أوروبا تهدد الفلسطينيين بوقف المساعدات

ترتيبات أمنية وضغوط أميركية في ملف السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

ذكرت معلومات ترددت أمس في واشنطن، أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يقوم بزيارته الثامنة إلى القدس ورام الله اليوم وغدا يحمل معه « خطة أمنية « وضعها الجنرال المتقاعد جون ألن الذي سبق وتمّ تكليفه بهذه المهمة قبل أشهر...في وقت حذر الاتحاد الأوروبي من مغبة عدم تحقيق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية النتائج المرجوة وعدم التوصل لاتفاق، ملوحا بوقف مساعداته للفلسطينيين.

وفيما كشفت تقارير إخبارية إسرائيلية أن ضغوطا أميركية على تل أبيب ستجبرها على إعادة 20 ألف دونم من مناطق «ج» في الضفة المحتلة إلى السيادة الفلسطينية ذكرت التسريبات أن الترتيبات التي سيتداول كيري محتواها مع السلطة الفلسطينية، تتعلّق بحدود الدولة الفلسطينية الموعودة.

والحقيقة أنها مبنية على «خريطة» سبق ووضعها « الخبير» ديفيد مكوفسكي في مركز « السياسة الأميركية للشرق الأدنى « بواشنطن والذي يمثل الذراع البحثية لمؤسسة اللوبي الإسرائيلي في العاصمة الأميركية.

ويذكر أن هذا «الخبير « كان قد اشتغل على خريطته لمدة سنتين، طالما كان يقوم خلالها بزيارات دورية إلى إسرائيل؛ ليس من التخمين القول بأنها كانت للتشاور مع الجهات الأمنية الإسرائيلية في إطار رسمها ولو على سبيل التحوّط.

كما يذكر أن مكوفسكي قد جرى ضمّه قبل أسبوعين إلى الفريق الأميركي المعني بالمفاوضات والذي يرأسه السفير الأميركي الأسبق في إسرائيل مارتن انديك- وهو الذي سبق وأسس مركز الدراسات أعلاه وعندما كلّف الوزير كيري الجنرال ألن بإعداد الخطة طلب منه، وفق هذه المعلومات، أن تكون مبنية على خريطة مكوفسكي التي تبقي الغالبية الساحقة للمستوطنات في الضفة بمكانها والتي تأخذ في الاعتبار « ضم مناطق أمنية ترضي إسرائيل مع تجديد التعهدات الأميركية بتعزيز وحماية أمن إسرائيل ومضاعفة الدعم لها لتمكينها من الرد الخاطف على أي تهديد. وتقول المصادر أن الوزير كيري يأمل أن تلاقي الخطة القبول عند طرحها للنقاش.

من جانب آخر، كشف مصدر أوروبي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن عدم التوصل لاتفاق عبر المفاوضات الجارية قد يؤدي إلى وقف التبرعات المالية السنوية التي تقدمها أوروبا والاتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية.

تعليق نقاشات

وأضاف المصدر، في حديثه أول من أمس للمراسلين الإسرائيليين خلال مؤتمر للاتحاد الأوروبي في بروكسل، قائلا إن المساعدات المالية الأوروبية المقدمة للسلطة الفلسطينية منذ توقيع اتفاقية أوسلو «تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية، وفي حال لم تسفر المفاوضات الجارية عن إقامة هذه الدولة فلن يعود أي معنى لمواصلة الدعم المالي الأوروبي».

انهيار السلطة

ووفقا لموقع الصحيفة الإسرائيلية، سيؤدي وقف المساعدات المالية الأوروبية إلى «انهيار السلطة بشكل فوري تقريبا، لأنها ستكون عاجزة عن الصمود اقتصاديا بقواها الذاتية.

في الأثناء، ذكر موقع صحيفة «معاريف» انه «اسرائيل تستعد، لأول مرة، إلى منح السلطة الفلسطينية السيطرة على 20 الف دونم في مناطق ج بهدف استثمارها في جوانب اقتصادية، بطلب وضغط من الولايات المتحدة».

 

استنكار فلسطيني

رفضت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي التهديدات الأوروبية. واعتبرت عشراوي أن مثل هذه التهديدات «تندرج في إطار الضغط على الجانب الفلسطيني ضمن المفاوضات الجارية مع إسرائيل».

وقالت إن الفلسطينيين «لن يكونوا بحاجة إلى المساعدات المالية الدولية في حال تحققت لهم السيادة على أرضهم ومعابرهم، وإقامة دولة مستقلة لهم وفق ما يهدفون من المفاوضات». وأضافت إن «المساعدات الدولية هي نتيجة الاحتلال الإسرائيلي، ووضعنا تحت حصار وتقطيع أوصال الوطن، وسرقة أراضينا ومواردنا، وإذا كان المجتمع الدولي يريد التخلص منها فعليه معالجة سبب ذلك الذي يتمثل في وجود الاحتلال وممارساته». د.ب.أ

Email