حكومة البشير الرابعة.. لا جديد تحت الشمس

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهت أمس، بعد أن أدى نائبا الرئيس ووزراء الحكومة السودانية الجديدة القسم، مرحلة من مراحل حكم الرئيس عمر البشير المستمر منذ أكثر من اربع وعشرين عاماً، يتمثل بتغيير طاقم الحكومة الرابع بعد آخر انتخابات شهدها السودان في ابريل من العام 2010م.

ورغم الاتفاق على انه التغيير الأوسع هذه المرة، اذ اطاح بالرؤوس الكبيرة التي ظلت تجلس على مقاعد القيادة لربع قرن من الزمان، إلا أن مراقبين يرون عدم ترافقه بتغيير في السياسات والخطط ينزع منه صفة التغيير الجذري ويجعله تجديدا للقديم، وهو مادعا المعارضة لاعتباره «لا يعدو كونه تحصيل حاصل سيؤزم الاوضاع في البلاد اكثر من ان يحلها».

تحصيل حاصل

ويرى الناطق الرسمي باسم تحالف المعارضة السودانية كمال عمر عبدالسلام لـ«البيان» إن ما حدث من تغيير لطاقم الحكومة لا يعدو كونه تحصيل حاصل لم يأت بجديد، واعتبره هيمنة وعسكرة لمؤسسة الرئاسة، واضاف «لا نشعر بأمل في انفراج»، ونوه إلى ان ازمة السودان ليست أزمة اشخاص بل الان اصبحنا مواجهين بأزمة اشخاص وأزمة برامج، واضاف «هي هيمنة جديدة للرئيس»، وقال إن «الحكومة وبشكلها الجديدة تؤزم الأوضاع في السودان أكثر من تحلها ولا يؤهلها لتبني حوار مع المعارضة والحركات المسلحة».

غموض

من جانبه اعتبر المحلل السياسي الطيب زين العابدين لـ«البيان» ان «التغيير الذي تم كان واسعاً جدا وغير متوقع أن يكون بهذا الحجم الكبير وذلك لخروج القيادات القديمة المرتبطة بالإنقاذ منذ بدايتها، وعنصر المفاجأة الأكبر فيه خروج علي عثمان محمد طه، ونافع علي نافع، وعوض احمد الجاز»، غير أن زين العابدين أشار إلى أن «عدم تضمن الحديث لتغيير السياسات والخطط اجهض التغيير الكبير هذا، عادة التغيير في الحكومات حتى ولو كان أقل يهدف إلى الدخول في مرحلة جديدة وببرامج جديدة، ويلفت إلى أن الشخص العادي الذي لا يعرف الاسماء الجديدة التي ادخلت في الحكومة الجديدة يفهم السياسات والخطط الداخلية والخارجية.»

علامات استفهام

و يرى أمين العلاقات الخارجية بحزب الأمة المعارض نجيب الخير أن «ما أعلن عنه من تغيير في الحكومة انتج الكثير من علامات الاستفهام والتعجب، وجاء أصغر وأقل من طموحات أهل السودان»، مشيراً الى أن «الحزب الحاكم آثر من خلال هذا التعديل التمترس في سلطة الأمر الواقع والمحافظة على كل الحقائب السيادية والتنفيذية والتشريعية التي انتزعها خلال ربع القرن الماضي».

وتوقع الخير أن «هذا التغيير يمكن أن يخفض العديد من المعادلات والموازنات التي تخص الحزب الحاكم وتعالج صراعاته الجهوية والقبلية وصراع الأجيال»، مضيفاً أن «التعديل ربما اسدل الستار على نشاط بعض قادة تيارات الحزب الحاكم ذات المواقف المعلومة من التوافق الوطني أو المعالجة السلسة للأزمة الراهنة أو ذات الخطاب الحاد والخشن تجاه القوى السياسية الأخرى».

 

شخصيات ضعيفة

ينوه المحلل الطيب زين العابدين إلى انه «كان يتوقع بعد المقابلات التي اجراها الرئيس السوداني عمر البشير مع قيادات الاحزاب الكبيرة في المعارضة ان تكون هناك سياسة توافقية تضمن مشاركة هذه الاحزاب في الحكومة غير انه لم يذكر شيء من هذا القبيل في التشكيل الجديد، مما يؤكد بأن هذه الحكومة وإن تغيرت الوجوه القديمة بانها هي ذات حكومة المؤتمر الوطني وبذات الرئيس، الأمر الذي يجعل النتيجة لا جديد فيها بالنسبة لغالبية الشعب السوداني، سيما وان الاشخاص الذين اتي بهم الرئيس في الحكومة الجديدة اضعف من أن يحدثوا تغييرا في السياسات». البيان

Email