المالكي يعاني «فوبيا» الاغتيال بالسم

ت + ت - الحجم الطبيعي

"جرافيك"

يبدو أن «فوبيا» الاغتيال بالسم تحديداً، باتت هاجساً رئيسياً لرئيس الوزراء العراقي الطامح إلى الفوز بولاية ثالثة أكثر ما دفعه لاتخاذ إجراءات احترازية بشأن ما يشربه ويأكله، سواء في مكتبه أو خارجه، بل إن تصرفاته الأخيرة، سواء مع المجلس الأعلى الإسلامي، أو في عزاء أبو ريشة، أثارت استهجان غالبية السياسيين العراقيين.

وبحسب مقربين من مكتب المالكي، فإن الإجراءات الاحترازية التي يشدد المالكي عليها، تشمل الجميع ولا تستثني إلا أهله وأقاربه، مشيرين إلى أن المالكي، وعلى الرغم من انشغاله بالاتصالات السياسية لتأمين الكتلة الأكبر، أصبح حريصاً على مراجعة جميع (تنبؤات الفلكيين) عن العراق، وعنه شخصياً لاسيما تنبؤات العراقي أبو علي الشيباني الذي توقع اغتياله بالسم، والفلكية المصرية جوي عياد التي أشارت إلى أن اغتياله سيكون من مقربين منه.

وكانت مصادر مطلعة على كواليس اللقاء الثاني الذي جمع رئيس الوزراء المالكي مع رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، في مكتب الأخير، قالت إن «اللقاء اقتصر على المالكي وصهره ياسر، فيما لم يحضر من جانب ائتلاف المواطن سوى الحكيم وأحد مرافقيه».

فناجين قهوة خاصة بالمالكي

وتضيف المصادر أن «فريق الحماية الخاص بالحكيم فوجئ بحضور موظفين اثنين من تشريفات رئاسة الوزراء بصحبة المالكي، يحملان معهما عدد الضيافة الخاصة بالأخير، رغم توافر أسباب الضيافة المتعارف عليها في منزل المضيف»، وتتابع المصادر أن «هذه المرة الأولى التي يقوم سياسي عراقي بكسر أعراف الضيافة خلال زيارة روتينية لم تتعد الساعتين»، مبينة أن مرافقي المالكي كانوا يحملون حقيبة متوسطة الحجم تحتوي على فناجين وقناني مياه ومناديل ورقية، فضلاً عن كميات قليلة من القهوة والشاي».

وتمضي المصادر بالقول إن «الجميع بمن فيهم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي فوجئ من تصرف مرافقي المالكي وقيامهم (بتضييفه) على الرغم من توافر أسباب الضيافة»، لافتاً إلى أن «رئيس الحكومة أمضى وقتاً غير قليل في تبرير هذا التصرف الغريب، والحديث عن مشكلات صحية يواجهها في الجهاز الهضمي أجبرته على إجراء عملية لدى طبيب بغدادي معروف، مثنياً على الكفاءات التي يمتلكها العراق في هذا الجانب».

ورجحت المصادر أن يكون «رئيس الوزراء المالكي قد تلقى تعليمات مشددة من فريقه الأمني تقضي بعدم تناول الأطعمة والأشربة خارج مقر إقامته في المنطقة الخضراء».

وأعاد المالكي الكرة في مجلس الفاتحة الذي أقامه الشيخ أحمد أبو ريشة في بغداد لابن شقيقه محمد خميس أبو ريشة.

محاولات اغتيال

وكان المالكي، قد كشف في حديث أجرته معه مجلة «دير شبيغل» الألمانية، عن تعرضه «لمحاولات اغتيال لا يستطيع إحصاءها» خلال توليه رئاسة الحكومة، وبين أن منصبه «جزء من أسباب استهدافه وأن لديه أعداء في كل مكان».

وقال المالكي «لا أستطيع أن أحصي عدد المرات التي حاول فيه أعدائي النيل من دمي خلال عمري الذي قضيته في الحكومة»، وتابع «خلال إحدى زياراتي العامة تعرضت لهجوم من مدى قريب وكانت هناك محاولات أيضاً لقتلي بالسم»، مشيراً إلى أنه في إحدى المرات كادت طائرتي تتعرض للسقوط عندما كنت في طريقي إلى الموصل شمالي العراق، ورغم أن المنظومة الدفاعية للطائرة حرفت مسار الصاروخ فإن الطائرة تعرضت لهزة عنيفة».

 

شق التحالف

اعتبرت كتلة الأحرار أمس أن تمسك رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالولاية الثالثة «شق لعصى الشيعة»، فيما أكدت أن ذلك يؤدي إلى تمزيق التحالف الوطني وتقسيم العراق.

وقال الأمين العام لكتلة الأحرار كرار الخفاجي، إن التمسك بالولاية الثالثة يعد بمثابة شق للتحالف الوطني الشيعي، ما يؤدي إلى ضرب كل المنجزات المحققة من قبل التحالف.

يذكر أن ائتلاف «المواطن» التابع للمجلس الأعلى الإسلامي أكد أن الإطار الذي يتحرك بموجبه التحالف الوطني هو منع الولاية الثالثة لأي شخص باعتبار الديمقراطية العراقية حديثة، فيما استبعد إمكانية أن يحقق ائتلاف دولة القانون توافقات.

وكان رئيس ائتلاف متحدون للإصلاح أسامة النجيفي، كشف في بداية الشهر الجاري عن وجود أغلبية تستطيع تشكيل حكومة وتسمية رئيس وزراء خلال أسابيع، وفيما جدد موقف ائتلافه الثابت من رفض الولاية الثالثة للمالكي، أكد أن المناصب الرئيسية تحتاج لتوافقات.

Email