باريس متشائمة من مؤتمر «جنيف 2»

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع بقاء خمسة أسابيع على انطلاق مؤتمر «جنيف 2» بشأن الوضع في سوريا، صدرت أمس مواقف متناقضة من القوى الكبرى بخصوص ما قد يتمخض عنه المؤتمر من نتائج، حيث أبدى رئيس الدبلوماسية الفرنسية لوران فابيوس تشاؤمه من إمكانية أن يخرج بنتائج تنهي نزيف الدماء، في حين رأى نظيره الصيني وانغ يي أنه يوفر «فرصة» لكسر الجمود.

وقال فابيوس في تصريحات صحافية إنه متشائم بشأن الوضع في سوريا ولديه شكوك قوية في نجاح مؤتمر جنيف»، مضيفاً: «للأسف أنا متشائم تماماً». وأردف: «نعمل على نجاح (محادثات جنيف) ولكن لدينا قدرا كبيرا من الشك في ذلك. إذا لم ينجح مع الأسف، فإن هذا سيعني ان هذا البلد الذي يعاني سيستمر في المعاناة بالإضافة الى جيرانه».

وأحبط فابيوس التوقعات بشأن محادثات جنيف وأقر لأول مرة بأن المعارضة السورية «المعتدلة» تواجه «صعوبات». وقال ان «بشار الأسد يقول إنه سيرسل ممثلين لجنيف. وعلى الرغم من ان للأسد أخطاء كثيرة فإنه ليس أبله. فلا نستطيع ان نرى سبباً يجعله يسلم كل سلطاته. وبالنسبة للمعارضة التي ندعمها فهي تواجه صعوبة كبيرة».

موقف صيني

بدورها، اعتبرت بكين ان «جنيف 2» يوفر «فرصة» لكسر الجمود بشأن القضية السورية. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن وزير الخارجية الصيني وانغ يي قوله في اتصال هاتفي مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إن بلاده «تأمل في أن تتمسك جميع الأطراف المعنية بهذه الفرصة وتستفيد منها لضمان عقد المؤتمر في موعده المحدد والخروج بنتائج إيجابية لبدء عملية التسوية السياسية في أقرب وقت وإعادة الوطن الذي ينعم بالسلام لشعوب سوريا والمنطقة».

وقال ان الصين «تقدر الدور الهام الذي تضطلع به الأمم المتحدة، وستواصل دعم جهود الوساطة التي بذلها مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة لسوريا الأخضر الإبراهيمي».

وأعرب وزير الخارجية الصيني عن استعداد بكين لتقديم الدعم والمساعدة بشكل مستمر لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية. من جهته، أشاد كي مون بما وصفه «الدور الإيجابي» للصين في حل قضية سوريا، وأعرب عن أمله في أن «تواصل دعم العمل ذات الصلة في المنظمة الدولية»، على حد تعبيره. وتعاني مجموعة الجيش السوري الحر، الجناح المسلح للمعارضة المعتدلة المدعومة من الغرب، من هزائم متتالية امام الجماعات الاسلامية المتطرفة المسلحة التي يتعاظم نفوذها ميدانيا.

كما تعرض الجيش الحر الى خسارة اخرى مع تعليق لندن وواشنطن مساعدتهما غير المميتة بعد استيلاء الاسلاميين على معبر حدودي هام مع تركيا ومقار الجيش الحر ومخازن اسلحته.

 

الأسد يستغل الثغرات

ذكرت صحيفة «صندي تايمز» البريطانية، أمس، أن لندن «أغلقت الثغرات إلى الأموال المجمدة للحكومة السورية، بعد أن تردد بأن رجال أعمال مقربين من الرئيس بشار الأسد نجحوا بخداع الحكومات الأوروبية للإفراج عن مئات الملايين من اليورو من الحسابات المصرفية المجمدة بمزاعم استخدامها لشراء مواد إغاثة للمواطنين السوريين».

وأفادت الصحيفة أن «المسؤولين البريطانيين يعتقدون أن الأموال التي تم تجميدها في جميع دول الاتحاد الأوروبي بعد اندلاع الأزمة في سوريا يجري تحويلها لدعم قيادة الأسد، وإطعام جيشه بدلاً من ضحايا الحرب». وأوضحت أن «نظام العقوبات المفروض من قبل الاتحاد الأوروبي على الحكومة السورية يجيز الإفراج عن الأموال المجمدة لشراء المواد الغذائية ولأغراض إنسانية، وكانت فرنسا الأكثر إقداماً على الإفراج عن هذه الأموال».

وأضافت الصحيفة أن بريطانيا «قادت الجهود لإغلاق هذه الثغرة بعد أن اكتشفت أن رجال أعمال سوريين على علاقة مع الأسد يستغلونها لتعبئة جيوبهم وتمويل نظامه، وسيتم الإفراج عن الأصول المجمدة للأمم المتحدة فقط اعتباراً من نهاية هذا الأسبوع». لندن- يو.بي.آي

Email