المعارضون يحتشدون في عدن ويهددون بتصعيد غير مسبوق

انطلاق مؤتمر الحوار اليمني اليوم وسط غياب التفاؤل

تظاهرات مؤيدة للديمقراطية في صنعاء بمناسبة الذكرى السنوية الثانية من هجوم الكرامة رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنطلق في صنعاء اليوم الاثنين أعمال الحوار الوطني في اليمن والذي يناقش مستقبل البلاد وقضاياه المعقدة وأبرزها القضية الجنوبية في غياب التفاؤل بعد مقاطعة أبرز فصائل الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال والذي تمسك بعدم المشاركة. حيث قرر الاحتشاد في عدن والتهديد بعملية تصعيد غير مسبوقة للتشويش على الحوار.

ويناقش الحوار الوطني الى جانب القضية الجنوبية قضايا الحوثيين في صعدة (شمال البلاد) وضع دستور جديد للبلاد وأسس بناء الجيش والأمن والحقوق والحريات، وكذلك التنمية الشاملة والمستدامة. الا ان تمسك الحراك الجنوبي بعدم المشاركة جاء ليثير المخاوف من تأثير المقاطعة على نتائج المؤتمر في ظل تمترس الحراك وراء مطالب الانفصال والتهديد بــ«تصعيد غير مسبوق» رفضا للحوار.

إجراءات أمنية

وقالت مصادر حكومية لـ«البيان» ان المشاركين في أعمال مؤتمر الحوار من معارضة الخارج والمغتربين ومن المحافظات الجنوبية وغيرها وصلوا الى صنعاء امس استعدادا للمشاركة في المؤتمر الذي سيفتتح اليوم الإثنين في مقر الرئاسة بالضاحية الجنوبية من العاصمة وسط إجراءات امنيه غير مسبوقة.

وبحسب المصادر فإن المشاركين من داخل اليمن وخارجها اكملوا وصولهم الى صنعاء لاستكمال إجراءات حضورهم أعمال المؤتمر والتي ستستمر ستة اشهر حيث سيتم توزيع المشاركين على لجان متخصصة اهمها لجنة القضية الجنوبية ولجنة بناء الدولة التي ستتولى وضع مشروع دستور جديد للدولة واللجنة الخاصة بمعالجة ملف الصراع في محافظة صعدة.

احتشاد في عدن

الى ذلك، توافد الآلاف من مؤيدي الانفصال الى مدينة عدن من مختلف محافظات الجنوب للمشاركة في تظاهرة اطلق عليها «القرار قرارنا » رافعين أعلام دولة الجنوب السابقة وصور ضحايا .

وكان فصيل نائب الرئيس السابق علي سالم البيض والفصيل الآخر الذي يتزعمه حسن باعوم اعلنا تنظيم مسيرة مليونية لرفض المشاركة في مؤتمر الحوار وتصريحات الدول الراعية لاتفاقية التسوية التي اكدت على وحدة والأراضي اليمنية ورفض أي مطالب لانفصال الجنوب عن الشمال .

إصابة شخصين

وفي مدينة المكلا بمحافظة حضرموت أصيب شخصان بجروح أثناء مصادمات بين قوات الأمن ونشطاء من الحراك الجنوبي كانوا يغلقون الشوارع لتنفيذ دعوة العصيان المدني التي دعا لها فصيلان في الحراك الجنوبي .

وقال شهود عيان ان قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي وأصابت شخصين بجروح هما عضوا في المجلس محلي لمدينة المكلا سعيد لجرب ومحمد بن شنان.. وان قوات الامن القت القبض على رئيس مجلس الحراك في المدينة روكب جمعان باموزة والناشط عادل باصديق .

في الأثناء، أكد الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للحراك الجنوبي عبده المعطري انهم متمسكون بعدم المشاركة في الحوار الوطني ، معتبرا أن الحوار «يجب أن يكون بين دولتين وبشكل متكافىء».

وقال المعطري ، في تصريح صحافي ان الحوار الوطني «لا يعني أبناء الجنوب ، وليس هناك أي حلحلة أو تغيير في موقفهم». وأضاف أن «عملية تصعيد غير مسبوقة» سيشهدها عدد من مدن الجنوب اليمني اعتبارا من اليوم الإثنين، بالتزامن مع انطلاق مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء رفضا للحوار.

وشدد قائلا:«من اليوم سيبدأ زحف مئات الآلاف من المواطنين من شبوة وحضرموت وأبين والضالع ولحج الى مدينة عدن للمشاركة في مسيرة مليونية، ومثلها في مدينة المكلا».

 وتابع قائلا ان «هذا الزحف الجماهيري هدفه إيصال رسالة للمجتمع الإقليمي والدولي بأننا نرفض الحوار ، وسيكون الزحف تحت شعار (القرار قرارنا)» ،وأشار الى ان عددا من مدن الجنوب ستشهد عصيانا مدنيا واسعا بالإضافة الى «تصعيد كبير وغير مسبوق»لم يفصح عن طبيعته.

 موقف

سالم البيض: الحوار لن يقدم شيئاً

أكد نائب الرئيس اليمني علي سالم البيض أن الحوار الوطني الذي من المقرر أن ينطلق اليوم الاثنين بالعاصمة اليمنية صنعاء لن يقدم جديداً لا للقضية الجنوبية ولا لليمن ككل.

ورأى البيض، آخر رئيس لجنوب اليمن، في تصريحات عبر الهاتف لوكالة الأنباء الألمانية في القاهرة أن «الهدف من هذا المؤتمر هو إبقاء اليمن في دائرة الضوء واستغلال الدعم الدولي الكبير خاصة في جانبه المالي»، مشدداً على أن عدم مشاركته في مؤتمر الحوار لا يعود لرفضه للحوار بل لإيمانه بأن هذا الحوار لا علاقة له بالقضية الجنوبية.

 وقال البيض: «هذا الحوار يأتي وفقاً للمبادرة الخليجية التي تجاهلت القضية الجنوبية بشكل كامل وبالتالي لا علاقة لنا به». وتابع :«نحن مستعدون للحوار ولكن على أسس، أولها أن نتحاور كدولة جنوب اليمن مع أشقائنا بالشمال لفك الارتباط واستعادة دولة الجنوب»، كما اشترط وجود سلطة في صنعاء تستطيع أن تتخذ القرار، وقال: «لا يوجد من يتخذ القرار الآن باليمن، فالبلد كله واقع تحت الوصاية الدولية وتحديداً الولايات المتحدة». 

Email