إسرائيل أمام خطر عزلة دولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو انتقادات شديدة لسياسة حكومته المتطرفة، وسعيه المتواصل للتهرب من استحقاقات السلام، وممارسة الاستفزازات المكشوفة من اعتداءات وانتهاكات ومشاريع استيطانية، باتت جميعها قضية مفضوحة ومكشوفة أمام العالم الذي بدأ يخرج عن صمته، تزامنا مع تحذير أوروبي وأميركي لتل أبيب من اتساع العزلة الدولية التي ستواجهها في حال فشل المفاوضات مع الفلسطينيين، بالإضافة إلى الانتقادات الداخلية الواسعة التي بدأت تضرب عصب الحكومة الاسرائيلية من قبل حزب العمل المعارض.

وكشفت صحيفة «هآرتس» العبرية تهديدا أوروبيا نقله دبلوماسي غربي رفيع لمسؤولين إسرائيليين خلال لقاء في القدس المحتلة، يقضي بتوسيع نطاق العقوبات الأوروبية لتصبح «طوفاناً» على شركات إسرائيلية تنشط في المستوطنات، في حال وصلت المفاوضات مع الفلسطينيين إلى طريق مسدود. في حين حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري نتانياهو من انطلاق «حملة نزع شرعية ومقاطعات شاملة» في حال فشلت المفاوضات، وهي ما وصفها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بأنها «التهديد الأخطر على وجود إسرائيل وعلى أمنها على المدى البعيد».

نقطة تحوّل

ويرى مراقبون أن العقوبات الأوروبية على إسرائيل التي بدأ تنفيذ بعضها على مستوى ضيق الآن ستتسع في قابل الأيام، بموازاة استــمرار الحكومة الاسرائيلية في سياساتها، لتشكل بداية حملة مقاطعة دولية تشتد في حال فشلت المفاوضات، لتصبح نقطة تحول في الموازين الدولية لصالح فلسطين وإنهاء الاحتلال.

ويؤكد المحلل السياسي تحسين يقين لـ «البيان» أن المشاريع الاستيطانية الاستفزازية، وهروب اسرائيل غير المبرر من تطبيق ما اتفق عليه مرارا وتكرارا بشأن حقوق الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى تراجع العلاقات الاميركية الاسرائيلية بسبب تحدي الاخيرة لسياسات واشنطن على خلفية الملف الإيراني وغيره، أدى إلى تدهور سمعة إسرائيل وظهورها بمظهر الدولة العنصرية. وأضاف يقين: «وهذا يأتي في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة، تواجه الآن يسارا اسرائيليا يوجه لها انتقادات حادة تكشف من سياستها العنصرية، وتسلخ سياساتها عن الرغبة الحقيقية لدى بعض الاطراف في المجتمع الاسرائيلي في التوصل لحل عادل وشامل وفق حل الدولتين».

انتقادات داخلية

وعلى هذا الصعيد، كرر زعيم العمل يعقوب هرتسوغ في كلمته الاخيرة أمام المئات من أنصار اليسار الصهيوني في تل أبيب دعوته نتانياهو إلى «استغلال الفرصة المتاحة الآن» للتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، مضيفاً: «يوجد لنا شريك للسلام، وثمة فرصة لتحقيق السلام، وحان الوقت لنتوقف عن السجال الذي يعلق كل مشاكلنا على شماعة الفلسطينيين».

وتابع هرتسوغ: «إسرائيل تسيطر منذ العام 1967 على مجتمعين، ما يجعلنا نواجه عبئاً أخلاقياً، وثمة ضرورة فورية للتوصل إلى اتفاق.. نحن في الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع، لكن نتنياهو يواصل المراوغة».

 

تشكيك

شككت زعيمة حركة «ميرتس» اليسارية زهافه غالؤون في نية بنيامين نتانياهو التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، حين قالت: «الكرة بيدينا، ولدينا شريك، لكنني لست متأكدة إذا كان نتانياهو شريكاً للسلام، وهل هناك من يصدّق فعلاً أن لدى نتانياهو الأسير بيد ثلة من المستوطنين، و(وزير الخارجية أفيغدور) ليبرمان الذي دمر علاقاتنا مع العالم، وزعيم البيت اليهودي نفتالي بينيت، نية للتوصل إلى سلام؟!». البيان

Email