أعمال نهب تطال بنوكاً وتقارير عن سقوط قتلى

متمردو السودان يهاجمون 3 مدن شمال كردفان

البشير يلقي كلمة خلال افتتاح المؤتمر التأسيسي لمجلس الأحزاب الأفريقية أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

استيقظ سكان ولاية شمال كردفان صباح أمس، على دوي المدافع وصوت الرصاص، إثر الهجوم المفاجئ الذي شنته الجبهة الثورية المتمردة على مناطق أم كرشولا والسميح وأم روابة بشمال كردفان، حيث أقدم المتمردون على عمليات سطو ونهب لسوق وعدد من البنوك، وسط تقارير عن سقوط قتلى. في وقت أعلنت الجبهة الثورية المناهضة للحكومة السودانية، أن قواتها أصبحت على بعد 350 كيلومتراً من الخرطوم.

وفي حين قال شهود عيان لـ «البيان»، إن المعارك كانت عنيفة، بعد أن أحكم المتمردون سيطرتهم على المواقع الحكومة في مدينة أم روابة، مشيرين إلى سقوط عدد من القتلى في الهجوم، أفاد شهود آخرون أن المتمردين نهبوا سوقاً وعدداً من البنوك.

حالة رعب

وأوضح شهود عيان لـ «البيان»، أن قوة تتكون من أكثر من 150 عربة مسلحة، اقتحمت صباح أمس أم روابة، واشتبكت مع القوات الموجودة بالمدينة، وقامت باحتلال جميع المواقع الحكومية، مشيرين إلى أن حالة من الرعب عمت سكان المدينة التي لم تشهد حرباً طيلة تاريخها.

وبينما أشار الشهود إلى أن عدداً من قوات الشرطة الموجودة بالمنطقة قتلوا في الهجوم، قال معتمد أم روابة بشمال كردفان شريف الفاضل، في تصريحات نقلتها قناة «الشروق» السودانية، إن قوة من المتمردين قدمت إلى أم روابة من منطقة أبو كرشولا عبر منطقة السميح بمحلية الرهد، واتجهت شرقاً، وتم التصدي لها من جانب القوات المسلحة السودانية، واشتبكت في الجزء الغربي من أم روابة.

وذكر بيان صادر من الناطق الرسمي للجيش السوداني الصوارمي خالد سعد، حصلت «البيان» على نسخة منه، أن القوات السودانية تصدت لهجوم قوات الجبهة الثورية، تسللت عبر المسالك الوعرة بجبال النوبة، مستفيدة من الغطاء الذي توفره طبيعة المنطقة، شنوا هجوماً على منطقة أبو كرشولا، ونهبوا قرية «الله كريم»، ثم استهدفوا مدينة أم روابة، التي قاموا بتدمير برج الاتصالات ومحطة الكهرباء بها، ونهبوا ممتلكات المواطنين ومحطات الوقود فيها، بحسب البيان، مشيراً، وتواصل القوات المسلحة السودانية عملها في مطاردة المعتدين.

الاقتراب إلى العاصمة

بالمقابل، أعلنت الجبهة الثورية المناهضة للحكومة السودانية، أن قواتها أصبحت على بعد 350 كيلومتراً من الخرطوم. وقال الناطق باسم القوات المشتركة للموقع الإلكتروني للجبهة «قوات الجبهة الثورية استولت على أم روابة الاستراتيجية دون أي مقاومة من مليشيات النظام، وتقدمت نحو العاصمة الخرطوم».

ونفى الناطق باسم الجبهة ما ورد في بيان القوات المسلحة السودانية بأن الجبهة خربت ودمرت ممتلكات المواطنين.

من جهتهم، أكد متمردو حركة العدل والمساواة من غرب دارفور أنهم هاجموا أم روابة في ولاية شمال كردفان المجاورة. وقال الناطق باسم الحركة جبريل آدم، إن قوات الحركة هاجمت أم روابة، من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل.

 

انهيار أولى جولات المفاوضات بين الخرطوم و«الحركة الشعبية - شمال»

انهارت أولى جولات التفاوض بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال المتمردة في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، التي تستضيفها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بوساطة أفريقية يقودها رئيس جنوب أفريقيا السابق ثامبو مبيكي.

وأعلن مبيكي في مؤتمر صحافي في ختام جولة المفاوضات الليلة قبل الماضية، أن الطرفين لم يتوصلا لاتفاق بشأن أجندة التفاوض، وأنّ «عليهما الاستعداد للجولة المقبلة التي لن تعقد سريعاً، بسبب وجود مشاغل أفريقية متعددة».

وبيّن مبيكي أن التفاوض في الجولة المقبلة سيكون وفقاً للتفويض الذي منحه لهم مجلس الأمن، ارتكازاً على القرار رقم 2046، بالتفاوض حول المسارات الإنسانية والأمنية والسياسية، مؤكداً أن «التطويل في عملية التفاوض سيزيد من معاناة المواطنين في المنطقتين».

ورأى مبيكي أنه رغم عدم التوصل لاتفاق، فإن جلوس الطرفين للحوار بشكل مباشر، يؤكد رغبة الطرفين في التوصل لتسوية سياسية للأزمة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.

وتبادل وفدا الحكومة والحركة الاتهامات بشأن المسؤولية في انهيار المفاوضات وعدم إحرازها أي تقدم لتحديد أولويات التفاوض، حيث تصر الخرطوم على البدء بالملف الأمني، ويصر وفد الحركة على أن تكون الأولوية للملف الإنساني. واتهم رئيس الوفد الحكومي إبراهيم غندور، الحركة الشعبية بعرقلة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، ومحاولتها الضغط والإمساك بالمواطنين لاستخدامهم كدروع بشرية.

وأوضح غندور أن الحركة الشعبية تريد فقط وصول الإغاثة، ليستفيد منها مقاتلوها، ولا تريد الوصول لوقف لإطلاق النار أو مناقشة أي ترتيبات أمنية.

وأكد حرص الحكومة السودانية على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقتين، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2046، الذي يدعو إلى التوصل إلى حلول في جميع المسارات الأمنية والإنسانية والسياسية.

من جانبه، قال رئيس وفد الحركة ياسر عرمان إن «وفده يرفض موقف الحكومة الساعي إلى معالجة القضايا السياسية، دون مراعاة للجانب الإنساني ومعاناة المواطنين في المنطقتين». وأضاف أن «وفد الحركة جاء للتفاوض بأولوية واضحة، هي معالجة الملف الإنساني، إلا أن الوفد الحكومي عرقل الاتفاق».

 

تحرك افريقي

أكد الرئيس السوداني عمر البشير خلال أعمال المؤتمر التأسيسي لمجلس الأحزاب الأفريقية، الذي تستضيفه الخرطوم، أن النمو الذي تشهده القارة جلب عليها الكثير من الأطماع الاستعمارية، ما يعظم حجم التحديات المفروضة على قادة القارة على الصعيد الداخلي والخارجي.

وقال البشير «حان الوقت لأن تتحرك أفريقيا نحو ترفيع تمثيلها في المؤسسات الدولية».

وشدد أن تكوين المجلس الأفريقي يأتي إحكاماً للتواصل والتنسيق بين مكونات القارة الشعبية، في ظل التكالب على القارة من القوى الاستعمارية التي تسعي لخلق فوضى في عدد من البلدان، لسلب مواردها والعمل على تكبيلها وإعاقتها عن التقدم . الخرطوم - البيان

 

 

Email