الأحزاب تستأنف «خارطة الطريق» غداً

حكومة كفاءات في تونس خلال أسبوعين

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقع الناطق باسم الحوار الوطني التونسي إستئناف المناقاشات حول خارطة الطريق التي وضعها الرباعي الراعي للحوار الوطني غداً أو بعد غد باجتماع الأحزاب السياسية التونسية، وأن يتم تشكيل حكومة الكفاءات خلال أسبوعين.

وأعلن عميد المحامين التونسيين والناطق الرسمي باسم الحوار الوطني محمد الفاضل محفوظ انّ إعداد خارطة الطريق يمكن أن ينطلق من جديد بعد غد الخميس وأن موقف المعارضة هو مواصلة التفاعل والمشاركة في الحوار الوطني رغم تحفظها على شخص مهدي جمعة المكلف بتشكيل حكومة الكفاءات. وأكد محفوظ في تصريحات صحافية أمس أن مساندة أحزاب المعارضة من عدمها مرتبط بمدى تنفيذ رئيس الحكومة المقبل لبنود خارطة الطريق، مشيرا إلى أن الجلسة العامة لاجتماع الأحزاب ستعقد غدا الأربعاء.

وحول المسار الحكومي أوضح العميد محفوظ أن تشكيل الحكومة المقبلة حسب خارطة الطريق سيتم في ظرف أسبوعين، قائلا «سنحاول اختصار هذا الأجل في 10 أيام».

تضحية بالحكم

ومن جهته، قال القيادي في حركة النهضة نور الدين البحيري إنه لو كان لحركة النهضة نوايا خبيثة لما تخلت عن الحكم بعد وصولها إليه بطريقة ديمقراطية، على حد تعبيره، مضيفاً أن «التنازل عن الحكم تضحية كبيرة من أجل مستقبل تونس، فالحكم بالنسبة لنا وسيلة لتحقيق أهداف الثورة وليس هدفا».

وتابع البحيري قائلا «لأول مرة في تاريخ الإنسانية حزب يتخلى عن الحكم بعد انتخابات ديمقراطية ونزيهة».

كما بيّن القيادي في حركة النهضة لطفي زيتون ان قبول حركة النهضة بالخروج من الحكومة ليس تنازلا وليس تفريطا وإنما هو تعقل وحكمة، مضيفاً خلال اجتماع شعبي بمدينة الحامة، جنوب شرق، أن «الثورة أنجزت بأقل تكلفة، لذلك من الغباء إسالة الدماء في مرحلة الانتقال الديمقراطي»، متابعا «أن المعارضة هددت بمحرقة إذا لم تخرج النهضة من السلطة لذلك فضلنا التنازل». وأردف زيتون «نحن أكثر حكمة منهم ونعرف مصلحة البلاد لأننا عشنا في العذاب والظلم».

موقف «النداء»

في غضون ذلك، التقى الباجي قائد السبسي زعيم حركة نداء تونس صباح أمس مع السفير الأميركي في تونس جاكوب والس. قالت مصادر مطلعة لـ«البيان» إن الحوار بينهما تناول مستجدات الوضع السياسي في البلاد وموقف الحركة من اختيار مهدي جمعة لتشكيل حكومة الكفاءات المنتظرة، وهو موقف رافض للطريقة التي تم بها التصويت في ساعة متأخرة من مساء السبت الماضي لاختيار رئيس الحكومة القادمة، حيث أكد قائد السبسي أن الحوار الوطني حاد عن نهجه القويم.

من جهته كشف الأمين العام لحركة نداء تونس الطيب البكوش انّ انسحاب حزبه من الحوار الوطني لا يعني مقاطعته للحوار أو للنتائج التي أسفر عنها، وقال انّه غادر قاعة الجلسات في وقت باتت فيه النتيجة شبه محسومة، وانه اختار عدم المشاركة في التصويت على المرشحين اللذين بقيا في نهاية السباق.

