كيري يطالب بغداد بإقرار نتيجة الانتخابات وطهران لا تريد تدخّلاً خارجياً

»الجامعة« وواشنطن تدعوان إلى حكومة وفاق عراقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حظيت التطورات الأخيرة في العراق بردود فعل عربية ودولية متعاقبة تراوحت بين القلق على وحدة العراق والتنديد بالإرهاب والمطالبة بحكومة وفاق وطني، في حين وضعت واشنطن الكرة في ملعب القادة العراقيين.

وأدانت جامعة الدول العربية الأعمال الإرهابية التي يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في العراق وما أدت إليه من جرائم وانتهاكات ضد المدنيين العراقيين. وجدد مجلس الجامعة إدانته للإرهاب بكل أشكاله وصوره وكل الممارسات الإرهابية التي من شأنها أن تهدد السلامة الإقليمية للعراق ووئامه المجتمعي، ودعم الجهود التي يبذلها العراق في هذا الإطار.

الوفاق الوطني

ودعا المجلس، في ختام اجتماع الدورة غير العادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين التي عقدت أمس بمقر الأمانة العامة للجامعة برئاسة المغرب، الى تحقيق الوئام والوفاق الوطني بين جميع القوى والفعاليات السياسية العراقية عبر الانخراط في حوار شامل يفضي الى تحقيق توافق وطني حول الخطوات المطلوبة لتجاوز الأزمة ومواجهة التهديدات الخطيرة التي يتعرض لها أمن العراق واستقراره ووحدة أراضيه فضلاً عن تشكيل حكومة وفاق وطني. وأكد مجدداً على الالتزام باحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه واستقراره السياسي ووحدته الوطنية ورفض التدخل في شؤونه الداخلية.

كما نوه البيان إلى أنه تم الاتفاق على إبقاء هذا الموضوع قيد المتابعة، بما في ذلك مواصلة المشاورات لعقد اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب على هامش الدورة 41 لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي يومي 18-19 الشهر الجاري في السعودية.

وأجرى الأمين العام للجامعة نبيل العربي اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في وقت سابق، تناول خلاله تطورات الأوضاع الحالية في العراق. وعبَّر عن دعم الجامعة للجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لمحاربة الإرهاب وبسط سلطة الدولة العراقية.

التزام واشنطن

دولياً، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري لنظيره العراقي هوشيار زيباري السبت أن الولايات المتحدة «ملتزمة» دعم العراق في معركته ضد المتشددين الإسلاميين الذين استولوا على مناطق في شمال البلاد. وقالت الخارجية الأميركية في بيان إن كيري أكد خلال اتصال هاتفي مع زيباري أن الولايات المتحدة «ملتزمة بدعم العراق». وأضاف كيري ان «أي مساعدة من الولايات المتحدة لن تكون فعالة ما لم يكن لدى القادة العراقيين إرادة في وضع خلافاتهم جانباً وتطبيق معالجة منسقة وفعالة لضمان وحدة البلاد الضرورية من أجل التقدم ومواجهة تهديد «داعش». ودعا كيري الحكومة العراقية الى المصادقة على نتائج الانتخابات «بلا تأخير» وتشكيل حكومة جديدة.

الخارجية الإيرانية

في طهران صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن إيران تعارض «كل تدخل عسكري أجنبي» في العراق وذلك غداة إرسال حاملة طائرات أميركية إلى الخليج. وقالت أفخم في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الطلابية (ايسنا) إن العراق «لديه القدرة والاستعداد اللازم لمكافحة الارهاب والتطرف وأي تحرك يمكن أن يعقد الوضع في العراق ليس في مصلحة هذا البلد والمنطقة».

توقعات ألمانية

وفي برلين حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من أن النزاع الدامي في العراق قد يتحول بسرعة الى «حرب إقليمية بالوكالة». ودعا في حديث لصحيفة ذي فيلت ام سونتاغ، تركيا والدول الخليجية للمساهمة في استقرار العراق. وقال إن هذه الدول «ليست لديها مصلحة في قيام منطقة قريبة تعمها الفوضى تسيطر عليها مجموعات من المرتزقة والإسلاميين والإرهابيين». واستبعد تدخلاً عسكرياً ألمانياً في النزاع، وانتقد الحكومة العراقية لإخفاقها في دمج المجموعات الإقليمية والعرقية والدينية المنافسة.

 

البابا يعبر عن قلقه

أعلن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان أمس أنه يتابع «بقلق شديد الاحداث التي شهدها العراق في الأيام الأخيرة، حيث ارغم هجوم مقاتلي التنظيم الإسلامي المتطرف الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» آلاف المدنيين على الهرب. وقال البابا بعد صلاة التبشير في ساحة القديس بطرس «أدعوكم جميعا للانضمام الى الصلاة من أجل أمتنا العراقية العزيزة بخاصة من أجل الضحايا وأولئك الذين يتعذبون بشكل خاص نتيجة تزايد اعمال العنف». وأضاف أنه قلق «خاصة على جميع الأشخاص وبينهم العديد من المسيحيين، الذين اضطروا لترك منازلهم».

 

Email