تقرير إخباري

خزاعة.. وجهة سياحية تحولت إلى أنقاض

فلسطينية تسير بين الأنقاض في خزاعة إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

خزاعة تلك البلدة التي تقع في جنوب غزة تزينها فيلاتها الرحبة وشوارعها التي تتراص على جوانبها أشجار النخيل وتمثل للفلسطينيين بقعة نادرة لتزجية وقت الفراغ قبل أن تقصفها إسرائيل وتحولها إلى انقاض في الشهر الماضي.

كانت الرقعة الخضراء في خزاعة -البلدة الخالية إلى حد بعيد من التوترات المحلية والخصومات التي توجد في مناطق أخرى- من الأماكن القليلة النادرة لتمضية رحلات اليوم الواحد في القطاع المزدحم حيث يقيم 1.8 مليون نسمة على شريط لا تتجاوز مساحته 360 كيلومترا مربعا.

وتبعد خزاعة نحو 500 متر عن الحدود الإسرائيلية ولا يمكن الوصول إليها الآن إلا من خلال طرق غير ممهدة تتناثر فيها الأنقاض. وكل منازلها تقريبا سويت بالأرض ودمرت مساجدها التسعة.

ويقول رئيس المجلس البلدي في خزاعة سامي قديح إن «البلدة كانت أفضل المناطق في كل قطاع غزة وكانت منطقة سياحية آمنة لا تعاني من مشاكل وسكانها مثال للطيبة». ويضيف من مكتبه المؤقت في موقف للسيارات بجوار منزل العائلة المدمر إن «خزاعة لم يعد لها وجود كما لو أن زلزالا ضربها». وقال انه لا توجد مياه ولا كهرباء وانه يرتدي نفس الملابس منذ أيام ويتابع وهو يبين ملابسه الرثة انه لم يعد لديه منزل. وقال انه لم يعد لديه شيء.

وسحبت إسرائيل قواتها البرية من قطاع غزة الثلاثاء الماضي وبدأت وقفا لإطلاق النار لمدة 72 ساعة مع حركة حماس كخطوة أولى نحو مفاوضات بشأن إنهاء الحرب المستمرة منذ شهر تقريبا. ويقول مسؤولو غزة إن 1885 فلسطينيا قتلوا في هذا الصراع معظمهم مدنيون. وتقول إسرائيل إن 64 من جنودها قتلوا بالإضافة إلى ثلاثة مدنيين في القتال الذي بدأ في الثامن من يوليو الماضي بعد تصاعد إطلاق الصواريخ من غزة.

قتال شرس

وفي خزاعة يقول الناس إن 70 شهيداً على الأقل سقطوا وانه ربما يعثر على مزيد من الجثث تحت الأنقاض. وشهدت البلدة قتالا شرسا بين القوات الإسرائيلية وحماس وناشطين فلسطينيين آخرين قالوا انهم فجروا شحنات ناسفة وأطلقوا صواريخ مضادة للدبابات على القوات الإسرائيلية.

وتقول إسرائيل إنها حضت السكان على الرحيل والبحث عن ملاذ في خان يونس القريبة قبل بدء القتال في خزاعة. لكن السكان قالوا إن كثيرا منهم لم يتمكنوا من ترك منازلهم في الوقت المناسب وان البعض تعرضوا لإطلاق النار وهم يهربون بناء على تعليمات الجيش الإسرائيلي.

ولجأ نحو 260 ألف فلسطيني إلى منشآت تديرها الأمم المتحدة في غزة وقالت بعض المنظمات الحقوقية إن الرقم هو 520 ألف شخص. وبعد الفرار من العنف عاد أحمد عوض أبو صالح (39 عاما) مع زوجته ليجدا منزلهما سليما تقريبا لكنه نهب وتناثرت فيه علب الطعام التي تحمل بطاقات كتبت بالعبرية تركها الجنود الإسرائيليون.

ووجدوا ملابس أطفالهم وكتبهم مبعثرة على الأرض وتجهيزات المطبخ وقد تدلت من الجدران ونسخة القرآن الخاصة بالعائلة في دورة المياه. وظهرت آثار الطلقات على جدران غرفة المعيشة التي كانت أنيقة في وقت من الأوقات. بدوره يقول محمد خليل نجار البالغ من العمر 54 عاما بينما كان صوته يتهدج «كانت هذه أفضل بلدة في كل غزة .. منطقة ثرية .. كان الناس يعيشون فيها في بحبوحة من العيش. والآن لا أجد كلمات لوصفها».

Email