حواجز الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية مصائد موت وإذلال

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصل مصائد الموت التي ينصبها جيش الاحتلال الإسرائيلي على شكل حواجز عسكرية منتشرة في الضفة المحتلة، الإيقاع بالمدنيين الفلسطينيين. وبالتأكيد لن يكون علاء عودة (30 عاماً) الذي استشهد الأسبوع الماضي برصاص الاحتلال عند حاجز زعترة جنوب نابلس، الضحية الأخيرة لرصاص الاحتلال، في ظل الصمت الدولي عن هذه الجرائم، في وقت يتوقع المراقبون تصعيداً إسرائيلياً أكبر، رداً على المصالحة الفلسطينية.

مصائد الموت

جرائم قتل عديدة ارتكبها جنود الاحتلال على هذه المصائد مرت من دون حساب، ففي الشهر الثاني من العام الجاري، أطلق جنود الاحتلال النار على سيارة مدنية فلسطينية على الشارع الواصل بين مدينتي نابلس وقلقيلية، ما أدى إلى إصابة الفتاة نهاد كمال داود عقل (18 عاماً) من بلدة كفر قدوم برصاصة في ساقها، وقبل ذلك، في أواخر العام الماضي قتل جنود الاحتلال على حاجز زعترة المحاضر في جامعة خضوري بشير سامي حنانين (28 عاماً) من قرية مركة جنوب جنين.

وفي نفس العام أيضاً استشهد الشاب أنس فؤاد الأطرش (23 عاماً) من سكان مدينة الخليل، جراء إطلاق جنود الاحتلال الرصاص عليه على حاجز «الكونتينر» شمال شرق القدس، بعد ساعات من استشهاد حنانين.

وفي عام 2013 أيضاً كان مصير الطفلة نور عفانة من بلدة أبو ديس الموت على حاجز «الكونتينر» جنوب شرق القدس، حيث كانت تعاني من إعاقة حركية والتهاب رئوي أدى إلى انغلاق مجرى التنفس لديها بشكل كامل، حين تنتظر دورها في تجاوز الحاجز إلى مستشفى بيت جالا الحكومي، الذي يبعد عن منزل العائلة 20 دقيقة فحسب، لكن الانتظار في طابور سيارات بطول كيلو متر، وفي ظل عدم اكتراث جنود الاحتلال ببوق الطوارئ الذي كان يستغيث، ولا بالضوء المتقطع من سيارة الإسعاف التي كانت تحمل الطفلة حتى فارقت الحياة على الحاجز.

قتل أجنّة

وكانت نتائج دراسة طبية بريطانية أجرتها دورية «ذي لانست» الطبية في عام 2011 أظهرت أن حواجز الاحتلال تسببت في أحيان عدة بقتل أجنّة في بطون أمهاتهم الفلسطينيات، إثر منعهن من الوصول إلى المستشفيات والعيادات الصحية.

وقدرت الباحثة هالة شعيبي من جامعة «آن أربر» الأميركية التي تعمل مع «ذي لانست»، أن 10 في المئة من النساء الفلسطينيات الحوامل تم تأخيرهن على الحواجز أثناء انتقالهن إلى المستشفى للولادة. وقالت إن 69 طفلاً ولدوا عند الحواجز خلال سبع سنوات قبل عام 2011، كما توفي 35 طفلاً وخمسة أمهات، وهي نتيجة وصفتها الباحثة بأنها «جريمة ضد الإنسانية».

مطالبة بالتحقيق

ووصف اللواء رافع رواجبة محافظ قلقيلية، التي لم تترك لها حواجز الاحتلال سوى منفذ وحيد، تلك الحواجز بكمائن الموت، وطالب في حديثه لـ «البيان» المنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان، بالتحقيق ومحاسبة إسرائيل على ما تقوم به من جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني.

واتهم النائب د. مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، إسرائيلَ بتحويل الحواجز إلى مصائد الاغتيال على أبواب المدن والبلدات. وقال «يختلقون الذرائع الواهية لتنفيذ جرائمهم هذه التي لا تقل خطورة عن عمليات التصفية والاغتيالات التي جعلت حياة الفلسطينيين رهينة في يد جنود الاحتلال وبنادقه المشرعة بشكل دائم في وجه الفلسطينيين ورصاصهم المستعد دوماً لاختراق الصدور الفلسطينية المدنية».

سياسة رسمية

الباحث في قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان محمد جمال يشير لـ «البيان» إلى حقيقة وجود سياسة إسرائيلية رسمية باستهداف المدنيين الفلسطينيين على الحواجز، في ظل ما أسماها حالة النفاق السائدة في المجتمع الدولي حيال الاحتلال وممارساته، والانحياز لإسرائيل، الأمر الذي يطلق يدها ويزيد من جرائمها.

 

تقسيم الضفة 5 مناطق

تؤكد إحصاءات منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية للسلام، أن عدد الحواجز الثابتة في الضفة الغربية وصل في شهر فبراير 2014 إلى 99 حاجزاً، بينها 59 حاجزاً داخلياً في قلب الضفة، وهذا يشمل 17 حاجزاً في الخليل، يضاف إلى ذلك عدد آخر من الحواجز (الطيارة) غير الثابتة التي تقام بشكل مفاجئ. ويشار إلى أن هذه الحواجز تقسم الضفة إلى خمس مناطق مقطعة الأوصال، وهي شمال الضفة (جنين ونابلس وطولكرم)، ووسطها (سلفيت وقلقيلية ورام الله وجيب أريحا)، وجنوب الضفة (بيت لحم والخليل)، والأغوار وشمال البحر الميت (باستثناء جيب أريحا)، وشرق القدس.

Email