعل ومطلوب بقوة خلال المرحلة الحالية في مواجهة خطر الإرهاب.

وتحت عنوان «خطوة عالمية مهمة في مواجهة الإرهاب» أكدت أن القرار أدرج ست شخصيات تنتمي إلى هذين التنظيمين ضمن قائمة الأمم المتحدة السوداء للإرهاب، وهدد بفرض عقوبات ضد كل من يمول التنظيمين أو يسهم في تجنيد عناصر للانضمام إليهما أو مدهما بالسلاح. وأوضحت النشرة التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أهمية القرار كونه تم اتخاذه ضمن الفصل السابع.

وهذا يعني أنه ملزم للدول الأعضاء في الأمم المتحدة كما تم اتخاذه بإجماع أعضاء مجلس الأمن الدولي في إشارة إلى تعمق الوعي الدولي بخطورة الإرهاب وما تشهده الجماعات الإرهابية من تكاثر وتمدد بصورة أصبحت تمثل تهديدا كبيرا ليس لاستقرار منطقة الشرق الأوسط وأمنها فقط وإنما لاستقرار العالم برمته أيضا.

أمر إيجابي

ولفتت النشرة إلى أن الإسراع في اتخاذ هذا القرار من قبل مجلس الأمن الدولي بعد أن كان مقررا أن يتم التصويت عليه في نهاية أغسطس وفق ما كانت تسعى بريطانيا التي أعدت مسودته ينطوي على أمر إيجابي هو أن العالم يعي أمرين مهمين: أولهما هو أن الخطر الإرهابي قد أصبح داهما بحيث غدا التحرك ضده مطلوبا بسرعة ومن دون أي تأخير حتى لو لأيام عدة.

ولعل من الإشارات المهمة في هذا الصدد أن التعجيل بإصدار القرار جاء بعد التمدد الكبير لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وما كشف عنه من ممارسات دموية وتوجهات توسعية لا تتوقف عند حدود العراق أو سوريا فقط .

وإنما تستهدف المنطقة كلها، مضيفة أن ثانيهما هو الوعي بأن الجماعات الإرهابية أصبحت بفعل عوامل عدة قادرة على التحرك بسرعة أكبر من الماضي والسيطرة على الأراضي وتنفيذ عملياتها ومن ثم هناك حاجة إلى رؤى واستراتيجيات جديدة للتعامل معها من قبل العالم تقوم على الأخذ في الاعتبار لما لحق قدرات وتكتيكات هذه الجماعات من تغيرات خلال الفترة الماضية.

نازحون

أدى القصف العنيف لمنطقة سد الموصل إلى نزوح عدد كبير من العائلات إلى مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية بعد بغداد، حيث أفاد شهود عيان بتدفق المئات هرباً من المعارك. كما استطاع مقاتلو العشائر، بمساندة قوات الأمن، من استعادة السيطرة وفرض الأمن في مناطق متفرقة في الأنبار مثل ناحية بروانة التابعة لحديثة وعلى امتداد الطريق السريع المؤدي إلى النخيب.

جرافيك

Email