خرجت من الصدمة.. وهجوم «داعش» تباطأ والمتطوعون يتدفّقون

القوات العراقية تستعيد مناطق وتحاصر الموصل

جنود عراقيون ومتطوعون يعبرون عن استعدادهم للقتال ضد «داعش» أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت القوات العراقية أمس السبت تجاوز صدمة فقدان السيطرة على مناطق واسعة في شمال البلاد، حيث تمكنت في الساعات الأخيرة من استعادة ثلاث نواح في محافظة صلاح الدين، ونجحت في صد زحف مسلحي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الملقب بـ «داعش» في ديالى المجاورة، وتواصل تدفق آلاف المتطوعين لحمل السلاح، فيما أكدت السلطات في بغداد أن العاصمة تشهد عمليات استباقية.

وتباطأ هجوم المتشددين بعد أيام من تقدم سريع، وقالت قوات الحكومة إنها استعادت السيطرة على بعض الأراضي في هجمات مضادة. وقال اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية إن القوات الأمنية استعادت زمام المبادرة لشن عمليات نوعية على جبهات مختلفة على مدى الأيام الثلاثة الماضية، وحققت انتصارات وصفها بالكبيرة بمساعدة المتطوعين. وتعهد بأن تستعيد القوات الأمنية السيطرة ليس على الموصل فحسب، ولكن على مناطق أخرى من العراق.

ابن الدوري

وقال متحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب إن طائرات حربية قصفت موقع اجتماع لقيادات بحزب البعث المحظور في محافظة ديالى فقتلت 50 شخصاً، بينهم ابن عزة الدوري. وقالت مصادر أمنية إن جنوداً عراقيين هاجموا تشكيلاً لتنظيم «داعش» في بلدة المعتصم (22 كيلومتراً جنوب شرقي سامراء) فطردوا المتشددين إلى الصحراء.

وأضافت المصادر أن قوات الجيش استعادت السيطرة على بلدة الإسحاقي التي تقع أيضاً جنوب شرقي سامراء لتأمين طريق يربط بين بغداد وسامراء.

وقال زعيم قبلي إن جنوداً ساعدتهم ميليشيا «عصائب أهل الحق» استعادوا السيطرة على بلدة المقدادية شمال شرقي بغداد وطرد أفراد «داعش» من الضلوعية بعد قتال استمر ثلاث ساعات مع أفراد القبائل والشرطة المحلية والسكان.

12 جثة محترقة

وقال الفريق الركن صباح الفتلاوي قائد عمليات سامراء إن «القوات العراقية استعادت السيطرة على ناحية الاسحاقي صباحاً (أمس)». والتي تقع على بعد نحو 20 كلم إلى الجنوب من سامراء. وأكد ضابط برتبة عقيد في شرطة صلاح الدين سيطرة القوات العراقية على الناحية، مشيراً إلى أن «القوات العراقية سيطرت أيضاً على الطريق الرئيسي بين بغداد وسامراء»، فيما أعلن ضابط العثور في الإسحاقي على 12 جثة محترقة تعود لعناصر في الشرطة.

وفي وقت لاحق، أعلنت مصادر أمنية أن القوات العراقية تمكنت من استعادة السيطرة أيضاً على ناحية المعتصم التي تقع في المنطقة الجغرافية ذاتها. وجاءت استعادة السيطرة على هاتين الناحيتين بعد ساعات قليلة من قيام عناصر من الشرطة المحلية بمساعدة السكان بطرد مسلحي تنظيم «داعش» على مناطق واسعة من شمال البلاد، من ناحية الضلوعية القريبة.

مقتل قيادي

وأعلن مصدر أمني عراقي مقتل أبو قتادة الموصلي قائد كتائب ثورة العشرين في محافظة نينوي شمالي العراق. وقال المصدر إن قوات النخبة قتلت المدعو أبو قتادة الموصلي الذي يعد أحد المخططين لاقتحام المحافظة، وذلك في عملية نوعية نفذتها أمس في حي الرسول.

من جهة أخرى، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحين وقوات من الجيش العراقي في مدينة الرمادي غربي العراق. وقال مصدر أمني إن الاشتباكات اندلعت في أحياء عدة من الرمادي. وأضاف أن مسلحين يحاصرون مقر اللواء الثامن في محاولة لاقتحامه منذ ثلاثة أيام، فيما قام مسلحون آخرون بقصف مقر قيادة عمليات الأنبار بعدة قذائف هاون.

وفرضت القوات العراقية سيطرتها على المناطق الغربية من البلاد، فيما فرضت طوقاً أمنياً محكماً على مدينة الموصل استعداداً لتنفيذ حملة أمنية واسعة لتطهيرها من سيطرة المسلحين.

