برلين ترفض تزويد المعارضة بالأسلحة وتعتبره تعزيزا لسباق التسلح

«الائتلاف» السوري يبحث الحكومة المؤقتة الثلاثاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس أنه سيجتمع في اسطنبول الثلاثاء المقبل لبحث تشكيل حكومة مؤقتة، بعد تعثر تشكيلها طيلة أسابيع، وتأجيل إعلانها الأسبوع الماضي، عقب مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في روما، فيما قالت مصادر إن المرشح الأبرز، رئيس الحكومة المنشق، رياض حجاب، سحب ترشيحه، في وقت استمر الجدل الدولي بشأن تسليح الجيش الحر، مع رفض ألمانيا الفكرة من الأساس، معتبرة أنها «تعزز سباق التسلح».

وأعلن قياديان في المعارضة السورية لوكالة «فرانس برس» أمس ان الائتلاف الوطني السوري المعارض سيعقد اجتماعا الثلاثاء المقبل في اسطنبول للبحث في تشكيل حكومة مؤقتة.

وقال عدة اعضاء في الائتلاف لوكالة «رويترز» إنه تم اتخاذ القرار بعد أن سحب حجاب، رئيس الوزراء السابق، وأرفع مسؤول مدني ينشق عن النظام السوري منذ اندلاع الثورة، ترشحه. وكان حجاب المرشح الأبرز لهذا المنصب، لكنه واجه معارضة من أعضاء اسلاميين وليبراليين بالائتلاف، لصلته السابقة بالنظام الحاكم.

وقال الناطق باسم الائتلاف وليد البني ان «مسألة تشكيل الحكومة واختيار رئيس لها، هما اضافة الى مواضيع اخرى على جدول اعمال الاجتماع»، الذي سيعقد الثلاثاء في اسطنبول، موضحا في الوقت نفسه انه ليس من الضروري ان يسفر الاجتماع عن اختيار رئيس للحكومة.

من جهته، قال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون ان «لا شيء محسوما بعد، والأمر سيطرح على النقاش». وكانت الجامعة العربية دعت أول من أمس المعارضة الى تشكيل «هيئة تنفيذية» للتمكن من شغل مقعد سوريا في الجامعة العربية، بعدما كانت علقت عضوية النظام السوري برئاسة بشار الأسد منذ نوفمبر 2011.

وكان من المفروض تسميــة رئيس للحكومة في الثاني من فبرايــر الماضي، على ان يكلف ادارة الأراضي التي خرجــت عن سيطرة النظام السوري، إلا ان الاجتماع ارجىء، اثر ضغوط من الولايات المتحدة وروسيا، اللتين تفضلان قيام حكومة مؤقتة تكــون منبثقة عن حوار بين النظام السوري والمعارضة.

رفض التسليح

إلى ذلك، رفض وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلة فكرة تزويد مقاتلي الجيش الحر بالأسلحة. وصرح فسترفيلة لصحيفة «تاغشبيغل» الألمانية ان «الإمداد بالأسلحة ينطوي دائما على مخاطر تعزيز سباق التسلح، والانزلاق نحو حرب بالوكالة، قد تلهب المنطقة برمتها». كما اشار فسترفيلة الى الواقيات من الرصاص، وتجهيزات لإزالة الألغام، كمثال على ارسال المعدات غير المميتة، موضحاً: «فقط يمكن ارسال تجهيزات لا يمكن ان تكون قاتلة». كما نفى ارسال اي مدرب عسكري الى المعارضة السورية، قائلا: «لا المانيا ولا الاتحاد الأوروبي لديهما مشاريع من هذا القبيل».

ودعا رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر العميد سليم ادريس الأربعاء الماضي الدول الغربية الى تزويد المعارضة السورية بالأسلحة والذخيرة، معتبرا في مؤتمر صحافي في البرلمان الأوروبي في بروكسل ان «هذا الحظر مؤسف حقا». واعتبر ان هذا القرار «يطال الضحايا فقط»، اذ ان «النظام يتلقى اسلحة روسية وايرانية».

وعين الضابط في ديسمبر الماضي قائدا لأعلى هيئة عسكرية في الجيش السوري الحر، التي تشرف على كل مقاتلي المعارضة، ما عدا اسلاميي جبهة النصرة. واعرب عن امله في ان يزود الغربيون رجاله بتجهيزات دفاعية، مثل الصواريخ المضادة للطيران ومعدات للحماية من قصف المدرعات.

 

ترحيب تركي

 

رحبت الخارجية التركية أمس بقرار مجلس الجامعة العربية منح «الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة» مقعد سوريا في الجامعة.

ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن بيان للخارجية التركية أن «القرار خطوة صحيحة تجاه تعزيز موقف الائتلاف، المعترف به من قبل المجتمع الدولي، ممثلاً شرعياً للشعب السوري». وأكدت أن هذه الخطوة تشكّل رسالة مهمة للغاية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، «الفاقد الشرعية، والذي يسعى، عن طريق القوة، إلى كبت المطالب المشروعة للشعب السوري». وعبرت الوزارة عن ثقتها التامة بأن الائتلاف سيقوم بما يجب، خلال فترة قصيرة، من أجل استلام مقعد سوريا في اجتماع الجامعة العربية على مستوى القمة، مؤكدة على استعداد تركيا، في هذا السياق، لتقديم الدعم اللازم للمعارضة السورية.

وهنأت الخارجية التركية، جامعة الدول العربية على اتخاذها القرار «الذي يشكل منعطفاً مهماً في نضال الشعب السوري، من أجل الحرية والديمقراطية»، معربة عن الأمل بأن يشكل موقفها مثالاً يُحتذى للمنظمات الدولية الأخرى.

Email