وسط خلافات جذرية بشأن مستقبل الجنوب

الحوار اليمني يبدأ جلساته الأخيرة اليوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدأ اليوم المرحلة الثانية والأخيرة من مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن، وسط خلافات جذرية بين القوى المشاركة فيه حول مستقبل جنوب البلاد في إطار الدولة الجديدة، والاتفاق على تغيير نظام الحكم إلى نظام برلماني، واعتماد نظام القائمة النسبية كنظام انتخابي بديل لنظام الدائرة الفردية.

وبعد إجازة إجبارية مدتها أربعة أيام، منحتها رئاسة مؤتمر الحوار، يعود اكثر من خمسمائة ممثل الى قاعة مؤتمر الحوار لمدة ست ساعات يوميا، تتوقف بعد أسبوعين، ثم يتم استئناف الجلسات حتى أكتوبر المقبل، على أمل ان يتمكن الفرقاء من الاتفاق شكل الدولة الجديدة.

خلافات

يأتي ذلك فيما يتمسك الحراك الجنوبي والحزب الاشتراكي بدولة اتحادية الجنوب فيها إقليم واحد، ويقبل بأن يكون الشمال اكثر من اقليم. فيما يرفض حزب تجمع الإصلاح هذا الخيار، ويقترح دولة لامركزية في الجوانب المالية والإدارية فقط. في حين يتفق حزب الرئيس السابق ومعه التنظيم الناصري على خيار دولة فيدرالية متعددة الأقاليم، يكون الجنوب أكثر من إقليم.وقال القيادي البارز في «مؤتمر شعب الجنوب» المشارك في الحوار فهمي السقاف لـ «البيان» إن «مؤتمر الشعب ومعهم عدد كبير من القوى السياسية يرفضون أي مسعى لتقسيم الجنوب، لما لذلك من خطورة، وانهم مع دولة فيدرالية شرط ان يكون الجنوب فيها إقليما موحدا».

واتهم السقاف القوى التي تطالب بتقسيم الجنوب إلى اكثر من إقليم بانها لا تريد حلا للقضية الجنوبية في إطار دولة موحدة، وأنها تسعى لخلق صراعات جديدة.

وعن إمكانية الخروج برؤية توافقيه لمستقبل الجنوب، قال السقاف «لا يمكن الحديث عن حلول للقضية الجنوبية بدون تنفيذ النقاط العشرين وتهيئة الوضع في الجنوب لمناقشة الحلول».

تمييع حكومي

واعتبر قرار الحكومة بتشكيل لجنة من 11 وزيرا لتنفيذ النقاط العشرين محاولة لـ «تمييع القضية»، وتسويق لن يساعد في إعادة ثقة الجنوبيين، «اذ سبق هذه اللجنة ان شكل الرئيس عبد ربه منصور هادي لجنتين لمعالجة وضع عشرات الآلاف من الجنوبيين تم إبعادهم من أعمالهم في القطاعين المدني والعسكري، ولكن لم تظهر أي نتائج عملية».

حلول مناسبة

من جهته، قال نائب أمين عام مؤتمر الحوار الوطني ياسر الرعيني إن فرق مؤتمر الحوار الوطني ستستأنف أعمالها اليوم، مشيرا إلى أن فريق القضية الجنوبية وفريق قضية صعدة سيبدأن بوضع الحلول المناسبة لحل القضيتين والاتفاق عليها.وأوضح الرعيني أن فريق القضية الجنوبية سيقوم باستعراض رؤية المكونات السياسية للحلول الممكنة، على ضوء توجيهات رئيس الجمهورية الأخيرة باستكمال تنفيذ النقاط العشرين المقرة من اللجنة الفنية والنقاط التي أوصى بها فريق القضية الجنوبية.وأضاف: بالمقابل، يستعد فريق قضية صعدة لمناقشة رؤى المكونات لمحتوى قضية صعدة، وتشكيل لجان نزول ميداني للمناطق المتضررة في صعدة وحرف سفيان.

شكل الدولة

يواصل فريق بناء الدولة في مؤتمر الحوار الوطني اليمني مناقشة شكل الدولة، الذي من المقرر أن يتم الإفصاح عنه في القريب العاجل، ومن ثم الانطلاق نحو محددات لجنة صياغة الدستور الجديد. فيما ستبدأ الفرق الأخرى بإقرار خطط عملها للمرحلة المقبلة من الحوار الوطني، والبدء بمناقشة ما تم تأجيله خلال المرحلة الأولى من القضايا والقرارات.

وقال نائب أمين عام مؤتمر الحوار الوطني ياسر الرعيني إن «مؤتمر الحوار الوطني في سباق مع الزمن لانجاز المهام الملقاة على عاتق أعضائه بدون استثناء.. لابد أن ننجز هذه المهمة الوطنية في وقتها المحدد، والابتعاد عن إثارة أية قضايا جانبية من شانها تبديد وقت المتحاورين وإخراجهم عن القضايا الأساسية». مشيراً إلى انه سيتم تكثيف العمل خلال شهر رمضان وسيكون الخميس دوام وذلك لانجاز المهام الموكلة لدى كل فريق. ورجح الرعيني أن يستمر عمل الجلسة لمدة شهرين وستقوم هيئة مؤتمر الحوار بمتابعة اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تنفيذ النقاط الـ 20 والـ 11 نقطة، ووفقا للآلية التنفيذية الموضوعة. البيان

Email