لقاء عباس نتانياهو.. موعد ونتيجة مجهولان

طفلة فلسطينية تجلس إلى جانب شقيقتها في غزة أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد تعثر طاقمي المفاوضات الإسرائيلي والفلسطيني في التوصل إلى تفاهمات أو اتفاقيات أولية في مسار التسوية الذي شارف أكثر من مرة على الانهيار، يحاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنقاذ ما يمكن خلال الفترة المتبقية عبر تسريبات عن لقاء قريب يجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وعلى الرغم من أن عباس كان رافضا لمثل هذه اللقاءات سابقا إلا أنه «وافق على مضض»، بحسب مصادر أكدت لـ«البيان» «عدم تفاؤله من نتائج هذا اللقاء الذي وافق عليه مبدئيا من دون تحديد موعد تاركا ذلك رهنا بتقدم المفاوضات».

ويعزو مراقبون موافقة عباس على اللقاء الذي يعده كيري لـ«الإرادة التي يمتلكها من أجل تحقيق السلام العادل والشامل القائم على إعادة حقوق الشعب الفلسطيني وعدم رغبته في الظهور بشكل رافض لجهود الادارة الاميركية أو معطل لها».

ويرى المحلل السياسي باسم برهوم أن «التجربة الفلسطينية على مدار العشرين عاماً أثبتت أن القيادة الإسرائيلية لم تتوفر لديها الرغبة الصادقة في حل الدولتين لشعبين، بل عملت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على قتل الثمار التي كانت من الممكن أن تنتج عن عملية سلام تترنح غاليا وتنهي بالفشل دائما».

ويضيف برهوم: «ما زالت الحكومة الإسرائيلية منذ عهد المفاوضات الاول وإلى الآن تغلق كافة الطرق في وجه الرئيس الراحل ياسر عرفات سابقا والآن الرئيس عباس من خلال مواصلة سياسة الاستيطان والعدوان والسيطرة ورفض إنهاء الاحتلال والاعتداء على المنازل وهدم البيوت ومواصلة الاعتقال والتضييق على الأسرى الفلسطينيين».

تنازل وإنقاذ

ومن جانبه، يرى المحلل السياسي سعيد داوود أن «نتانياهو لا يريد من الرئيس عباس سوى التنازل عن الحقوق الفلسطينية، وهو ما لن يحصل عليه لأنه يقابل الرجل المحنك سياسياً ودبلوماسياً، فلا أمل يذكر في مثل هذا اللقاء ما دامت عقلية الارهاب والاستيطان والتطرف غالبة ومسيطرة على مركز القرار الإسرائيلي». واستطرد: «وبالتالي، طريق السلام معروف وعلى نتانياهو أن يختار ما بين الاستيطان وهدم البيوت أو تحقيق السلام العادل والشامل».

ويشير مراقبون إلى أن كيري يهدف من خلال توجهه الجديد بفتح قناة تفاوض مباشرة بين عباس ونتانياهو إلى «إنقاذ المباحثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعدما وصلت في الأسابيع الأخيرة إلى طريق مسدود، بحسب تصريحات المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين الذين أكدوا استحالة صنع السلام بسبب الخلافات الجوهرية التي تطال كل الملفات بما فيها اقتراح كيري الأخير حول اتفاق إطاري بعد فشل المقترح الأمني وإصرار المفاوض الفلسطيني على عدم وجود أي جندي إسرائيلي في المنطقة».

 

 

Email