أصيب الشارع اليمني بصدمة غير مسبوقة بفعل المذبحة، التي نفذها تنظيم القاعدة في حق 14جندياً كانوا في طريق عودتهم من محافظة حضرموت إلى صنعاء، حيث عثر على جثثهم وعليها آثار الرصاص ملقاة على طريق قرب مدينة سيئون بعد ثلاث ساعات من خطفهم من حافلة عامة.

وفيما التزمت وزارة الدفاع والسلطات جميعها الصمت تجاه العملية امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بالمنشورات المعبرة عن الصدمة مما جرى لأنها المرة الأولى في تاريخ اليمن، التي تقدم فيها جماعة مسلحة على ذبح وقتل جنود خارج ساحة القتال.

وذكر مسؤولون وسكان أنه عثر على جثث الجنود الأربعة عشر وعليها آثار الرصاص ملقاة على طريق قرب مدينة سيئون، بعد ثلاث ساعات من خطفهم من حافلة عامة، وكان الجنود في طريقهم إلى العاصمة صنعاء ،بعدما أدوا خدمتهم في المنطقة.

كمين مسلح

وأكدت جماعة أنصار الشريعة على صفحتها على »تويتر« أن مسلحيها نصبوا الكمين، وقتلوا الجنود لمشاركتهم في عمليات الجيش ضد الجماعة. وذكرت أن »المسلحين أنزلوا الجنود وحققوا معهم وتحققوا عبر هوياتهم العسكرية من انتمائهم لوحدات الجيش المتمركزة في سيئون«، وتابعت الجماعة »بعد ذلك تم اقتيادهم إلى مكان، حيث أعدموا بالرصاص«.

وغضب الشارع اليمني بقدر ما وجه نحو الفعل »الإجرامي« لعناصر تنظيم القاعدة التي تدعي الالتزام بتعاليم الإسلام فإن الغضب وجه أيضاً صوب قيادة الجيش التي حملت مسؤوليه التهاون في تأمين تحركات وتنقل الجنود خصوصاً في منطقة مواجهات مع تنظيم القاعدة، كما هو الحال في محافظة حضرموت.

ومع ارتفاع وتيرة المطالبات بإقالة وزير الدفاع الذي كان قبل المذبحة بساعات في زيارة للمنطقة، والتأكد من جاهزية القوات لخوض المعركة مع تنظيم القاعدة، لكن السؤال الأكثر غموضاً هو من أين حصلت القاعدة على المعلومة الخاصة بوجود أفراد من الجيش ضمن ركاب حافلة النقل الجماعي.

وتضع العملية علامات استفهام كبيرة حول اختراق القاعدة قوات الجيش والأمن خصوصاً أنها نفذت هذه المذبحة بعد يوم على مهاجمتها مقر قيادة الجيش في وادي حضرموت، واستيلائها على مدينة القطن ونهب بنوكها وتدمير كل المؤسسات الحكومية.

تفاصيل المذبحة

وقال أمين بارفيد وهو أحد ركاب الحافلة التي اعترضتها عناصر تنظيم القاعدة وأنزلت الجنود منها أن »الحافلة كانت ممتلئة بعدد من الجنود وتبدو عليهم علامات الخوف والتوتر بأسلحتهم يرتدون نصف اللباس العسكري.

وأضاف: »تحرك الباص بعد صلاة المغرب باتجاه المطار سالكاً الطريق العام باتجاه مدينة شبام وأبلغ سائق الباص أن جماعة أنصار الشريعة ينتظرونا على الخط فرجع إلى مدينة سيئون ومر عبر طريق آخر يمر عبر الحوطة«.

وحسب الناجي من المذبحة فإنه »وأثناء مرور الحافلة لاحظ الركاب أن مسلحين يتابعونها بدراجة نارية، ما زاد من توتر الجنود وأخبروا سائق الباص إما أن يعود إلى وإما لا يتوقف عند المسلحين، لكن بقية الركاب اعترضوا على مطلب عدم التوقف حتى لا تتعرض حياتهم للخطر، وطلبوا من السائق التوقف إذا طلب منه المسلحون ذلك«.

عدم استحسان الفكرة

وقال الناجي، »إنه وزميل له اقترحا على السائق بأن يستأجر سيارة يعود فيها الجنود إلى مكتب شركة النقل الجماعي ويواصل الركاب رحلتهم، لكن الفكرة لم تستحسن، لكن تم إقناع الجنود بإخفاء أسلحتهم تحت الكراسي وتغيير ملابسهم وإخفاء البطاقات العسكرية لمحاولة تمريرهم معنا مدنيين.

وأضاف لو لم نقنع الجنود بذلك لحصلت مجزرة داخل الباص راح ضحيتها كل الركاب لأننا سمعنا الجنود يخططون للمواجهة داخل الحافلة في حالة اعترضها أنصار الشريعة«، وتابع متنهداً: »وصلنا إلى الحزم فاعترضتنا نقطة مسلحين وصعد شخص ملثم وبدأ بالتحقق من الهويات من خلال البطاقات الشخصية إلى أن وصل عند أول جندي وسأله من أين أنت؟ فرد عليه: من محافظة عمران«.

وواصل الناجي حديثه وقال في تفاصيل جديدة حينما تم صعود المسلحين إلى الحافلة »سال أحد المسلحين جندي: من أين أنت؟ فتلعثم ولم يرد وارتفعت الأصوات وأمروا الجميع بإخلاء الحافلة، فنزلنا وكان هناك أكثر من 50 مسلحاً ملثمين يعتذرون منا ويقولون العفو منكم هؤلاء سنقتلهم«.

ويواصل الناجي من المذبحة سرد تفاصيل المذبحة ويقول: »بعد أن فرزونا وبطحوا الجنود على الأرض فتشوا الباص وأخذوا 14 جندياً، فيما تمت إعادتنا إلى الباص«.