وأضاف أنه تم تطهير عدد من أحياء مدينة الفلوجة بعد أن طهرت القوات الأمنية مدينة الرمادي بشكل كامل، وأوضح أن قوات الجيش تحاصر الموصل من جميع الجهات استعداداً لاقتحامها وتطهيرها من عناصر «داعش».

قتلى وجرحى

وأعلن محافظ صلاح الدين أحمد عبدالله الجبوري عن تحرير ناحية المعتصم وفتح طريق بغداد، وعن تمكن قيادة سامراء من قتل 170 مسلحاً.

وقتل تسعة من عناصر الأمن وأصيب 21 بجروح في هجوم شنه مسلّحون على موكب لمسؤول عراقي رفيع المستوى على الطريق بين بغداد ومدينة سامراء في محافظة صلاح الدين. وقتل أربعة من قوات سوات وخمسة من عناصر الشرطة وأصيب 21 عنصر أمن بجروح في هجوم شنه مسلحون ضد موكب رئيس هيئة النزاهة في العراق علاء جواد قرب بلد (شمال بغداد). وأعلن مصدر أمني أن 200 عنصر من تنظيم «داعش» قتلوا في غارة جوية في بيجي، فيما شن مسلحون مجهولون في ساعة متأخرة من ليلة أمس هجوماً على منزل وسط بعقوبة.

وقالت الشرطة إن الهجوم أسفر عن مقتل صاحب المنزل وزوجته وابنهما.

غاز في الفلوجة

وكان مصدر في مستشفى الفلوجة العام أعلن الجمعة بأن محطة للمياه تعرضت لقصف مدفعي أدى إلى تسمم أكثر من 25 شخصاً عقب تسرب غاز الكلور. وقال المصدر إن المستشفى استقبل 25 شخصاً بينهم نساء وأطفال أصيبوا بحالات اختناق بعد تسرب غاز الكلور اثر استهداف الجيش العراقي محطة تصفية مياه الفلوجة 50 كلم غرب بغداد. وأضاف أن حالات بعض المصابين حرجة للغاية.

إلى تكريت

وفي وقت سابق أمس، أعلن ضابط برتبة عقيد في الجيش بسامراء أن القوات العراقية في المدينة «تستعد للتحرك باتجاه تكريت» (160 كلم شمال بغداد) وقضاءي الدور الواقع بين تكريت وسامراء، وبيجي (شمال تكريت). ويسيطر مسلحون ينتمون إلى «داعش» وتنظيمات أخرى إضافة إلى عناصر من حزب البعث المنحل على تكريت مركز محافظة صلاح الدين منذ الأربعاء، كما يفرضون سيطرتهم على مناطق أخرى في المحافظة الواقعة شمال بغداد.

وفي محافظة ديالى، تسيطر «قوات الجيش العراقي تسيطر بشكل كامل على ناحية المقدادية» الواقعة شمال شرق بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، بعدما تمكنت من صد هجمات المسلحين التي تواصلت ليومين. ولا يزال المسلحون يتواجدون في بعض مناطق المحافظة.

التوتر ببغداد

في هذا الوقت لا تزال بغداد تشهد توتراً وتعيش حالة من الصدمة جراء الانهيار العسكري المفاجئ في شمال البلاد، وسط مخاوف من إمكان بلوغ المسلحين العاصمة، ما دفع إلى بروز بعض المظاهر المسلحة العلنية في بعض مناطقها. وأعلن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن في مؤتمر صحافي أن «قيادة عمليات بغداد تقوم بعمليات تعرضية استباقية بإسناد من كل قدرات وزارة الداخلية».

 

المالكي يعد بالانتصار

أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لضباط في مدينة سامراء أن متطوعين في طريقهم لمساعدة الجيش في التغلب على المتشددين. وأضاف لضباط بالجيش في المدينة الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر شمالي العاصمة العراقية على الطريق إلى الموصل التي يسيطر عليها مسلحون إن سامراء لن تكون آخر خط دفاع، ولكن نقطة تجمع ونقطة انطلاق.

وتابع في تصريحات أذاعها التلفزيون العراقي، أمس السبت، بعد وصوله إلى سامراء الجمعة، إنه خلال الساعات المقبلة سيصل كل المتطوعين لدعم قوات الأمن في حربها ضد مسلحي «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، مضيفاً أن هذه هي بداية النهاية بالنسبة إليهم. وقال المالكي إن مجلس الوزراء منحه «صلاحيات غير محدودة» للتحرك ضد التنظيمات المسلحة. وأضاف: «لو تحوّلت رؤوسنا إلى قنابل لما توقّفنا حتى ننهي وجود هؤلاء الإرهابيين». بغداد وكالات

Email