مدير «سي آي إيه» السابق: انتصار الاسد أفضل 3 سيناريوهات مرعبة

واشنطن: هزائم المعارضة المعتدلة مشكلة عويصة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعربت واشنطن أمس عن إحباطها من النكسات الميدانية التي يتعرض إليها الجيش السوري الحر، مشيرةً إلى أن الأمر «طرح مشكلة عويصة»، في حين اعتبر المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية مايكل هايدن ان انتصار بشار الاسد في سوريا «قد يكون الافضل بين ثلاثة سيناريوهات مرعبة جدا جدا».

وأقر وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل بان «النكسات التي منيت بها المعارضة المعتدلة، التي تتراجع أمام المقاتلين الاسلاميين المتطرفين، تطرح مشكلة عويصة». وأوضح في مؤتمر صحافي ان الولايات المتحدة «تواصل دعم قوات الجيش الحر الا انها قررت تعليق مساعدتها من الاسلحة غير الفتاكة في شمال سوريا إلى حين معرفة من هي المجموعات التي تسيطر على مخازن الاسلحة ..

وعلى نقاط العبور على الحدود التركية». واردف: «اعتقد أن ما حدث في الايام الاخيرة هو انعكاس لمدى تعقد وخطورة الوضع الذي لا يمكن التنبؤ به». وأضاف: «ما حدث يطرح مشكلة عويصة وسيكون علينا معرفة كيفية معالجتها مع اللواء سليم ادريس والمعارضة المعتدلة»، موضحا: «عندما تتعرض المعارضة المعدلة لنكسات فهذا امر سيء، لكن هذا هو ما نواجهه».

انتصار الأسد

وفي موقفٍ لافت، اعتبر المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية مايكل هايدن ان انتصار بشار الاسد في سوريا «قد يكون الافضل بين ثلاثة سيناريوهات مرعبة جدا جدا» لا يتضمن اي منها انتصار المعارضة.

وفي كلمة أمام المؤتمر السنوي السابع حول الارهاب الذي نظمه معهد جيمس تاون، اشار هايدن الذي كان مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية من 2006 إلى 2009 ومديرا للوكالة الوطنية للاستخبارات من 1999 إلى 2005، إلى ما يعتبره «السيناريوهات الثلاثة الممكنة لتطور الوضع في سوريا»، موضحا انها جميعا «مخيفة بشكل رهيب». وقال: «يجب أن اقول لكم انه في حال انتصار الأسد ..

وهو امر مخيف اكثر مما يظهر، اميل إلى الاعتقاد بان هذا الخيار سيكون الافضل بين هذه السيناريوهات المرعبة جدا جدا لنهاية الصراع. الوضع يتحول كل دقيقة الى اكثر فظاعة». واعتبر هايدن ان «المخرج الاكثر احتمالا حاليا هو اننا ذاهبون إلى تفتت البلاد بين فصائل متخاصمة». وأردف: «هذا يعني ايضا نهاية سايكس-بيكو (الحدود التي رسمت في العام 1916 خلال الاتفاقات الفرنسية البريطانية).

وهذا يؤدي إلى تفتت دول وجدت بشكل اصطناعي في المنطقة بعد الحرب العالمية الاولى». واضاف: «اخشى بقوة تفتت الدولة السورية. سوف يؤدي هذا الامر إلى ولادة منطقة جديدة بدون حوكمة على تقاطع الحضارات».

وأشار إلى ان «كل دول المنطقة وخصوصا لبنان والاردن والعراق سوف تتأثر بهذا الوضع». واوضح: «القصة هي ان ما يجري في هذا الوقت في سوريا هو سيطرة المتطرفين السنة على قسم كبير من جغرافيا الشرق الاوسط»، مضيفا: «هذا يعني انفجار الدولة السورية والشرق كما نحن نعرفه».

وأفاد ايضا ان «سيناريو اخر محتمل وهو استمرار المعارك إلى ما لا نهاية مع متطرفين سنة يحاربون متعصبين شيعية والعكس بالعكس. ان الكلفة الاخلاقية والانسانية لهذه الفرضية ستكون باهظة جدا». وختم مايكل هايدن بالقول: «لا استطيع أن اتخيل سيناريو اكثر رعبا من الذي يجري حاليا في سوريا».

قلق ونفي

وبالتوازي، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها من التقارير التي تتحدث عن سيطرة «الجبهة الإسلامية» على مخازن أسلحة في شمال سوريا. وأفادت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» ان الوزارة أصدرت بياناً أعربت فيه عن «قلقها من سيطرة الجبهة الإسلامية على مخازن للأسلحة في شمال سوريا»،..

مضيفة ان هذه التطورات «هي مصدر قلق، خصوصاً في إطار التحضيرات لعقد مؤتمر جنيف 2 للسلام». ودفعت هذه الخطوة كلاً من بريطانيا وأميركا إلى تعليق كافة المساعدات غير الفتاكة إلى شمال سوريا.

إلى ذلك، نفت القيادة العسكرية العليا للجيش الحر تقارير تفيد بأن رئيس اركان الجيش الحر لاذ بالفرار بعد سيطرة «الجبهة الإسلامية» على مقر إقامته على الحدود التركية. وقال المنسق الإعلامي للجيش الحر لؤي المقداد:

«ننفي تماما هذا التقرير الذي لا أساس له من الصحة وغير الصادق الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال». وكانت الصحيفة نقلت عن مسؤولين أميركيين أن إدريس فر إلى تركيا بعد ان سيطر مسلحون من «الجبهة الإسلامية» على مقره الرئيسي في معبر باب الهوى، ثم توجه بعد ذلك إلى قطر.

إدانة أميركية

 أعربت الولايات المتحدة عن إدانتها الشديدة للمجازر التي ترتكب بحق المدنيين في سوريا، وأعربت عن تضامنها مع الشعب السوري، مجددة الدعوة لمحاسبة المسؤولين عن هذه «الأعمال الوحشية». وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً جاء فيه: «نحن ندين بأقوى العبارات الممكنة المجازر الأخيرة التي ارتكبت بحق مدنيين سوريين، في منطقة القلمون وغيرها».

وأضاف البيان أن «أعداداً كبيرة من المدنيين، وغالبيتهم أطفال، كانوا ضحية للعنف الوحشي، ونحن نشعر بالصدمة إزاء التقارير المروعة، وبعضها عن اقتحام منازل وتنفيذ اعمال اختطاف وقتل، وندين أيضاً مجزرة المدنيين في عدرا».

Email