خسائر الإرهاب بين 40 و50 مليار دولار.. ومقتل ضابطين رفيعين

محاولة فاشلة لاغتيال نائب رئيس الحوار اليمني

جندي يمني فرب المقبرة التي دفن فيها ضحايا الهجوم ا ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في استمرارٍ لمسلسل الانفلات الأمني اغتيل ضابطين يمنيين رفيعين برصاص مجهولين وفشلت محاولة اغتيال نائب رئيس مؤتمر الحوار ياسين نعمان، فيما كشف تقرير إعلامي لوزارة الدفاع أن خسائر اليمن جراء الإرهاب خلال العامين الماضيين تراوحت ما بين 40 و50 مليار دولار أميركي، بالتوازي مع تأكيدات صدرت عن الرئيس عبدربه منصور هادي كشف فيها إدارته شخصياً عملية مواجهة عناصر تنظيم القاعدة في وزارة الدفاع قبل أيام.

وأدانت الحكومة اليمنية أمس في بيان محاولة الاغتيال التي تعرض لها مستشار الرئاسة اليمنية ياسين سعيد نعمان بواسطة سلاح مزود بجهاز كاتم للصوت. وأفاد البيان: «تعرب حكومة الوفاق الوطني عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمحاولة الاغتيال الآثمة التي استهدفت مستشار رئيس الجمهورية ونائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني والأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ياسين سعيد نعمان، بإطلاق النار صوب سيارته في أحد شوارع العاصمة».

من جهته، أفاد الحزب الاشتراكي ان «المعلومات الاولية تشير الى ان قناص كان يتمركز في منارة مسجد مجاور لمنزل نعمان اطلق رصاصة على سطح سيارته مستهدفا راسه الا ان الرصاصة لم تصل بسبب ان السيارة مدرعة ضد الرصاص فاستقرت ما بين الجسم الخارجي والدرع».

اغتيال ضابطين

وبالتوازي، اغتال مسلحون مجهولون ضابط أمن القصر الجمهوري في تعز العقيد صدام حسين الطاهري على طريق الحوبان شمال مدينة تعز باليمن.

ونقل موقع «براقش نت» عن مصدر أمني في تعز قوله ان «مسلحين مجهولين اغتالوا العقيد الطاهري في محطة لتعبئة الوقود على طريق الحوبان ولاذوا بالفرار».

وأضاف المصدر ان عملية الاغتيال تمت «أثناء قيام الطاهري بتعبئة الوقود من محطة مارح على طريق الحوبان». وقال المصدر الأمني ان المسلحين «كانوا يستقلون سيارة هيلوكس تعود لنجل حمود سعيد المخلافي من قيادات حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) الذين قادوا عمليات مسلحة ضد قوات الأمن والجيش في تعز خلال أزمة 2011».

وفي سياق متصل، لقي مسؤول كبير في شرطة النجدة بمحافظة البيضاء اليمنية مصرعهُ في كمين نصبه مسلحون له على طريق مدينة مكيراس بالمحافظة. وأوضح مدير أمن محافظة البيضاء العميد عادل الأصبحي في تصريح صحافي أن «أركان حرب فرع شرطة النجدة في البيضاء عبدالله ضيف الله محمد قُتل في كمين نصبه مسلحون»، موضحاً أنه «يجري حالياً التحقيق في ملابسات الحادث وتعقب الجناة لتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم».

هادي و«القاعدة»

إلى ذلك، قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي انه ادار المواجهة مع عناصر تنظيم القاعدة التي هاجمت مبنى وزارة الدفاع الخميس الماضي. وفي لقاء مع المكتب السياسي لحزب المؤتمر الشعبي الذي لا يزال يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، قال هادي:

«اضطررت الى الانتقال الى مبنى وزارة الدفاع لمتابعة سير عمليات مواجهة الإرهابيين وحصرهم في نطاق ضيق حتى تم القضاء عليهم في نطاق مستشفى مجمع العرضي ومتابعة المختبئين حتى تم التطهير بصورة نهائية وبسرعه فائقة مقارنة بطبيعة العملية الإرهابية وما حُشد لها من عتاد وأفراد». وأضاف أن اليمن «يمر بأزمات أمنية واقتصادية وسياسية ولا بد من بذل أقصى الجهود من أجل اخراجه الى بر الأمان».

