مطالب تشكيل مجلس حرب تدخل دهاليز هيئة المفوّضين

قائمة الإرهاب تطارد «الإخوان» إقليمياً ودولياً

إرهابيو "الإخوان" يقطعون أحد الطرق بإحراق الإطارات أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضجّ الشارع المصري بكثير تطوّرات سياسية وميدانية، ففيما لا تزال السلطات تطارد جماعة «الإخوان» عبر السعي لتعميم تصنيفها تنظيماً إرهابياً في المحيطين الإقليمي والدولي، رحّل القضاء مطالب بإلزام الرئيس تشكيل «مجلس حرب» لحصار مخطّطات «المحظورة» إلى هيئة مفوّضي الدولة، في الأثناء استمر طلاب الإخوان في بث الفوضى في الجامعات. بالتزامن تضاربت الأنباء بشأن تعرّض المرشّح المحتمل للرئاسة سامي عنان لمحاولة اغتيال.

وكشف الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي عن أنّ بلاده دعت وزراء الداخلية العرب لاجتماع حول مواجهة الإرهاب، موضحاً أنّ «هناك تنسيقاً كاملاً مع الدول العربية لتصنيف جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً».

وأضاف عبد العاطي في تصريحات تلفزيونية، أنّ «هناك تحرّكاً إقليمياً ودولياً لوضع الإخوان في قائمة الإرهاب»، مثنياً على الموقف السعودي الذي عبّر عنه وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل، وتأكيده على وقوف المملكة قلباً وقالباً إلى جانب مصر، ومساندتها لها في معركتها ضد الإرهاب وإشادته بإنجاز الدستور..

وما تمّ تنفيذه من خريطة الطريق ومواصلة الدعم الكامل لها. وأوضح عبد العاطي أنّ «أن الفترة المقبلة ستشمل تفعيل اتفاقية مكافحة الإرهاب، وتسليم المطلوبين من خلال الضغط المكثّف، وتفعيل الآلية التنفيذية المرفقة بالاتفاقية العربية لعام 1998».

مجلس حرب

وفي شأن متصل، أحال القضاء المصري دعوى إلزام رئيس الجمهورية تشكيل «مجلس حرب» بقيادة وزير الدفاع للتصدّي لمخططات الإخوان الإرهابية إلى هيئة مفوّضي الدولة لإعداد التقرير القانوني بشأنها. وقال مقدّم الدعوى المحامي سمير صبري، إنّه «اختصم فيها رئيس الجمهورية بصفته ووزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي»..

موضحًا أنّ «عمليات الإرهاب التي يرتكبها أنصار جماعة الإخوان ضد المصريين بهدف تعطيل مرافق ومؤسسات الدولة ومحاولة حرمان طلاب الجامعات من استكمال عامهم الدراسي لإشاعة مظاهر الفوضى وبث الرعب في الجامعات باتت مخططًا إجراميًا دوليًا معلومًا للكل».

وطالب صبري في دعواه ضم هذا المجلس وزير الداخلية ورئيسي جهازي الأمن الوطني، والمخابرات الحربية من أجل وضع منظومة أمنية متكاملة للتصدي لعنف الإخوان وحماية البلاد من شرورهم، على أن يتم منح قائد المجلس صلاحيات رئيس الجمهورية لسرعة اتخاذ القرارات ووضع آليات تنفيذ.

فوضى تظاهر

في الأثناء، استمرّ طلاب «الإخوان» في نشر العنف وبث الفوضى لتعطيل الدراسة في الجامعات، إذ شهدت جامعات عدّة تظاهرات بدعوى المطالبة بالإفراج عن زملاء محبوسين على ذمة قضايا، ورفضاً لعودة الحرس الجامعي. ونظّم العشرات من عناصر الجماعة الإرهابية في جامعة القاهرة كلية الصيدلة المضربين عن دخول المحاضرات مسيرة طافت أنحاء الكلية وأمام قاعات المحاضرات، للمطالبة بالإفراج عن زملاء محتجزين..

فيما سيّر طلاب «الإخوان» في جامعة عين شمس تظاهرة أمام البوابة الرئيسية بحرم كليات التجارة، رافعين كروتًا حمراء ومردّدين هتافات مناهضة للجيش والشرطة فيما أشعلوا الشماريخ، فيما لم يختلف الحال كثيراً في جامعة المنوفية، إذ نظّم عشرات الطلاب مسيرات بعدد من كليات الجامعة.

قنبلة دخان

على الصعيد، عثر أفراد الأمن الإداري بجامعة القاهرة على قنبلة دخان موصلة بأسلاك كهربائية، داخل دورات المياه بالمدينة الجامعية للطلاب المقابلة لجامعة القاهرة. وكشفت التحريات الأولية أنّه «خلال قيام أفراد الأمن الإداري بعملية التمشيط داخل المدينة الجامعية، تمّ العثور على قنبلة دخان داخل إحدى دورات المياه..

