بانتظار بيان حكومة سلام ونيل الثقة

ملفا الحوار والرئاسة يتقدمان المشهد اللبناني

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى مجلس النواب اللبناني لمتابعة جلسات مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام والذي سيسلك طريقه إلى ساحة النجمة الأربعاء والخميس المقبلين، وستتمّ المصادقة عليه لتنال الحكومة الثقة، كما يتركز الاهتمام، بدءاً من الأسبوع المقبل على ملفّين: الحوار الوطني ورئاسة الجمهورية. وأكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان أنه سيدعو إلى عقد جلسة لهيئة الحوار الوطني بعد نيل الحكومة الثقة. أما رئاسياً، فبعد 25 من الجاري، يصبح في إمكان رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يدعو النواب لانتخاب رئيس جديد. علماً أن النائب ميشال عون كان السبّاق إلى إعادة تموضعه السياسي، تحضيراً للانتخابات الرئاسية.

حق مقاومة

وفي الانتظار، تجدر الإشارة الى أن مجلس الوزراء أقرّ بيانه الوزاري الذي لم يخلُ من عبارة «المقاومة»، لتستقرّ السقوف العالية التي أعلنت في صفوف «قوى 14 آذار» عند جملة التأكيد على حقّ المواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي، وهذه الجملة تساوي الضلع الأول من مثلث «الشعب والجيش والمقاومة»، بحسب القراءات المتعدّدة، إذ لم يتمكّن الضالعون في اللغة من معرفة الفرق بين الشعب وبين المواطنين.. وهكذا، جرى تبديل في المفردات على طريقة «الكلمات المتقاطعة»، من دون أي تغيير في المعنى، فبقيت المقاومة في مكانها في البيان الوزاري.

وهذه الحقيقة دفعت قياديين في «قوى 14 آذار» إلى إصدار ما يمكن وصفه بالملحق التفسيري للنص، دفاعاً عنه، ومن أبرزهم الرئيس سعد الحريري الذي أصدر بياناً اعتبر فيه أنّ معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» انتهت إلى غير رجعة. كما أن المكتب السياسي في حزب «الكتائب اللبنانية» اجتمع استثنائيا، بعدما ظهرت عوارض اعتراضات كتائبية على الصيغة. علماً أن تلويح «الكتائب» بالاستقالة وضع الحزب أمام خيارين أحلاهما مرّ: الإقدام على هذه الخطوة وما فيها من إخلال بالتوازنات التي حكمت تشكيل الحكومة، وإما التراجع وسقوط كل الخطاب العالي النبرة الذي ألزم «الكتائب» نفسه به تجاه المقاومة.

ابتداع ثلاثية

وفي السياق، يُسجّل للرئيس فؤاد السنيورة أنه هو من ابتدع ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» في حكومة العام 2008، ومن ثم تمّ حالياً تثبيت ثلاثية جديدة، تتضمّن الدولة «الجيش» والمواطنين اللبنانيين «الشعب» والمقاومة، فكانت الصياغة الأخيرة التي تضمّنت الآتي: «استناداً إلى مسؤولية الدولة ودورها في المحافظة على سيادة لبنان واستقلاله ووحدته وسلامة أبنائه، تؤكد الحكومة على واجب الدولة وسعيها لتحرير مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، وذلك بشتّى الوسائل المشروعة، مع التأكيد على الحق للمواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي وردّ اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة».

إقرار صيغة

وكان يومان ماراتونيان في القصر الجمهوري في بعبدا، انتهيا إلى إقرار الصيغة التي طرحها الرئيس برّي معدّلة، وتحفّظ عليها وزراء «الكتائب» ووزير العدل أشرف ريفي (شخصياً، وليس من موقعه السياسي كممثل لتيار المستقبل في الحكومة)، لأن البيان لم يتطرق الى مسألة انسحاب حزب الله من سوريا وإلغاء مظاهر الأمن الذاتي وتجاهل «إعلان بعبدا».

وفي مطلق الأحوال، فإن هزّة البيان لن تحدث تصدعاً خطيراً، لأنّ الاعتراضات «تحت السيطرة» بحسب المعلومات، والبيان سيسلك طريقه إلى ساحة النجمة الأربعاء والخميس المقبلين، وستتمّ المصادقة عليه لتنال الحكومة الثقة، لكن العدد لن يبلغ عدد الذين سمّوا الرئيس سلام. ذلك أن الحكومة الجديدة هي حكومة «لا غالب ولا مغلوب» (وفق المعادلة اللبنانية المعروفة)، وبيانها الوزاري يرضي الجميع جزئياً ولا يرضي أحداً كلياً، في ظلّ كون التسوية هي سيدة الموقف حالياً عند معظم القوى السياسية.

تقديرات أولية

وفي السياق، طرحت تقديرات أوليّة بإمكان حصول الحكومة على ثقة تتراوح ما بين 110 و114 صوتاً (من أصل 128، عدد النواب الإجمالي)، باحتساب حجب كتلة «القوات» 8 نواب الثقة عن الحكومة، إلى جانب نواب موالين لهم، بالإضافة الى تغيّب قسري للرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر عن الجلسات لوجودهما خارج البلاد.

الى ذلك، ومع إنجاز البيان الوزاري ومن ثم نيل ثقة المجلس النيابي، تبدأ رحلة الحكومة التي لن تدوم نظرياً أكثر من شهرين، لتتحوّل إلى حكومة تصريف أعمال اعتباراً من 25 مايو المقبل. فإذا جرت الانتخابات الرئاسية، وهو احتمال ضئيل جداً، بحسب ما يتردّد، تستمر الحكومة بتصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة.

 

قتلى اشتباكات جبل محسن وباب التبانة إلى 12

أعرب الرئيس اللبناني ميشال سليمان، أمس، عن أسفه لسقوط ضحايا عسكريين ومدنيين في طرابلس والبقاع، حيث ارتفع عدد قتلى اشتباكات طرابلس إلى 12 قتيلاً اثر سقوط جندي بقذيفة صاروخية ومدني برصاص قناص.

وقال بيان رئاسي لبناني، إن الرئيس سليمان «أسف لسقوط الشهـــــداء من العسكرييـــــن والضحايا من المدنييـــــن جراء عودة التوتر إلى طرابلس ومحيطها وتعرّض بلدات بقاعية ولا سيّمـــــا منها اللبوة وعرسال للقصف الذي يدفع ثمنه اللبنانيــــــون مـــــن أرواحهم وأرزاقهم وممتلكاتهم».

وأضــــــاف أن ذلك يجري «في وقــــت لا يزال العـــدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاتـــــــه وتهديداتــــه وقصفـــــه القـــــــرى الجنوبيـــــة».

ودعا سليمان إلى «أهمية وعي دقة المرحلة والتبصّر في ما تحمله من مخاطر يفترض بلبنان واللبنانيين أن يكونوا بمنأى عن تداعياتها السلبية عليهم وعلى وطنهم».

في الأثناء أعلنت مصادر أمنية وطبية إن جنديا ومدنيا قتلا في اشتباكات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة بطرابلس في شمال لبنان مما زاد عدد القتلى إلى 12 في الاشتباكات المستمرة منذ أربعة أيام.

Email