هاغل يشيد بفاعلية الضربات و«داعش» تستولي على جلولاء وخيارات صعبة لإجلاء الإيزيديين

الغارات الأميركية تنحسر وأوروبا تحشد لتسليح البيشمركة

إيزيديون يتلقون مساعدات على الحدود بين سوريا وكردستان بعد نجاتهم من حصار داعش أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

انحسرت الغارات الجوية الأميركية على مواقع متشددي «الدولة الإسلامية- داعش» أمس مقابل ارتفاع وتيرة عمليات تسليح إقليم كردستان، حيث لم تعلن الولايات المتحدة عن أي غارات جديدة منذ ظهيرة أول من أمس، في حين خسرت قوات البيشمركة بلدة جلولاء بعد هجوم عنيف بثلاث مفخخات و20 انتحارياً على مقرها.

في وقت سلّمت واشنطن «على عجل» أسلحة وذخائر لأكراد العراق، بينما طلبت فرنسا من الاتحاد الأوروبي الذي يعقد اجتماعا استثنائياً اليوم بخصوص التصدي لـ«داعش» حشد امكاناته لتلبية طلب التسلح الكردي وسط استمرار خطر الموت الذي يحيط بعشرات آلاف الإيزيديين المحاصرين في جبل سنجار حيث فر منهم 30 ألفاً فقط.

ولم تعلن الولايات المتحدة أمس عن شن أي غارات جوية ضد مقاتلي «الدولة الإسلامية» في أول يوم هادئ جوياً منذ إجازة الرئيس الأميركي باراك أوباما شن غارات جوية على مواقع التنظيم قبل ثلاثة أيام.

ولم يتضح ما إذا كان انحسار الغارات جزءاً من استراتيجية عسكرية ترى أن تسليح البيشمركة بشكل فعّال ستقلص من جدوى الغارات الجوية التي اعتبرها وزير الدفاع الأميركي أمس فعالة.

وصرح هاغل في اطار محادثات الدفاع السنوية الأميركية الأسترالية في سيدني رداً على سؤال حول الغارات انها «أبدت فعالية كبيرة بحسب جميع التقارير التي تلقيناها ميدانياً». في الأثناء، اعلنت وزارة الخارجية الأميركية ان الولايات المتحدة بدأت على عجل تسليم أسلحة وذخائر إلى القوات الكردية.

وقالت الناطق باسم الخارجية الأميركية ماري هارف على شبكة التلفزة «سي.ان.ان»: «نتعاون مع الحكومة العراقية لإرسال أسلحة إلى الأكراد الذين يحتاجون إليها بأقصى سرعة. العراقيون سيزودونهم أسلحة من مخزوناتهم ونعمل على ان نفعل الأمر نفسه، نزودهم أسلحة من مخزوناتنا».

وأضافت هارف ان تلك الجهود مستمرة منذ الأسبوع الماضي من دون ان تحدد الجهة الأميركية المسؤولة عن ذلك ونوع السلاح الذي تم ارساله.بدوره، أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية ان أكراد العراق «يتلقون أسلحة من مصادر مختلفة» لوقف تقدم جهاديي «الدولة الإسلامية». وأضاف المسؤول: «سيتلقون شيئاً بسرعة»، رافضاً تسمية الدول المعنية.

حشد الدعم

أوروبياً، طلبت فرنسا من الاتحاد الأوروبي «حشد امكاناته» لتلبية طلب التسلح الذي وجهه رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني في رسالة وجهها وزير الخارجية لوران فابيوس إلى نظيرته الأوروبية كاثرين اشتون.

وكتب فابيوس في هذه الرسالة التي تحمل تاريخ 11 اغسطس أن بارزاني «شدد على الضرورة الملحة للحصول على أسلحة وذخائر تتيح له مواجهة وهزيمة مجموعة الدولة الإسلامية الإرهابية». وأضاف: «أمام المأساة التي تجري على أبوابها، لا يمكن ان تبقى أوروبا مكتوفة الأيدي». وقال انه «من الضروري ان يحشد الاتحاد الأوروبي امكاناته لكي يلبي طلب المساعدة هذا».

وفي مقابلة مع المحطة الثانية في التلفزيون الفرنسي «فرانس 2»، قال فابيوس: «يجب بطريقة او بأخرى ان يتمكن العراقيون ومنهم الأكراد من تسلم وبشكل آمن معدات تتيح لهم الدفاع عن النفس وصد الهجمات. سوف نرى ذلك خلال الأيام المقبلة ولكن بالتشاور مع الأوروبيين».

اجتماع أوروبي

في السياق، اعلن مصدر أوروبي انه تمت الدعوة إلى اجتماع استثنائي لسفراء دول الاتحاد الأوروبي اليوم في بروكسل لدراسة وسائل تطويق تقدم «داعش». وقال المصدر ان «اجتماع اللجنة السياسية والأمنية سيجتمع (اليوم) لكن لا يتوقع اتخاذ اي قرار على الرغم من ان الأمر ملح». وأضاف ان «الأمر يتعلق بالتنسيق بأفضل شكل ممكن».

وتأتي الدعوة إلى هذا الاجتماع تلبية لطلب وزير الخارجية الإيطالية فيديريكا موغيريني التي تتولى بلادها رئاسة الاتحاد حتى ديسمبر المقبل، ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.

