وزير المحافظات العراقي يدعو إلى سحب المظاهر المسلحة من كركوك

آليات عسكرية في محيط ساحة اعتصام الرمادي

مسلحون عشائريون في استعراض قوة قرب ساحة الاعتصام في الرمادي رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

سادت حالة من الترقب مدينة الرمادي العراقية التي نشرت سلطات بغداد عشرات الآليات في محيط ساحة الاعتصام فيها، فيما تصدت قوة عشائرية لقوة أمنية مشتركة توجهت إلى منزل النائب عن القائمة العراقية أحمد العلواني، وسط المدينة، حيث كان يعقد اجتماعاً مع عدد من قادة الاعتصامات والمتظاهرين داخل منزله، في حين دعا وزير الدولة العراقي لشؤون المحافظات طورهان المفتي القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي وحكومة إقليم كردستان إلى سحب جميع الأطراف المسلحة في محافظة كركوك لتلافي أزمة أخرى تعصف بالعراق.

ونشرت السلطات العراقية عشرات من الآليات العسكرية والمدرعات في محيط ساحة الاعتصام في مدينة الأنبار (118 كيلومتراً غربي العاصمة بغداد)، الأمر الذي أكده رئيس الهيئة السياسية لمعتصمي مدينة الرمادي الشيخ عبد الرزاق الشمري والذي قال في تصريح صحافي إن «العشرات من المدرعات والآليات العسكرية التابعة للجيش العراقي انتشرت على مقربة من ساحة اعتصام الأنبار شمالي مدينة الرمادي»، مضيفاً أن «هناك مباحثات ووساطات تجرى بين قادة المظاهرات والقوات الأمنية من أجل التهدئة».

وأكد الشمري أن «نواباً عن القائمة العراقية وأعضاء من مجلس محافظة الأنبار ووزير المالية المستقيل رافع العيساوي وزعيم مؤتمر صحوة العراق الشيخ احمد أبوريشة إضافة إلى عدد بارز من شيوخ عشائر المحافظة يتواجدون في ساحة الاعتصام وقرروا المبيت فيها خوفا من حدوث مجزرة شبيهة بمجزرة الحويجة».

تصد وتأهّب وترقب

من جانب آخر، أفاد مصدر في شرطة محافظة الانبار بأن عددا من مسلحي العشائر تصدوا لقوة أمنية مشتركة توجهت إلى منزل النائب عن القائمة العراقية أحمد العلواني وسط الرمادي.

وقال المصدر إن «قوة مشتركة من الشرطة وقوات سوات دخلت، في ساعة متقدمة من ليلة أمس، بالشارع المؤدي إلى منزل النائب عن القائمة العراقية احمد العلواني بمنطقة البو علوان وسط الرمادي، ما دفع بعدد من أبناء العشائر إلى إطلاق النار في الهواء»، مبينا أن «القوة اضطرت إلى الانسحاب في الحال»، مضيفاً القول إن «النائب العلواني كان يعقد اجتماعاً مع عدد من قادة الاعتصامات والمتظاهرين داخل منزله».

إلى ذلك، دخل إغلاق منفذ طريبيل الحدودي مع الأردن، غربي الأنبار، حيز التنفيذ فجر الثلاثاء، بعد أن تم إبلاغ الجانب الأردني بذلك قبل يومين.

وقال مصدر في منفذ طريبيل إن المنفذ أغلق بسبب الأوضاع الأمنية في المحافظة، وان القوات الأمنية الموجودة في المنفذ قد أعادت انتشارها تحسبا لأي طارئ، مضيفاً أن «المسؤولين في المنفذ أسرعوا بإنجاز كافة متعلقات التجار وسائقي الشاحنات، من أجل الدخول بسرعة قبل إغلاق المنفذ بيومين، وضمان دخول أغلب المسافرين ورجال الأعمال والتجار».

وأشار المصدر إلى أن «العمل في المنفذ متوقف حاليا لحين إبلاغنا بمعاودة نشاط عملنا من جديد».

تحييد كركوك

على صعيد آخر، دعا وزير الدولة العراقي لشؤون المحافظات طورهان المفتي أمس القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي وحكومة إقليم كردستان إلى سحب جميع الأطراف المسلحة في محافظة كركوك لمواقعها السابقة، لتلافي أزمة أخرى تعصف بالبلاد.

وقال طورهان المفتي في كتاب موجه لمكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي وحكومة إقليم كردستان وإدارة ومجلس كركوك وصلاح الدين ومستشارية الأمن الوطني، إن «تداعيات الأزمة الأخيرة ألقت بظلالها على محافظة كركوك وما يحيط بها ومنها قضاء طوزخورماتو من خلال عمليات التصفية الجسدية نتيجة لذلك»، مبيناً أن «تلك الأزمة خلقت حالة من الفراغ العسكري أدى إلى دخول قوات حرس الإقليم إلى هذه المناطق».

وأكد المفتي ضرورة «حفظ الأمن في كركوك وعدم التفرد لأي طرف فيها وانسحاب جميع الأطراف المسلحة إلى مواقعها السابقة لكيلا تكون هناك أزمة أخرى تعصف في البلاد وتضر العباد»، مطالبا بـ«عدم زج المناطق ذات الغالبية التركمانية بما يحصل في العراق من أزمات سياسية أو ما يراد بها أن تكون أزمات طائفية».

تحذير

من جانبه، حذر رئيس الجبهة التركمانية ارشد الصالحي «القوى السياسية من استخدام الاعتصامات في مناطق مثل كركوك وسليمان بيك وطوزخورماتو وألا تتحول إلى ورقة يستغلها البعض لحسابات سياسية».

وطالب الصالحي بـ«عدم استغلال المشاكل التي نجمت مع الجيش العراقي كذريعة تقوم من خلالها حكومة إقليم كردستان بإدخال لواءين من البيشمركة إلى كركوك ومحيطها وذلك بالاتفاق مع محافظ كركوك شخصياً»، مشيرا إلى أن «هذا الانتشار غير رسمي وخارج إطار الدستور لأن مهام حرس الإقليم محصورة في المناطق المحددة لها وإن أمن المناطق المختلف عليها ينبغي أن يكون بالتشاور مع الحكومة الاتحادية».

 وخاطب الصالحي محافظ كركوك قائلاً إن «كركوك قلب تركمان العراق مهما حصل فيها من تجاوزات وتغييرات ديموغرافية خاصة وإنها تضم نوابا وأحزابا تركمانية وكان الأجدر عدم اتخاذ مثل هذا القرار الفردي بناءً على أهواء سياسية».

 

قتلى واشتباكات

قتل ثلاثة أشخاص وأصيب أربعة آخرون، بينهم عدد من أفراد الأمن العراقي، بتفجير انتحاري في ناحية سليمان بيك التابعة لقضاء طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين.

وقال مصدر في الشرطة إن «انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجر نفسه قرب نقطة تفتيش تابعة للشرطة الاتحادية في ناحية سليمان بيك»، مضيفاً أن الانفجار أدى إلى مقتل اثنين وإصابة خمسة آخرين، من الشرطة والمدنيين، بجروح مختلفة.

في السياق الأمني، أصيب اثنان من عناصر قوات حرس الحدود الكردية (البيشمركة) بجروح بانفجار عبوة ناسفة بدوريتهم في محافظة كركوك شمال بغداد صباح أمس.. في وقت قتل ثلاثة مسلحين واعتقل أربعة آخرون في اشتباك مع قوة من الجيش العراقي شمالي مدينة تكريت.

Email