اجتماع أوروبي غداً وأوباما يرفض العمل البري والعبادي نحو حكومة كفاءات

واشنطن تلوح بـفرض ممرات إنسانية في العراق

عائلة إيزيدية عراقية في خيمة لجوء بكردستان بعدما تعرضت للطرد على أيدي «داعش» أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

توالت فصول تطورات الموقف الإنساني والسياسي في العراق أمس، حيث استبعد البيت الأبيض طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما استخدام القوات البرية في القتال بالعراق، لكنه رفض استبعاد احتمال إرسال قوات في مهمة إنسانية، ملوحاً في هذا الصدد بفرض ممرات إنسانية، في حين يعقد الاتحاد الأوروبي اجتماعاً غداً الجمعة لبحث الأزمة، فيما برز تطور سياسي تمثل بإعلان رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي نيته تشكيل حكومة كفاءات.

وأفاد البيت الأبيض في بيان أمس أن هناك سبلاً أخرى غير استخدام القوات البرية للمساعدة في نقل العراقيين لمكان آمن. وأضاف أنه يبحث عدداً من الخيارات من بينها ممرات آمنة ونقل جوي للعراقيين المحاصرين. وأضاف البيان أن واشنطن تبحث مع فرنسا واستراليا توفير مساعدة إنسانية للعراقيين النازحين، مشدداً على عدم استبعاد احتمال إرسال قوات في مهمة إنسانية.

اجتماع أوروبي

دولياً، أعلن ناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون أن الاتحاد يعد لاجتماع استثنائي لوزراء الخارجية حول العراق غداً الجمعة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: «أعلم جيداً أنها فترة إجازات في الدول الغربية لكن هناك أشخاص يموتون، يجب قطع العطلة».

والثلاثاء عقد سفراء دول الاتحاد الاوروبي اجتماعا لتنسيق تحركاتهم في العراق واتفقوا على «تعزيز التنسيق الإنساني بشكل عاجل وايصال المساعدات للأشخاص النازحين» في العراق وكذلك على السماح للدول الأعضاء الراغبة بتسليم أسلحة للمقاتلين الأكراد بالقيام بذلك.

وأخذ السفراء «علماً بمطالب الدعم العسكري التي قدمتها السلطات الكردية لبعض الدول الاعضاء».

فرنسا وبريطانيا

وأعلن قصر الإليزيه أن فرنسا ستنقل «في الساعات المقبلة» أسلحة الى العراق «لدعم القدرة العملانية للقوات التي تخوض معارك ضد الدولة الاسلامية» التي تتقدم نحو بغداد. وأفادت الرئاسة في بيان: «بهدف تلبية الاحتياجات الملحة التي عبرت عنها السلطات الإقليمية في كردستان، قرر رئيس الدولة (فرنسوا هولاند) وبالاتفاق مع بغداد، نقل أسلحة في الساعات المقبلة».

وفي لندن، أعلنت الحكومة البريطانية أنه إلى جانب دورها الإنساني في العراق تعتزم نقل معدات عسكرية مستقبلا إلى الأكراد في شمال العراق بالنيابة عن دول أخرى.

ومن المقرر أن تستمر رحلات الإغاثة الجوية البريطانية التي يتم دعمها بطائرات مروحية توفر مساعدات إنسانية للعراقيين. ولدعم رحلات الإغاثة هذه قامت بريطانيا بإرسال طائرات استطلاع من طراز تورنادو، والتي تقوم بمهامها من قاعدة جوية بقبرص.

التشيك وألمانيا

وفي براغ نقل عن وزير خارجية التشيك لوبومير زاوراليك قوله إن الحكومة التشيكية تبحث عن سبل لتقديم السلاح لأكراد العراق الذين يقاتلون متشددي «الدولة الإسلامية» بما في ذلك إرسال السلاح عبر شركات خاصة.

وتخطط الحكومة الألمانية لتوريد معدات تقنية عسكرية للأكراد مباشرة لدعمهم في القتال ضد «داعش». وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين في تصريحات للقناة الأولى في التليفزيون الألماني: «تلك المعدات ستصل إلى شمال العراق للذين يقاومون تنظيم الدولة الإسلامية». وأضافت: «بحسب القانون الدولي فإن تلك المعدات ستحصل عليها رسميا الحكومة العراقية التي ناشدت وطلبت المساعدة، لكنها عمليا ستذهب مباشرة إلى شمال العراق».

حكومة كفاءات

سياسياً، دعا رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي الكتل السياسية الى تعيين ممثلين عنها للاتفاق على الحقائب الوزارية، وشدد على ضرورة أن يكون المرشحون للحقائب «من الكفاءات الوطنية القادرة على النهوض بالعراق الى المستوى اللائق به وتمثيل المرأة بالشكل المناسب».

وأوضح العبادي أنه يبذل قصارى جهده «من أجل عرض الكابينة الوزارية بأسرع وقت والتوجه لمرحلة إعادة الأمن والقضاء على عصابات داعش التي تتطلب استراتيجية أمنية جديدة».

المالكي متشبث

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي أنه لن يتخلى عن السلطة من دون قرار صادر من المحكمة الاتحادية. وقال في كلمته الاسبوعية التي نقلها تلفزيون «العراقية»: «أؤكد أن الحكومة ستستمر ولن يكون عنها بديل بدون قرار من المحكمة الاتحادية». وأردف: «على الجميع أن يقبل ما تقوله المحكمة الاتحادية». وحذر قائلاً: إن «الخرق الدستوري يعني فتح باب التجاوز الامني والسياسي والاقتصادي، ونحن اليوم نعيش هذا التحدي الكبير في المنطقة والعراق والمنطقة والعالم، الإرهاب».

وتابع: «إذا كان الارهاب بكل ما امتلك من قوة لم يستطع إسقاط العملية السياسية، أقول وبكل صراحة.. هذا الخرق الدستوري هو الذي سيسقط العملية السياسية».

عطلة كاميرون

قطع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عطلته وعاد لبريطانيا ليترأس اجتماعاً يناقش الازمة في العراق بعد أن حثه عدد من الساسة والعسكريين السابقين للتدخل هناك عسكريا.

وكان من المقرر أن يعود كاميرون من عطلته الصيفية في البرتغال غدا لكن مكتبه أصدر بيانا أمس ذكر أنه عاد بالفعل إلى بريطانيا وسيرأس اجتماعا للجنة حكومية لمواجهة الطوارئ. لندن – رويترز

Email