حكومة الأنبار تهدد باستقالة جماعية احتجاجاً على القصف العشوائي

قصف مستشفى الفلوجة بالبراميل المتفجرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصف الطيران الحربي العراقي مستشفى الفلوجة التعليمي ببرميلين متفجرين في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء- الأربعاء، واستهدف القصف قسم القسطرة وأحد أقسام المستشفى الأخرى، ليوقع قتيلا وخمسة جرحى من الكوادر الطبية.. في وقت هددت حكومة الانبار باستقالة جماعية في حال استمرار القصف العشوائي.

وأحدثت البراميل المتفجرة دماراً كبيراً في بناية المستشفى، التي أصبحت هدفا للقصف الجوي المتكرر، حيث بلغ عدد مرات الاستهداف 23 مرة خلال السبعة شهور ومنذ بدء الأزمة.

إخلاء مدينة

وقال رئيس الأطباء المقيمين في مستشفى الفلوجة التعليمي أحمد الشامي لـ »العربية.نت« إن »استهداف المستشفى المتواصل متعمد لإخلاء المدينة من الأطباء والكوادر الطبية«.

وأضاف أن البرلمانيين، ممن يمثلون محافظة الأنبار، يبدو أنهم راضون عن استهداف المستشفى، فهم لم يحركوا ساكنا ولم يستنكروا أو يذكروا استهداف المستشفى. وأشار إلى أنهم لم يتحدثوا عن الجرائم التي ترتكب بحق أبناء الفلوجة وكوادرها الطبية ومنشآتها الحيوية والإنسانية. كما طالب الشامي بتدخل فوري من وزارة الصحة ومنظمة أطباء بلا حدود والصليب الأحمر الدولي لوقف القصف المتعمد على مستشفى الفلوجة.

وأوضح الشامي أن الكادر الطبي في المستشفى أطلق عدة نداءات استغاثة منذ سبعة شهور، لكن دون أي إجابة، وكأن المجتمع الدولي والمنظمات العالمية راضية هي الأخرى عن هذه المجازر والاعتداءات المتكررة، بحسب وصفه.

استقالة جماعية

في موازاة ذلك، هددت الحكومة المحلية في الأنبار بتقديم استقالة جماعية إن لم تعمل القيادات الأمنية على معالجة حالات القصف العشوائي على مناطق المحافظة التي يقطنها المدنيون. فيما أعلنت منظمة أهلية ارتفاع أعداد الأرامل والأيتام نتيجة للأعمال العسكرية التي تشهدها المحافظة.

وقال رئيس مجلس المحافظة صباح كرحوت إن »القصف العشوائي في المحافظة خلف أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى بين المدنيين ولا بد من إيقاف عمليات القصف العشوائي، ما دفع المجلس إلى مطالبة الحكومة المركزية بوقف عمليات القصف العشوائي والعمليات العسكرية الدائرة في المحافظة للخروج من الأزمة«.

لا حلول سلمية

وأضاف كرحوت إن »المجلس طالب الحكومة المركزية لأكثر من مرة بإيقاف القصف العشوائي على مدن المحافظة والمعارك الدائرة فيها، وفي حال عدم تنفيذ مطالبنا فسيقدم المجلس استقالته«.

وأشار إلى محاولات متكررة لإيجاد حلول سلمية للخروج من الأزمة بدلاً من الحلول العسكرية »لكن مطالبنا لم تجد آذاناً صاغية، وعلى الحكومة الجديدة التي ينتظرها العراقيون أن تأخذ على عاتقها مسؤولية ما يجري في الأنبار، وإيقاف المعارك الدائرة فيها والعمليات العسكرية، وإيجاد طرق للتواصل مع العشائر للخروج من هذه الأزمة بأسرع وقت«.

حصيلة أيتام

من جانب آخر، نقلت صحيفة »الصباح الجديد« عن عضو منظمة الرحمة للأيتام والأرامل في الفلوجة خالد صالح قوله إن »المعارك التي تدور رحاها في مدن الأنبار أدت إلى مقتل الكثير من أرباب الأسر ما خلف أعدادا جديدة من الأيتام، تضاف إلى الأعداد التي خلفتها المعارك الطاحنة التي دارت مع القوات الأميركية في الفلوجة في المعركتين الأولى والثانية، وهذا يلقي على عاتق المنظمات الإنسانية المعنية بالأيتام مهمة صعبة وكبيرة«. وأضاف صالح: »سجلنا آلاف الأيتام في مدينة الفلوجة قبل بدء الأزمة الحالية ممن فقدوا آباءهم خلال معركتي الفلوجة الأولى والثانية«.

Email