وتمّ إبلاغ إدارة المفرقعات والتي بدورها أرسلت فريقا من الخبراء، فكّك القنبلة». وفي جامعة حلوان أقام طلاب «الإخوان» وقفة احتجاجية رفضًا لعودة الحرس الجامعي، مردّدين هتافات مناهضة للجيش والشرطة.

محاولة اغتيال

وفي شأن آخر، تضاربت الأنباء بشأن محاولة لاغتيال المرشّح المحتمل للرئاسة الفريق سامي عنان، ففيما أعلنت مصادر مقرّبة تعرّضه لمحاولة اغتيال ظهر أول من أمس، نفت وزارة الداخلية وحملته الانتخابية الأمر. وأصدر المكتب الإعلامي لرئيس الأركان السابق بياناً أكّد فيه تعرّض الفريق عنان لمحاولة اغتيال عقب خروجه من مكتبه مساء أول من أمس.

واستند البيان إلى أقوال حارس العقار الذي أبلغ رئيس الأركان السابق أنّ مجهولين كانوا يستقلون سيارة أجرة بيضاء، قاموا بمراقبة تحركاته، وتتبعوا خط سيره بسيارتين أخريين، دون أن يتضّمن البيان أي إشارة إلى محاولة هؤلاء الأشخاص الاعتداء على عنان.

وفي رواية أخرى، كشفت مصادر مقربة من الفريق سامي عنان أكدت أنه نجا من محاولة فاشلة لاغتياله. وبحسب تلك المصادر، فإن المحاولة كانت عن طريق مطاردته بسيارة مجهولة قطعت الطريق عليه وأطلقت باتجاهه أعيرة نارية، أثناء عودته إلى القاهرة قادماً من إحدى المحافظات المصرية. بدوره، نفى مصدر أمني في وزارة الداخلية المصرية أمس هذه الأنباء. على الصعيد، كذّب منسق الحملة الشعبية لدعم الفريق سامي عنان محمد فرج، صحة ما تناقلته بعض وسائل الإعلام أمس حول محاولة اغتيال عنان.

18

واصل الجيش المصري تعقّب عناصر الإرهاب وجماعات التكفير، إذ كشف الناطق العسكري العقيد أركان حرب أحمد علي عن أنّ «عناصر إنفاذ القانون نفّذت عدة مداهمات لبؤر إرهابية وإجرامية في محافظات شمال سيناء والمنيا والفيوم والإسماعيلية وبورسعيد، والشرقية ودمياط والدقهلية وتمكّنت من إلقاء القبض على خلال 18 فردًا من العناصر الإرهابية والإجرامية من بينهم تكفيريان شمال سيناء خلال الأيام الثلاثة الماضية، إلى جانب هاربين من تنفيذ أحكام وحيازة أسلحة نارية بدون ترخيص ومخدرات، فيما يجري فحص مشتبه بهم أمنيًا».

تهديدات «حماس» تغضب المصريين

  فجّرت تصريحات كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري، أنّها ستضرب كل من يقف في مواجهة «حماس»، غضب الخبراء السياسيين والعسكريين، إذ اعتبروها تهديدا مباشرا للجيش المصري. وشدّد الخبراء على ضرورة أخذ هذه التهديدات على محمل الجد، وأن تتخذ مصر كل الاستعدادات لمواجهة أي تفكير عند «حماس» في استخدام القوة ضد الدولة، لاسيّما أنّ أعضاء الحركة مقتنعون بأنّ لديهم أسلحة متطوّرة.

ولفت الخبير الاستراتيجي اللواء حسام سويلم، إلى أنّ «هذه التهديدات موجّهة بشكل مباشر إلى الجيش المصري، لاسيّما بعد المواقف الأخيرة التي جعلت جماعة الإخوان وحركة «حماس» في موقف العاجز عن فعل عدا التهديد بالكلام الساذج. وأضاف سويلم في تصريحات لـ «البيان»، أنّ «الجيش المصري أوشك على الانتهاء من القضاء على الإرهاب في سيناء، ما جعل «حماس» تشعر أنها فقدت كل شيء في مصر..

مؤكدا أنّ «القوات المسلحة عليها أن تظهر لحماس القوة العسكرية حتى تتوقّف عن إطلاق التصريحات بين الحين والآخر ضد مصر»، مُشيرا إلى أنّه «بالفعل هناك بعض الأمور التي يتم تجهيزها حاليا في الجيش من أجل ردع حماس وتأديبها».

ويتفق مع رأي سويلم عدد من الخبراء الاستراتيجيين والسياسيين، مؤكدين أنّ «تهديدات كتائب القسام تندرج ضمن مسلسل السياسة العدائية التي تنتهجها حماس ضد الشعب المصري»، مشدّدين في الوقت ذاته على ضرورة التفريق بين الشعب الفلسطيني الذي يُناضل من أجل قضيته، و«حماس»، التي لم تدعم الكفاح ضد إسرائيل منذ سنوات. في السياق، أكّد الناطق باسم حركة فتح أسامة القواسمي، أنّ تهديدات الجناح العسكري لحركة حماس تستهدف الجيش المصري عندما ذكرت أن حماس طورت أنظمتها الصاروخية وصبرها نفد».

Email