تحوّلات مصر توقظ «غول التجسّس»

ارهاب "الإخوان" ينتشر في شوارع مصر البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

فتح الاضطراب السياسي والأمن في مصر منذ «ثورة يناير» الباب أمام بعض أجهزة الاستخبارات الدولية للجسّس على مصر، عبر عملاء جندتهم، لاسيّما «الموساد» الإسرائيلي، في محاولة منه لاستغلال الفوضى، إذ شهدت القاهرة وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، عددا من قضايا التجسّس التي نجح خلالها الموساد الإسرائيلي في تجنيد بعض المصريين لإمداده بمعلومات حول طبيعة المشهد المصري، بالتعاون مع إسرائيليين وضباط من الموساد، فيما كانت آخر حلقات مسلسل التجسّس القضية التي حقّق فيها النائب العام المصري مؤخّرا، وأمر بإحالة المتهمين فيها إلى محكمة الجنايات بتهمة تكوين «شبكة تجسّس»، ونقل معلومات تضر الأمن القومي.

ولعل من أبرز «قضايا التجسّس» التي ضلع فيها الإسرائيليون القضية الشهيرة بـ «شبكة عوفاديا» للتجسّس على الجيش المصري، فضلاً عن قضايا أخرى، والتي حاول فيها «الموساد» استغلال تطوّرات الأوضاع في مصر لممارسة عمله الاستخباراتي، أمرٌ لم يحل دونه سوى يقظة أجهزة الأمن.

استغلال ظروف

وأشار الخبير الاستراتيجي اللواء طلعت مسلّم إلى أنّ «الطرف الإسرائيلي يستغل ظروف الثورة عبر التوسّع في نشر شبكات الجاسوسية في مصر، على الرغم من وجود شبكات تجسّس قبل الثورة»، متوقّعاً استمرار عمل هذه الشبكات في المستقبل. وأوضح مسلّم في تصريحات لـ «البيان»، أنّ عناصر إسرائيلية تنجح في تجنيد مصريين للعمل كجواسيس لإمدادهم بمعلومات حول الأمن القومي المصري بإغرائهم ماليا أو بأمور أخرى، لافتاً إلى أنّه وعلى الرغم من أنّ «القانون المصري يواجه المُتجسّس بعقوبة الإعدام إلّا أنّ ذلك لم يؤد إلى توقّف الظاهرة.

ضبط خلايا

ووفق مراقبين فإنّ «عمليات التجسس تتزايد أوان انشغال السلطات بالفوضى والاضطراب السياسي، لاسيّما إبّان الانتخابات والأحداث المهمّة، مبيّنين أنّ «أجهزة الأمن تكثّف تحرّكاتها لضبط أية قضية وإسقاط شبكات التجسس»، الأمر الذي أسفر عن إلقاء القبض على العديد من الخلايا بعد الثورة وحتى الآن على حد قولهم.

ربط أحداث

بدوره، لفت مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجيش المصري سابقا اللواء أركان حرب علاء عز الدين، إلى أنّه «من الممكن الربط بين التطوّرات السياسية التي شهدتها مصر منذ ثورة يناير وحتى الآن، وتنامي أنشطة أجهزة المخابرات الدولية وأعمال التجسّس»، فيما لا يُمكن الربط بين حالة الفوضى الأمنية في القاهرة وتنامي الظاهرة، لاسيّما أنّ أجهزة الأمن المخوّلة مكافحة نشاط التجسّس في المخابرات العامة والمخابرات العسكرية تُمارس مهمتها الرئيسية في حماية الأمن القومي، ونجحت في ضبط عدد من خلايا التجسّس مؤخّراً.

وأردف عز الدين في تصريحات لـ «البيان»: «قبل ثورة 25 يناير كانت هناك طلبات صريحة عبر مواقع استخباراتية أميركية وإسرائيلية لشباب مصريين للتعامل مع الموساد وجهاز المخابرات الأميركي، وبعد ثورة يناير، وفي ظل حالة السيولة السياسية والتطوّرات التي شهدتها القاهرة، بدا كل طرف على الساحة الدولية يُحاول أن يدفع بأصابعه في مصر لتحقيق مصالحه، وتجنيد عدد من الشباب، بينما تنجح أجهزة الأمن في مصر في إسقاط العديد من الخلايا».

 

عملاء

كشف مصدر عسكري مطّلع في تصريحات لـ «البيان» عن أنّ «بعض أجهزة الاستخبارات الدولية دفعت بعملاء للتجسّس على الأحزاب السياسية الوطنية، تنفيذا لأجندتها ومعرفة ما ستؤول إليه التطوّرات السياسية».

Email