وقال البكوش «عرفنا أين ستسير الأمور»، مؤكدا ان الموقف المبدئي لحركة نداء تونس هو عدم مقاطعة الحوار ولا الاعتراض على ما أسفر عنه الوفاق الوطني، وأردف، «نحن لن نعترض على نتائج الحوار رغم تحفظاتنا على الطريقة التي انتهت بها النتائج» وأكدّ انه «لم يكن هناك وفاق».

شخصية مهمة ولكن

إلى ذلك، قال الناطق الرسمي لحزب المسار الديمقراطي سمير الطيب إن حزبه سيساند مهدي جمعة وحكومته إذا تقيّد ببنود خارطة طريق الرباعي الراعي للحوار، مشيراً إلى أنه سبق أن جمعته لقاءات بجمعة، وقال «اعتبر أن مهدي جمعة شخصية مهمة، لكن تحفّظنا على شخصه سببه أنه عضو في حكومة علي العريض ليس إلاّ».

 

مهدي جمعة: لماذا ينجح الأميركي والفرنسي ونحن لا؟

اختار رئيس الحكومة الجديد مهدي جمعة صفحته الرسمية على «الفيسبوك» لتوجيه رسالة الى الأحزاب السياسية دعاها فيها إلى ترك التجاذبات السياسية والحزبية. وقال «أدعو جميع الأحزاب السياسية وجميع أطياف الشعب التونسي للالتفاف حول راية تونس وترك التجاذبات السياسية والحزبية جانبا، داعياً الجميع لـ«العمل سويا ومن دون استثناء على ان تكون تونس منارة البحر الأبيض المتوسط والعالم، وأن يكون لها اعتبارها بين الدول».

وأضاف جمعة إنه «وكما أبهرت تونس العالم أجمع بالثورة في 2011 ستبهره مجددا بالتقدم الاقتصادي في2014، لدينا الطاقات الشبابية، وما ينقصنا هو ترك عائق الخوف جانباً، وأن نثق في إمكانياتنا، والنجاح والازدهار سيكونان في الموعد».

وقال جمعة: «قبل ان تثقوا بشخصي، أنا مهدي جمعة اطلب منكم جميعا الثقة في انفسهم أولا بعد الله عز و جل وأن يثق كل تونسي وتونسية بأنه حقاً لا يوجد أي فرق بينه و بين اي أميركي او فرنسي او اي كان، فلماذا هم ينجحون ونحن لا؟»، مؤكداً أن السبب هو «عامل الإرادة و تخطي حاجز الخوف والشك في قدراتنا او بعبارة ثانية هو عامل سيكولوجي يصاب فيه الشخص بالفشل قبل البداية».

وأردف: «الجواب هنا، كما هم ينجحون ويتفوقون، نحن نستطيع ان نكون مثلهم، ولم لا أفضل منهم، لذا اخي التونسي ثق بإمكانياتك واعمل وافعل وسيكون مهدي جمعة وجميع إطارات الحكومة بجانبك، وسوف ننجح جميعا لأننا نريد النجاح والتفوق والازدهار لتونس ولشعبها».

 

حراك سلفي

نشر تنظيم أنصار الشريعة المحظور بيانا له أنه يؤكد فيه دعمه للخروج الشّعبي إلى ساحة الحكومة بالقصبة المقرر اليوم الثلاثاء، وأشار التنظيم إلى أن التحرك الشعبي يأتي اليوم «لنقل غضب اليتامى والأرامل والمظلومين وأسر الشهداء والأسرى، والمتضررين من التعذيب والتنكيل والمداهمات والحيف والجور إلى الشوارع».

كما دعت جبهة الإصلاح السلفية كل منخرطيها وأنصارها والشعب التونسي للنزول اليوم الثلاثاء للمشاركة في الوقفة الاحتفالية بساحة القصبة بالعاصمة للتعبير عن وهج الثورة الذي يراد له الزوال.

Email