اللواء محمد الكروي كان يقود عملية اقتحام معسكر لـ «القاعدة»

كمين يقتل 20 عسكرياً عراقياً بينهم قائد فرقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوم دام آخر عاشه العراقيون أمس مع استهداف مواقع وشخصيات أمنية ونصب كمائن للجيش العراقي أدت إلى مقتل أكثر من 20 عسكرياً بينهم قائد الفرقة السابعة وعدد من الضباط رفيعي الرتب، في أكبر ضربة دامية يتعرّض لها الجيش العراقي منذ سنوات.

وقتل قائد الفرقة السابعة مع أربعة ضباط آخرين وعشرة جنود خلال اقتحامهم معسكراً لتنظيم القاعدة في غرب العراق، فيما قتل ضابط برتبة عقيد واربعة من عناصر الشرطة في هجمات متفرقة.. في حين ذكرت مصادر أخرى أن بين القتلى قائد اللواء 28 وعدد من كبار الضباط كما اصيب 32 جنديا.

وتشكل هذه الهجمات الدامية ضد القوات الأمنية حلقة جديدة في مسلسل العنف المتصاعد من شهر ابريل الماضي والذي قتل فيه اكثر من 6650 شخصا منذ بداية العام 2013، بينهم اكثر من 480 شخصا منذ بداية ديسمبر الحالي.

وأوضح ضابطان برتبة عميد في الجيش ان قائد الفرقة السابعة اللواء محمد الكروي، كان يقود عملية اقتحام لما أسمها «أوكار مسلحين ينتمون الى تنظيم القاعدة في غرب الانبار، قبل ان يتعرض للقتل مع أربعة ضباط اخرين كبار وعشرة جنود خلال العملية»..

وذكر المصدران أن قوات الجيش العراقي كانت تهاجم معسكراً لمسلحين ينتمون إلى تنظيم القاعدة في منطقة قريبة من قضاء الرطبة (380 كلم غرب بغداد) «قبل ان يتعرضوا لهجوم مباغت من قبل انتحاريين داخل المخيم»، ما أدى أيضا إلى إصابة 35 عسكريا بجروح.

وتابعا أن «الأبنية التي دخلها الجنود والضباط أيضا كانت مفخخة بالعبوات الناسفة، وانفجرت لدى اقتحامها من قبل القوات العسكرية».

تفاصيل

ونشرت وزارة الدفاع العراقية على موقعها بيانا ذكرت فيه انه «نتيجة لورود معلومات بقيام تنظيم القاعدة الارهابي بفتح معسكرات لتدريب عناصره الارهابية على صنع العبوات والاحزمة الناسفة وتفخيخ العجلات تيسرت معلومات استخباراتية مؤكدة تفيد بأن عناصر التنظيم قد اجتمعت بأعداد اكثر من ستين ارهابيا في منطقة وادي حوران» قرب الرطبة، غربي محافظة الأنبار.

واضاف البيان انه «تم مطابقة المعلومات من قبل طائرات استطلاع القوة الجوية حيث استمكنت الاهداف بعد تصويرها بوضوح وقامت بتحديد مواقعها وقصفها من قبل قوة طيران الجيش».

وطاردت بعد ذلك قوة من قيادة الفرقة السابعة «الفلول الفارة وعبر طرق وعرة وأدت المطاردات الى انفجار احدى العبوات بالقوة المطاردة مما أدى الى مقتل قائد الفرقة العميد الركن محمد الكروي وعدد من مرافقيه وجرح آخرين».

تعزية المالكي

وأصدر رئيس الوزراء نوري المالكي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، بيان تعزية قال فيه ان «هؤلاء الأبطال الذين يخوضون اشرف المعارك ضد أعداء الله والانسانية وقتلة العراقيين انما يخوضون معارك يومية في الليل والنهار دون ان يعلم بهم احد من اجل عز العراق وسلامة العراقيين وامنهم جميعا دون استثناء».

وأضاف المالكي القول: «أعزي جيشنا الباسل بفقده لأحد قادته الأبطال كما أتقدم الى عائلة الشهيد وعوائل الشهداء الآخرين الذين استشهدوا معه بأحر التعازي وأدعو كل أفراد جيشنا الباسل وقواتنا المسلحة الى الضرب بيد من حديد على رؤوس الشرذمة الخبيثة وملاحقتهم في كل مكان حتى يتم القضاء عليهم وتطهير العراق من دنسهم».

هجمات متفرقة

وفي هجمات أخرى خلال الـ 24 ساعة الماضية، قتل قائد الشرطة في قضاء الشرقاط (290 كيلومتراً شمال غرب بغداد) العقيد احمد البطاوي، واصيب خمسة عناصر من الشرطة بجروح في انفجار عبوة استهدفت دوريتهم في القضاء، وفقا لرائد في الشرطة ومصدر طبي.

كما قتل أربعة من عناصر الشرطة العراقية في هجمات استهدفت نقاط تفتيش في الفلوجة (60 كليلومتراً غرب بغداد)، وفقا لمصادر امنية وطبية.

معركة يومية

وتخوض القوات العراقية، بعد عامين على الانسحاب الاميركي، معركة يومية ضارية تصارع فيها للحد من تصاعد أعمال العنف التي بلغت معدلات لم يشهدها العراق منذ العام 2008، في ذروة الانتشار العسكري الاميركي. وتجد القوات العراقية نفسها وحيدة اليوم في مواجهة جماعات مسلحة تستمد زخما من النزاع في سوريا المجاورة، ومن استياء المناطق التي تشكو من تعرضها للتهميش والاستهداف من قبل السلطة.

 

معقل

 

تعتبر صحراء الانبار المجاورة لسوريا أحد اكبر معاقل تنظيم القاعدة، حيث انطلقت منها على مدى الشهور الاخيرة هجمات دامية استهدفت قوات الامن في المحافظة.

Email