سعد الحريري: معادلة الجيش والشعب والمقاومة انتهت إلى »غير رجعة«

توافق لبناني في البيان الوزاري على مقاومة الاحتلال

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاش المشهد اللبناني تطوّرات مهمة على كلا مستوييه الأمني والسياسي، ففيما صادق مجلس الوزراء على البيان الوزاري، بعد حل عقدة الاتفاق حول صيغة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وسط تحفّظ أربعة وزراء، فيما اعتبر رئيس تيّار المستقبل ورئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري أنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة انتهت إلى غير رجعة» بينما ارتفع عدد ضحايا اشتباكات طرابلس إلى 10 قتلى و50 جريحاً على الأقل.

وأقرّ مجلس الوزراء اللبناني في جلسة انتهت بعد منتصف ليل الجمعة - السبت البيان الوزاري الذي ستتقدّم به حكومة تمام سلام إلى مجلس النواب لنيل الثقة، في أعقاب الاتفاق على صيغة حول مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. وأعلن وزير الإعلام رمزي جريح في نهاية جلسة مجلس الوزراء أنّ «المجلس أقرّ البيان الوزاري بعد الاتفاق على صيغة تتعلق بالمقاومة، إذ أكّدت الصيغة النهائية للبيان واجب الدولة وسعيها لتحرير مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء اللبناني من الغجر بشتى الوسائل المشروعة، وحق المواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي، ورد اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة».

تحفّظ وزراء

بدورهم، تحفّظ أربعة وزراء على الصيغة المتعلّقة ببند المقاومة، بينهم ثلاثة يمثلون حزب الكتائب المسيحي، إلى جانب وزير العدل أشرف ريفي، وهو من وزراء تيّار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري.

وقال وزير العمل سجعان قزي، وهو من وزراء حزب الكتائب، إنّ «وزراء الحزب الثلاثة رفضوا الصيغة المتعلّقة بالمقاومة كما وردت في البيان الوزاري، وإنّ قيادة الحزب ستجتمع لاتخاذ موقف من البيان». ورداً على سؤال عمّا إذا الموقف سيصل إلى حد الاستقالة أجاب «كل شيء وارد».

تفسيرات

من جهته، لفت رئيس تيّار المستقبل ورئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري ، إلى أنّ «هناك تفسيرات كثيرة ستعطى للمخرج الذي توصّل إليه مجلس الوزراء حول البيان الوزاري، لكن تبقى في النهاية حقيقة أساسية لا لبس فيها، أنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة انتهت إلى غير رجعة»، مشيراً إلى أنّ «المخرج الذي تم التوافق عليه لا يعطي أي حزب أو جهة حقوقاً فوق سلطة الدولة ومرجعيتها وسيادتها، ولا يمنح أي صفة من صفات الشرعية لاستخدام السلاح خارج نطاق الدولة وجيشها ومؤسساتها الأمنية والعسكرية وتوريط لبنان في حروب خارجية».

ارتفاع حصيلة

وعلى صعيد التطوّرات على الأرض في طرابلس المضطربة، قفز عدد ضحايا الاشتباكات بين منطقتي باب التبّانة وجبل محسن في مدينة طرابلس شمال لبنان، إلى 10 قتلى و50 جريحاً منذ اندلاعها الخميس الماضي. وأكّد مصدر رسمي لبناني أمس أنّ «حصيلة الاشتباكات في طرابلس منذ اندلاعها الخميس وحتى الآن وصلت إلى تسعة قتلى و50 جريحاً»، مشيراً إلى أنّ «ليلة الجمعة - السبت شهدت اشتباكات عنيفة على كل المحاور، استخدمت خلالها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية»، لافتاً إلى أنّ «وحدات الجيش اللبناني الموجودة في المدينة ردّت على مصادر النيران».

وأضاف المصدر أنّ «حدة المواجهات تراجعت صباح أمس مع استمرار سماع الطلقات النارية المتقطعة، فضلاً عن رصاص القنص الذي يستهدف كل شيء متحرّك». وأصيبت حركة السير بالشلل التام، وتمّ تعليق الدروس في المدارس والجامعات والمعاهد بسبب الاشتباكات.

 

إضاءة

شهد لبنان انقساماً عميقاً بسبب النزاع السوري الذي زاد التوتّر الطائفي. وازدادت حدة هذا الانقسام من جراء مشاركة حزب الله في المعارك الدائرة في سوريا، إلى جانب النظام ضد المعارضة. وتعرّضت معاقل لحزب الله لاعتداءات دامية عدة بسيارات مفخّخة وصواريخ، أعلنت مسؤوليتها عنها مجموعات جهادية.

Email