تقرير إخباري

صراع شمالي اليمن يهدد الانتقال السياسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بات الصراع في شمالي اليمن يهدد مسار التسوية في البلاد، حيث تهدد الاشتباكات المتقطعة بين المسلحين والحوثيين في شمالي اليمن، منذ ما لا يقل عن سبعة أشهر، تعرقل إيصال المعونة، وتزيد المخاوف من أن الصراع هنا قد يؤدي إلى فشل عملية الانتقال السياسي في البلاد.

واندلعت أعمال العنف الأخيرة في محافظة عمران، التي تقع بين محافظة صعدة الشمالية، والعاصمة اليمنية صنعاء، التي تبعد حوالي 150 كيلومتراً إلى الجنوب. وقد اندلع القتال في أواخر شهر يناير الماضي، (وخرق وقف إطلاق النار، الذي تم التفاوض عليه في وقت سابق من هذا الشهر)، عندما حاصر الحوثيون معاقل حاشد في الأجزاء الشمالية والوسطى والجنوبية من عمران.

موازين القوى

وفي حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية «إيرين»، قال المتخصص في شؤون اليمن فرناندو كارفاخال: «لقد قلب هذا الصراع موازين القوى في شمالي اليمن، ما قد يشكل تحديات جديدة للرئيس هادي أثناء المفاوضات، التي يجريها لتنفيذ نتائج مؤتمر الحوار الوطني».

من جهتها، قالت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن ماري كلير فغالي، «حتى الآن، ليس لدينا تقييم خاص بنا لعدد الأشخاص المتضررين من القتال في عمران، لأننا لم نتمكن من الوصول إلى السكان، بسبب التهديدات الأمنية التي تلقاها مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عمران، في تلك المنطقة، منذ منتصف ديسمبر».

وأضافت فغالي أن «أحد أهم المخاطر التي نواجهها في اليمن هي احتجاز زملائنا، واستخدامهم ورقة للمساومة، أو عندما يتم احتجاز موظفينا- اليمنيين أو المغتربين- على سبيل المثال، من قبل أشخاص يريدون أن يستمع الناس إلى قضاياهم، كما حدث ثلاث مرات على الأقل في 2013».

مخاطر

ووسط هذه التطورات، قال طبيب يعمل مع منظمة أطباء بلا حدود بالقرب من الحدود الغربية لمحافظة صعدة مع محافظة حجة، إنه وأكثر من 20 من زملائه، كانوا على وشك الإصابة بقذيفة مدفع، أُطلقت من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في أوائل شهر يناير الماضي، بينما كانوا يقودون سيارتهم بالقرب من بلدة المزرق في مديرية حرض.

واعتبر ان الهدنة في سياق الصراع المحتدم، الذي امتد الآن ليشمل 4 محافظات حول صعدة (هي حجة وعمران والجوف وصنعاء) ليست ذي أهمية تذكر. وتستضيف هذه المحافظات الخمس أكثر من 95 في المئة من السكان النازحين البالغ عددهم نحو 307.000 شخص.

ويرى الطبيب أن«اتفاق حرض ينبغي تكراره في كل الصراعات العديدة المنتشرة في شمالي البلاد، من أجل تمهيد الطريق، لتحقيق تعاف جوهري. وحتى لو صمد وقف إطلاق النار، فإن المنظمات غير الحكومية لا تزال تحتاج إلى عدة شهور، لإعادة تشغيل العمليات، بسبب التأخر المؤسسي».

معاناة

يعاني النازحون داخلياً والمجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية من تبعات المعارك، التي اندلعت في الآونة الأخيرة بعدة طرق، فمنذ شهر نوفمبر الماضي، قطع أنصار الجماعات السلفية الطريق الرئيس، الذي يربط بين حرض ومدينة صعدة، التي تعتبر مركزاً للعمليات الإنسانية في محافظة عمران، وبالتالي منعوا الوصول إلى مناطق القتال حول بلدتي دماج، وكتاف في محافظة صعدة، إضافة إلى ذلك، عرقلوا وصول شحنات الغذاء والوقود والدواء إلى صعدة، وأعاق هذا الحصار إيصال المساعدات إلى حوالي 14.000 نازح داخلياً، يعيشون في مخيمات رسمية في المزرق.

Email