في المقابل، قال ناطق باسم الحكومة الألمانية إن بلاده لا ترسل أسلحة إلى مناطق الصراع استجابة لدعوة بارزاني للمجتمع الدولي إلى تسليح.وقال الناطق باسم الحكومة شتيفن زايبرت في مؤتمر صحافي إن «هذه الحكومة تتبنى مثل سابقيها مبدأ عدم تصدير الأسلحة إلى أي مناطق صراعات أو حروب. هذا مبدأ نلتزم به».

معركة جلولاء

ميدانياً، سيطر مقاتلو «داعش» على ناحية جلولاء في محافظة ديالى شمال شرق بغداد بعد اشتباكات مع قوات كردية قتل خلالها عشرة وجرح اكثر من 80 من عناصر البيشمركة الكردية، حسبما افادت مصادر امنية لوكالة «فرانس برس». واستولى مقاتلو الدولة الإسلامية ايضا على قريتين قريبتين.

وكشف مسؤول كردي رفيع في محافظة ديالى، أن هجوم مسلحي داعش تم بثلاث سيارات مفخخة و20 انتحارياً يرتدون أحزمة ناسفة، وفيما أوضح أنهم استهدفوا أبراج المراقبة ومقرات البيشمركة، أكد أن القوات الكردية سحبت نقاط تمركزها وسط الناحية إلى أطرافها بسبب التأثر بالأحزمة الناسفة.

مساعدة المحاصرين

وفي ملف الأزمة الإنسانية، ألقت طائرات عسكرية أميركية شحنات جديدة من المياه والمواد الغذائية للمدنيين الذين يلاحقهم الجهاديون في المناطق الجبلية بشمال العراق.

وجاء في بيان للقيادة المركزية الأميركية التي تغطي الشرق الأوسط وفي ختام رابع عملية انسانية، ان طائرة من طراز «سي-17» وثلاث طائرات شحن من طراز «سي-130» ألقت 88 شحنة غذائية لتقديم «الطعام والماء لآلاف العراقيين» العالقين في جبل سنجار. وتمثل هذه الشحنات 16633 ليتراً من مياه الشرب و22488 وجبة.

خيارات الإجلاء

وقال مسؤولون أميركيون إن واشنطن تدرس الخيارات المتاحة لإجلاء آلاف من الإيزيديين. وقال مساعد مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس لوكالة «رويترز»: «ننظر في خيارات لنقل المدنيين الباقين من الجبل».

وأضاف: «تساعدنا القوات الكردية ونحن نناقش مع الأمم المتحدة وغيرها من الشركاء الدوليين كيفية نقلهم إلى موقع آمن». وقال شهود إيزيديون ومسؤولون في الأمم المتحدة إن أكثر من 30 ألف إيزيدي -معظمهم من منطقة جبل سنجار- عبروا إلى منطقة في شمال العراق تسيطر عليها القوات الكردية.

وقال كين بولاك وهو مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وخبير في البيت الأبيض في المنطقة ويعمل حاليا في معهد بروكنغز: «ستكون عملية كبيرة جداً. لا يمكنهم البقاء في الجبل عليهم أن يغادروا».

وقال بولاك إن هناك خيارين فقط لتأمين الممر الآمن لخروج الإيزيديين من الجبل. وأضاف أن أول هذه الخيارات هو أن يقنع ممثلو الأمم المتحدة مقاتلي الدولة الإسلامية بأن يدعوا الإيزيديين يمرون بسلام أو يواجهوا الضربات الجوية الأميركية والثاني هو تأمين ممر تحميه القوات الكردية أو جنود الجيش العراقي وتؤمن له القوات الجوية الأميركية الغطاء.

14

قتل 14 شخصاً على الأقل وأصيب آخرون بجروح في هجمات متفرقة استهدفت عدة مناطق في العراق، حسبما افادت مصادر امنية وطبية. ففي أبي غريب، إلى الغرب من بغداد، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة ان «ستة اشخاص قتلوا وأصيب ثمانية بجروح جراء سقوط سلسلة قذائف هاون على عدد من المنازل».

وفي اليوسفية، جنوب غرب بغداد، قتل جنديان واصيب ثلاثة بجروح في اشتباكات مع مسلحين، وفقا للمصدر. وفي الزعفرانية، في جنوب بغداد، قتل شخص وأصيب خمسة بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة على جانب الطريق.

وفي ناحية الضلوعية، شمال بغداد، «قتل ضابطان في الشرطة وأصيب سبعة من عناصر الشرطة بجروح في اشتباكات وقعت فجراً». وقتل شخص وأصيب اربعة بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة في المحمودية جنوب بغداد. البيان

وقف اضطراري

اضطرت طائرة حربية بريطانية لوقف عملية إسقاط معونات إغاثة إنسانية للاجئين المحاصرين على جبل سنجار في شمال العراق خشية أن تصيب عبوات المعونات اللاجئين المحتشدين أسفل الطائرة.

وقالت ناطقة باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون: «كثيرون جداً من اللاجئين تقدموا نحو الطائرة لدرجة أنه لم يكن بإمكاننا إسقاط هذه المعونة». لندن- رويترز

Email