كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن توثيق مصوّر شهادات مدنيين فلسطينيين في قطاع غزة بعد 59403 غارات ستصدر لاحقاً، ضمن تقرير مفصل يفيد باستخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي المدنيين والأطفال الفلسطينيين دروعاً بشرية بصورة بشعة، وقتلهم عمداً بشكل مباشر في حالات أخرى خلال الأيام الماضية من العدوان على غزة، خصوصاً في بلدة خزاعة شرق خانيونس جنوبي القطاع.
ولفت المرصد، ومقره جنيف، في بيان نشر أمس، إلى أن استخدام المدنيين دروعاً بشرية سياسة إسرائيلية قديمة جديدة، مشدداً على أن القانون الدولي الإنساني حظر استخدام المدنيين دروعاً بشرية، أو استغلالهم لجعل بعض النقط أو المناطق بمنأى عن العمليات الحربية، وألزم القوات المحاربة ببذل كل جهد لحماية المدنيين الذين لا يشاركون في القتال، وإبعادهم عن أي خطر.
ونشر المرصد إحصائية مبدئية لحصيلة العدوان على غزة المحاصر حتى منتصف ليل اليوم الرابع والثلاثين، إذ بلغ عدد الشهداء يوم الأحد الرابع والثلاثين للعدوان 8 شهداء، بينهم 3 أطفال وامرأة واحدة، وبهذا يرتفع عدد الشهداء الإجمالي إلى 1942 شهيداً، بينهم 459 طفلاً و275 امرأة، وارتفع عدد الجرحى إلى 9641، منهم 2886 طفلاً و1931 امرأة.
وأكد المرصد أن عدد الهجمات التي نفذها جيش الاحتلال منذ بدء عدوانه على غزة بلغ 59403 هجمات، منها 7282 هجوماً صاروخياً، 15617 قذيفة من البحرية، 36504 قذائف مدفعية.
وتواصل قوات الاحتلال استهداف المنازل والمنشآت المدنية، فقد ذكرت الإحصائية أنّه دمر 10765 منزلاً منذ بدء العدوان، منها 1762 منزلاً دمرت بشكل كليو و9003 بشكل جزئي.
دور وجمعيات
ولم تسلم دور العبادة، فمع استمرار الهجمة تتعمد قوات الاحتلال تكرار استهدافها المساجد، فقد تحدث المرصد عن استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية الأحد مسجدين، دمر أحدهما بشكل كليّ، والآخر بشكل جزئي، ويرتفع بذلك عدد المساجد المستهدفة منذ بدء العدوان إلى 140 مسجداً، دمرت 47 منها بشكل كلي.
كما استهدفت قوات الاحتلال منذ بدء الهجوم على غزة أكثر من 9 محطات مياه وصرف صحي تقدم خدماتها لما يزيد على 700 ألف فلسطيني، وتعرضت 22 جمعية خيرية يستفيد منها 183 ألف مواطن للاستهداف.
وقدّرت الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالقطاع بمليارين و810 ملايين دولار، نتيجة استهداف 321 مصلحة تجارية وصناعية، أربعة منها استهدفت الأحد، وتشغّل هذه المصالح ما يزيد على 14 ألف عامل، إضافة إلى استهداف 19 مصرفاً ومحال صرافة ومكاتب بريد.
وقصف المنازل ومحطات المياه ومعالجة المياه العادمة، والمقارّ الحكومية، والمدارس، وقوارب الصيادين، ومحطات ومحولات الكهرباء، والمراكز الصحية، والطرق وخطوط المياه والكهرباء، والأراضي الزراعية، والمؤسسات الأهلية، والمساجد والكنائس والقبور.
ويوجد في غزة أكثر من 275 ألف مشرد هجّروا من بيوتهم نتيجة دمارها بسبب القصف الإسرائيلي، أو نتيجة التهديدات الإسرائيلية للأهالي، ومعظم هؤلاء المشردين موزعون على 90 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ويعيشون فيها وسط اكتظاظ شديد، وظروف تفتقد أدنى معايير السلامة الصحية والبيئية، وأدنى متطلبات الإنسان.