تقرير « البيان »

طريق بلا نهاية لمصالحة «فتح» و «حماس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد ملف المصالحة الفلسطينية إلى التعثر من جديد بعد أن كان الأمل قد عانق الفلسطينيين حين سادت اجواء إيجابية لم تدم طويلاً تمثلت في التحركات والتصريحات الإيجابية المتبادلة مؤخراً بين حركتي حماس وفتح، التي عكست جدية الحراك وجددت الثقة في الشارع الفلسطيني بقدرته على انهاء الإنقسام.

ولكن سرعان ما عاد الملف إلى مرحلة الخطاب الإعلامي المتشنج، والاتهامات المتبادلة بين الطرفين، والتحريض والمزاودة والتخوين والتصلب والتعنت، حتى اوشكت مظاهر الإنقسام على التضخم بدل إنهائها، الا ان الحركتين تداركتا خطورة الموقف واتفقتا على وقف التصريحات الاعلامية والممارسات التي توتر الاجواء والتحريض الذي تعطل انهاء الانقسام.

خلال لقاء التجمع الوطني للشخصيات الوطنية المستقلة برئاسة مأمون ابوشه مع رئيس الوزراء في الحكومة المقالة اسماعيل هنية لاستكمال البحث في الخطوات المطلوبة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة. وهذا الاجتماع سبقه لقاءات عدة اجراها التجمع برئاسة منيب المصري مع الرئيس محمود عباس ومع قيادات حماس في كل من القطاع والضفة الغربية.

روح ايجابية

وعلى الرغم من ان وفد التجمع ثمن عاليا الروح الايجابية المسؤولة لقيادتي فتح وحماس معبرا عن شعوره بان طي صفحة الانقسام الأسود باتت ممكنة وقريبة، وبرغم مرور اسبوع، لا زالت الحركتين ملتزمتين بوقف التحريض الإعلامي على الأقل المباشر منه، إلا أن الشارع الفلسطيني في غزة والضفة، لا زال ينتظر سماع جديدً من الطرفين غير التحريض او وقف التحريض، وهو ما لم يتحقق، وقد لا يتحقق إذا ما بقيت المصالحة حبيسة التصريحات تراوح مكانها بين الجدران الإعلامية.

الإرجاء والتأجيل

ويرى مراقبون ان المصالحة دخلت مرة أخرى متاهة الإرجاء والتأجيل، فحركة حماس يجتاحها قلق شديد من أن نجاح المصالحة سيعطي الرئيس محمود عباس، شرعية أكبر، في حين تفقد هي حكمها لغزة دون ضمانات حقيقية بحرية لها في الضفة. فضلا عن أن الإنتخابات بالنسبة لحماس باتت خطوة لا يمكن التنبؤ بنتائجها نتيجة تراجع شعبيتها وارتباطها الوثيق بتنظيم الإخوان المسلمين الذي تعرى مشروعه في الوطن العربي وانسلخت الجموع العربية عنه.

مشروع مختلف

وفي ذات السياق، يقول الناشط السياسي والباحث في قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان محمد جمال في حديثه لـ«البيان»: «تتبنى حماس مشروعاً مختلفاً عن المشروع الوطني الفلسطيني، أي أنها تمضي في ركب مشروع الإخوان المسلمين وهذا بالتأكيد مخالف للرؤية الفلسطينية الشاملة. وحتى الرؤية العربية في الوطن العربي ككل، ومع العودة إلى جذور الإنقسام منذ البداية فقد تم بقرار من الإخوان وما زال على حاله».

ويردف: «لن تتم المصالحة ما بين فتح وحماس في الوقت القريب، لأنه من الضروري ان تتصالح حماس مع المجتمع الفلسطيني أولا وهذا ما لا تقبله حماس وهو غير وارد لديها ،بالتالي المصالحة اولا ليست بين فتح وحماس بل بين حماس والشعب الفلسطيني لان حماس أخطأت في حق هذا الشعب كثيرا واستخدمته لتحقيق أجندات لا علاقة له بها وإنما تم اجباره على دفع فاتورة ثمنها دما وأرواحا طوال أعوام الإنقسام».

Email