تناولت القضايا الثنائية والأحداث في غزة وسوريا والعراق ومكافحة الإرهاب

خادم الحرمين يعقد محادثات مع السيسي في جدّة

الأمير مقرن مستقبلاً السيسي في جدّة واس

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز محادثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي بدأ زيارة إلى جدة أمس تستغرق يومين ليتوجه بعدها إلى روسيا لإجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين.

وتناولت محادثات خادم الحرمين والرئيس المصري العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على غزة والأحداث في سوريا والعراق.

وأفاد التلفزيون المصري في خبر عاجل ليلة أمس بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي عقد مباحثات قمة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجدة.

وتناول اللقاء التطورات السياسية والإقليمية وتحديات الأمن القومي العربي والتعاون والتنسيق المستمر بين البلدين. وذكرت تقارير إعلامية أن على رأس الملفات كان العدوان الإسرائيلي على غزة والتدهور الأمني في العراق وسوريا.

وقالت مصادر سعودية مطلعة إن الجانبين السعودي والمصري بحثا خلال اللقاء «الأوضاع في غزة، وآخر استعدادات مؤتمر شركاء في التنمية الذي سيعقد قبيل نهاية العام الحالي برعاية السعودية بهدف دعم الاقتصاد المصري».

وأضاف المصدر أن الجانبين تطرقا إلى «مستجدات الوضع في ليبيا وسوريا، وسبل تنسيق المواقف فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب في الدول العربية».

استقبال السيسي

وكان في مقدمة مستقبلي السيسي في مطار الملك عبدالعزيز الدولي وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وولي ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود.

كما كان في استقبال الرئيس المصري أمير منطقة مكة المكرمة الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، والسفير السعودي لدى مصر ومندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية عميد السلك الدبلوماسي العربي في القاهرة السفير أحمد بن عبدالعزيز قطان، وأمين محافظة جدة هاني أبو راس، وسفير مصر لدى المملكة عفيفي عبدالوهاب ومندوب عن المراسم الملكية.

وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط ذكرت في وقت سابق أن السيسي سيجري خلال الزيارة إلى السعودية محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تتناول الأوضاع الإقليمية، خاصة في غزة وسوريا والعراق وليبيا، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب. كما ستتناول المحادثات العلاقات المصرية السعودية وسبل تدعيمها في مختلف المجالات.

زيارة روسيا

من جهة أخرى، يزور السيسي العاصمة الروسية موسكو بعد قضاء زيارته إلى السعودية على وقع تأزم العلاقات بشكل نسبي بين القاهرة وواشنطن، وفي ظل موقف الولايات المتحدة المتوتر من الأوضاع في مصر، ودعمها في وقت سابق لتنظيم الإخوان المسلمين.

وتسعى السلطات المصرية إلى تعزيز تعاونها مع قوى دولية أخرى، في مقدمتها روسيا، من أجل تنويع علاقاتها، وتنويع مصادر السلاح، وعدم الاعتماد الكلي على الجانب الأميركي كما كان الحال سابقاً.

وتبدأ زيارة الرئيس المصري إلى موسكو غداً (الثلاثاء) للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتباحث حول بعض الملفات الشائكة في المنطقة، فضلاً عن ملف العلاقات المصرية الروسية، وسبل دعمها، لاسيما في المجال العسكري والنووي.

وبحسب مراقبين، فإن اتجاه القاهرة نحو روسيا يعزز من مكانتها في المنطقة، ويفتح لها آفاقاً موسعة للتعاون، بما يتماشى مع مطالب الشارع المصري بعدم التبعية لواشنطن، واستخدام مبدأ «الندية» في التعامل، وهو الأمر الذي يقوي مصر، ويدفع إلى اتجاه مغاير للدبلوماسية المصرية بشكل عام.

تعميق العلاقات

ويقول عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير رخا أحمد حسن إن «العلاقات المصرية الروسية دائماً ما كانت جيدة، لاسيما في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إذ كان لتلك العلاقات شكل عميق خلال فترة الستينيات، ولكنها انحصرت بعد أن توطدت العلاقات مع الولايات المتحدة، واختلفت المصالح بعد ذلك».

ويوضح حسن لـ«البيان» أن استعادة العلاقات بين البلدين أمر مهم، لاسيما مع رغبة روسيا في إيجاد حليف لها في المنطقة، وبالتزامن مع العلاقات المضطربة نوعاً ما بين القاهرة وواشنطن.

وأكد وزير خارجية مصر سامح شكري أن السيسي سوف يبحث، خلال زيارته المرتقبة لروسيا، «التحديات الإقليمية والدولية، وتنشيط التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين، فيما رأى خبراء ومحللون أن عدداً من الملفات تأتي على رأس أولويات السيسي خلال تلك الزيارة، منها ملفات التسليح والتعاون النووي والتجاري».

ملفات زيارة روسيا

قال خبير العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية سعيد اللاوندي بخصوص زيارة الرئيس المصري إلى روسيا: إن «مصر تعتمد علاقات طيبة مع جميع الأطراف، وهو ما يؤمّن لها مكانة لدى الشعوب والدول بأسرها».

لافتاً إلى أن روسيا كدولة تعد أحد أقطاب العالم، والتحالف معها سيشكّل قوى هائلة لمصر، مثمناً في السياق ذاته توجه السيسي إلى روسيا، خاصة أن هناك العديد من الملفات المهمة التي تجب مناقشتها، في مقدمتها ملفات أمن المنطقة، والإرهاب الذي يحيط بعدد من الدول العربية، والأزمات الأمنية في تلك الدول، وتأثيراتها في الشرق الأوسط.

Email