في استمرار لشرر المعارك الضارية بين الجيش اللبناني والمتطرّفين في عرسال، ارتفعت حصيلة القتلى إلى 16 عسكرياً لبنانياً وعشرات المسلّحين، وفيما عثر الجيش أثناء تقدّمه في البلدة على جثث 50 متشدّداً، أوصد لبنان الأبواب أمام أي اتفاق مع المتطرّفين، لافتاً إلى أنّ الحل الوحيد يكمن في الانسحاب من البلدة، في الأثناء أعلنت دمشق وقوفها مع لبنان في حربه ضد الإرهاب وما يحاك لزعزعة أمنه واستقراره.
وتقدّم الجيش اللبناني أمس في عمليته العسكرية على بلدة عرسال الحدودية، إذ قصف مناطق محيطة بالبلدة بالمدفعية لليوم الثالث على التوالي في مسعى لطرد المتشدّدين. وقال مسؤول أمني لبناني، إنّ «الجيش عثر أثناء تقدّمه على جثث 50 متشدّدا».
وتصاعدت أعمدة الدخان من قمم التلال، حيث تقع عرسال في حين كانت تسمع زخات نارية متفرّقة من المناطق المجاورة بينما كان الجيش يرسل المزيد من التعزيزات إلى البلدة.
وشوهدت 12 ناقلة جند مدرّعة تتقدم باتجاه البلدة مع عدد مماثل من الآليات العسكرية الأخرى بينها شاحنات وسيارات «همفي»، فيما كان الجنود المسلحون بالرشاشات والقاذفات الصاروخية يجلسون على المركبات وهي تتحرّك على طول الطريق الرئيسي المؤدي لعرسال.
وفي بيان قال الجيش اللبناني إنّه «سيطر بشكل كامل على مدرسة كان المتشدّدون قد استولوا عليها خلال التوغّل»، لافتاً إلى أنّ «عدداً من الجنود قتلوا أو أصيبوا في المعارك».
بدورهم، قال الناشطون السوريون في المنطقة، إنّ «معسكرات اللاجئين تضرّرت إلى درجة كبيرة خلال القتال»، لافتين إلى أنّ «الوضع الأمني سيئ للغاية ولا يوجد أي ملجأ آخر للاجئين الذين يشعرون بالرعب».
ارتفاع حصيلة
وقتل 16 عسكرياً لبنانيا بينهم ضابطان 86 جريحا و22 مفقودا فضلاً عن عشرات المسلّحين في المعارك التي تدور بين الجيش اللبناني ومسلّحين في محيط بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، وفق ما أفاد مصدر عسكري.
وقال المصدر: «استشهد 16 عنصرا من الجيش اللبناني بينهم ضابطان في المعارك والجيش قتل عشرات المسلّحين»، موضحاً أنّ «المعارك تتركز حاليا حول مركز عسكري يحاول الجيش فك الطوق من حوله». وأبان أنّ «المسلحين سيطروا في وقت سابق على المركز، إلّا أنّ الجيش تمكّن من طردهم»، مشيراً إلى أنّ «المركز هو خال حاليا، وأنّ قوى عسكرية تتقدّم نحوه تحت غطاء من القصف المدفعي».
بدوره، أفاد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية أمس، أنّ «معارك تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة، تدور بين الجيش والمسلحين في محيط عرسال، تزامنا مع نزوح المئات».
لا تفاوض
من جهتها، قالت الحكومة اللبنانية إنه لن يكون هناك اتفاق سياسي مع المتشدّدين الذين هاجموا بلدة عرسال.
وقال رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام في بيان على التلفزيون في نهاية اجتماع وزاري: «لا حلول سياسية مع التكفيريين الذين يعبثون بمجتمعات عربية تحت عناوين دينية غريبة»، مضيفاً أنّ «الحل الوحيد أمام المتشدّدين هو الانسحاب من البلدة. وقال سلام إنّ «الحكومة قرّرت تعبئة كل مؤسّسات الدولة للدفاع عن البلاد».
وقال للصحفيين إننا نؤكد ان لا تساهل مع الارهابيين القتلة ولا مهادنة مع من استباح أرض لبنان وأساء إلى أهله. ووصف سلام ما جرى في اليومين الماضيين بأنه اعتداء صريح على سيادته وأمنه من قبل مجموعات إرهابية ظلامية انتهكت السيادة الوطنية وتطاولت على كرامة الجيش والقوى الامنية تنفيذا لخطة مبرمجة مشبوهة ترمي إلى شل قدرة الدولة وأجهزتها ونشر الفوضى في بلدة عرسال ومحيطها خدمة لأهداف تتناقض مع المصلحة الوطنية العليا.
تضامن عربي
بدوره، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي عن التضامن الكامل للجامعة مع الجهود الكبيرة التي يبذلها الجيش اللبناني لمواجهة اعتداءات المجموعات الإرهابية والتكفيرية تحت إمرة جبهة النصرة - والدولة الإسلامية في العراق والشام في بلدة عرسال في البقاع اللبناني.
وأكد العربي، في بيان له، ثقته الكاملة في متانة اللحمة الوطنية اللبنانية وقدرتها على رد أي اعتداء إرهابي يستهدف السيادة اللبنانية والتماسك الأهلي.
توقيف 6
أصدر قاضي التحقيق العسكري اللبناني فادي صوان أمس مذكرات وجاهية بتوقيف خمسة لبنانيين وفلسطيني واحد بتهمة الانتماء الى «جبهة النصرة» والقيام بأعمال إرهابية.
وقال مصدر رسمي لبناني، إنّ «القاضي صوان استجوب ستة مدعى عليهم، فلسطيني وخمسة لبنانيين، في جرم الانتماء إلى «جبهة النصرة» بهدف القيام بأعمال إرهابية»، مضيفاً أنّ «القاضي صوان أصدر مذكرات وجاهية بتوقيفهم سنداً إلى مواد تنص على عقوبة الإعدام».