«الملفات المعقدة» على طاولة صباح الأحمد وروحاني

ت + ت - الحجم الطبيعي

أخذت زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى طهران التي تبدأ اليوم بعداً إقليمياً وعالمياً، ونالت اهتماماً كبيراً على المستويين الدبلوماسي والإعلامي بدأت من ضفتي الخليج وباللغتين العربية والفارسية، لتتخطى حدود الإقليم نحو العالمية، نتيجة «الوضع المعقد» وتضارب المصالح بين شطري الخليج العربي، وما أعقب ذلك من «إشارات إيجابية» مهدت لتجاوز ما يمكن من خلافات.

الزيارة التي تُعد الأولى إلى إيران لمسؤول خليجي في حجم وأهمية الشيخ صباح الأحمد منذ سنوات كان الفتور عنوانها الأبرز، يؤكد المراقبون أنها لن تقتصر على بحث سبل تعزيز العلاقات بين الكويت وطهران، وإنما من المنتظر أن تبحث ملفات شائكة تمهد لعلاقات طبيعية بين دول مجلس التعاون وجارتهم «المثيرة للجدل» وتنهي حقبة من التوتر استمرت لعقود.

كما تأتي الزيارة أيضاً كثمرة لإشارات وتطمينات بدأت إيران في إرسالها لمحيطها بالتزامن مع انتخاب حسن روحاني لمنصب رئيس الجمهورية خلفاً لسلفه محمود أحمدي نجاد الذي أثار عداء الدول الخليجية لطهران، إذ أعلن روحاني عن انتهاج سياسة «هادئة النبرات» وأبدى الرغبة في الانفتاح على دول الإقليم، إضافة إلى عقد تفاهمات مع القوى الغربية حول الملفات الخلافية العالقة كالنووي الإيراني والملف السوري وغيرهما.

ولعل أكثر ما يعول عليه المراقبون هو ما عهد عن الشيخ صباح الأحمد من حكمة وحنكة في معالجة مختلف القضايا التي جعلته الأكثر جدارة بالتصدي لملف معقد كـ «الملف الخليجي الإيراني» لاسيما في ظل أجواء إيجابية لا يمكن إضاعتها تتمثل في التقارب الذي حدث أخيراً بين الدولتين الإقليميتين السعودية وإيران وهو التقارب الذي رصده المراقبون من خلال تصريحات المسؤولين في كلا البلدين، والحديث عن زيارة قريبة لوزير الخارجية الإيراني إلى الرياض.

دون استثناء

وتأكيداً لتلك الأجواء، كشف وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله لـ «البيان» عن أن المباحثات الكويتية الإيرانية ستفتح جميع الملفات دون استثناء، لاسيما الخلافات الخليجية الإيرانية، مشيراً إلى مسعى الوساطة بين السعودية وإيران لحل الخلافات، وقال إنّ «ما يشجع على القيام بدور الوساطة، هو الإشارات الإيجابية التي صدرت من الرياض وطهران وآخرها دعوة وزير الخارجية السعودي نظيره الإيراني لزيارة المملكة».

وأكد الجارالله أن السبيل لحل الخلافات لا يكون إلا عن طريق الحوار المباشر، لافتاً إلى أن الأجواء الإيجابية تبعث إلى التفاؤل في إنهاء الملفات وإيجاد نقاط تلاقٍ بين الجانبين، وأشار إلى أن أبرز الملفات التي سيتم طرحها تتعلق بالأمن الخليجي المشترك، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، إضافة إلى الوضع في سوريا والعراق ومصر.

إشارة إيجابية

في المقابل، وفي إشارة إيجابية، أكدت طهران على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف أهمية زيارة أمير الكويت، ووصفتها بأنها ستكون بداية جديدة لتوسيع نطاق العلاقات بين البلدين أكثر في كل المجالات.

آراء

وفي السياق، قال وزير التخطيط الكويتي الأسبق علي الموسى لـ «البيان» إن زيارة الشيخ صباح تهدف لمصالح المنطقة وليس لمصالح ضيقة، لافتاً إلى انه على إيران كدولة كبيرة أن تطمئن دول الجوار.

وأضاف الموسى إنّ «المباحثات الكويتية الإيرانية لن تستثني أي قضية»، معرباً عن أمله في تنهي الخلافات وان تفتح صفحة جديدة.

كما أكد أستاذ الإعلام د. خالد العنزي لـ «البيان» أن زيارة الشيخ صباح الأحمد إلى إيران زيارة تاريخية ومفصلية في ظل ظروف مهمة للغاية على الصعيد الإقليمي والصعيد الدولي، لافتاً إلى ضرورة استثمار هذه الزيارة بنقل وجهات نظر كل طرف للآخر لمزيد من التفاهم والتقارب. وأضاف: «أتوقع أن تكون هذه الزيارة بادرة خير سيتبعها أمور تطمئن الجميع على طرفي الخليج».

الأولى

الزيارة هي الأولى من نوعها للشيخ صباح الأحمد منذ أن أصبح أميراً في يناير 2006.

ولم تتوفر لدى «البيان» معلومات عن زيارة أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد، الذي استمر عهده 28 عاماً، طهران.

Email