الجيش اللبناني يحكم قبضته على عرسال
سيطر الجيش اللبناني أمس على بلدة عرسال بعد انسحاب مسلحين قادمين من سوريا من البلدة بعد هدنة، إلا أن المسلحين الذين يشتبه أنهم متطرفون من جبهة النصرة وتنظيم «الدولة الإسلامية – داعش» أخذوا معهم نحو 19 رهينة من الجيش الذي حرر سبعة آخرين قبل انسحاب المسلحين، فيما بلغ عدد القتلى المدنيين وغالبيتهم لاجئون سوريون نحو 42 بحسب مصادر طبية.
وقامت سيارات إسعاف بإجلاء الجرحى من بلدة عرسال حيث تم تحرير سبعة من عناصر قوى الأمن الداخلي بعد إعلان هدنة لوقف الاشتباكات بين جهاديين والجيش اللبناني.
وقال مصدر عسكري: إن الهدنة يبدو أنها صامدة وإن الوضع في عرسال هادئ. وأضاف أن عناصر الجيش كانوا يمشطون المنطقة الواقعة في شرق لبنان. وخلال تقدمه، حرر الجيش سبعة من عناصر قوى الأمن الداخلي كانوا محتجزين لدى المسلحين. والسبعة كانوا ضمن مجموعة من 20 عنصرا آخرين من قوى الامن احتجزوا حين اقتحم جهاديون مركزا لهم في عرسال السبت الماضي مع اندلاع المعارك. غير أن عدد المفقودين من الجيش والقوى الأمنية يبلغ 19 عنصراً يرجح أنهم أسرى لدى المتشددين المنسحبين.
وخلال الهدنة أرسلت الطواقم الطبية سيارات إسعاف وقال أحد عاملي الإسعاف لوكالة «فرانس برس» إنه تم نقل 34 جريحا على الأقل.
وقال أحد المسلحين المنسحبين لوكالة «رويترز» عبر الهاتف: «الانسحاب جرى عند الفجر مع الرهائن. قد يتم الإفراج عنهم على مراحل فيما بعد». وأكد مصدر أمني أخذ المسلحين أسرى معهم.
وقال طبيب سوري في عرسال: إن إجمالي عدد القتلى المدنيين 42 في حين تحدثت مصادر أمنية عن سقوط عشرات القتلى في صفوف المسلحين.
وجاء ذلك بعد وساطة قام بها وفد من «هيئة العلماء المسلمين» المؤلفة من رجال دين سنة، ضم الشيخين حسام الغالي وسميح عز الدين تزامناً مع وقف إنساني لإطلاق النار بدأ مساء الثلاثاء وكان من المقرر أن يستمر حتى السابعة مساء الاربعاء الا أنه مدد 24 ساعة إضافية حتى مساء أمس.
وأعلن الغالي للصحافيين في بلدة راس بعلبك بعد خروج الوفد، التوصل إلى اتفاق مع رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام وقيادة الجيش و«الأطراف المعنية» على «تمديد وقف إطلاق النار». وأضاف أحد بنود الاتفاق أن «المقاتلين الموجودين في عرسال بدأوا من هذه اللحظة بالتوجه الى خارج لبنان».
وقال أحد رجال الدين الوسطاء خلال مؤتمر صحافي تلفزيوني عند أطراف البلدة: إن بإمكانه تأكيد أن البلدة شبه خالية من المسلحين. وأضاف أنه خلال ساعات سيكون كل شيء انتهى.