كما طمأن هادي المكتب السياسي للحزب ان «التصورات القائمة حول شكل الدولة الجديدة هي دولة اتحادية من عدة أقاليم وقيام الحكم الرشيد الذي يعني توزيع المسؤولية والثروة والسلطة وبصورة ديمقراطية».

خسائر الإرهاب

إلى ذلك، لفت موقع صحيفة «26 سبتمبر» التابعة لوزارة الدفاع اليمنية أمس إلى أن «الإرهاب خلف آثارًا وخسائر اقتصادية كبيرة في اليمن»، مضيفاً أنه «يجعل البيئة الاقتصادية لليمن برمتها مضطربة وغير آمنة وهذا يمثل خسائر فادحة من خلال الأموال التي تنفق على مكافحة الإرهاب كان من الممكن استغلالها في مشروعات خدمية».

وأفاد الموقع بأن «خسائر اليمن جراء الإرهاب خلال العامين الماضيين تراوحت ما بين 40 و 50 مليار دولار أميركي».

«القاعدة» ينشط مع تردي الأمن وتعثر الحوار 

من المستبعد أن تنحسر هجمات تنظيم القاعدة في اليمن والتي تستهدف أجهزة حكومية مهمة مع استمرار انقسام الأجهزة الأمنية وتهالك معداتها واختراق متشددين صفوفها في حين تتعثر جهود إصلاح الحياة السياسية.

وصرح وزير خارجية اليمن أبو بكر القربي لوكالة «رويترز» في المنامة بان الهجوم على وزارة الدفاع «يبرز خطورة الهجمات الإرهابية»، مشيرا الى أن «القاعدة يمتلك مخططين ومنفذين وإمكانات».

وقال القربي إن «اختراق القاعدة قوات الأمن أمر يبعث على القلق إلا أن القضية الأكثر إلحاحاً تظل توفير التدريب والمعدات مثل طائرات الهليكوبتر والمركبات لقوات الأمن التي هي في امس الحاجة اليها». وتابع ان «الاختراق واقع لأنه أسلوب تلجأ إليه المنظمات الإرهابية»، مطالباً بـ«مراجعة أسلوب التصدي للهجمات بحيث لا يقتصر على الاستخبارات».

والانقسام في صفوف أجهزة الأمن اليمنية حال دون التصدي للمتشددين. كما تواجه أجهزة الأمن انفصاليين في الجنوب وتمردا في الشمال اشتعل في الاسابيع الأخيرة وأسفر عن سقوط أكثر من مئة قتيل. وقالت ابريل لونجلي آلي خبيرة الشؤون اليمنية في المجموعة الدولية للأزمات: «إذا كان القاعدة مسؤولاً عن الهجوم على وزارة الدفاع فإنه يبعث برسالة خطيرة مفادها ان بوسعه ضرب الحكومة في مكمن قوتها».

وتابعت: «من المرجح أن تستمر هذه الهجمات بل وتتسارع وتيرتها في المستقبل مادام لم يتم التوصل لتسوية سياسية شاملة واستمر تهافت وانقسام أجهزة الأمن وافرع الجيش». وقالت آلي: «فعليا تمخضت المرحلة الانتقالية ومدتها عامان عن انقسام اشد وأضحى الولاء لعدد أكبر من الأحزاب والاتجاهات السياسية».

وأردفت: «أجهزة الأمن متشرذمة ومترهلة مع تدني الأجور والمعنويات في الحضيض». وتفاقمت حالة عدم الاستقرار في غياب اي تقدم في محادثات الحوار الوطني الرامية لوضع دستور جديد وتنفيذ إصلاحات ديمقراطية خلال الفترة الانتقالية التي تستمر عامين. وكان مقررا ان تجري الانتخابات في 2014 لكنها ستؤجل الآن لأجل غير مسمى.

Email