تحذيرات من مواجهات بين الجيش والشرطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجاوزت الأزمة في مصر حدود المعقول في عالم السياسة. ففي خضم حالة الاستقطاب السياسي، باتت الحلقة الأخطر إمكانية حدوث مواجهات بين الشرطة والجيش، خاصة مع إخفاق الرئيس محمد مرسي في احتواء المؤسسة العسكرية.

وحذّر مراقبون من إمكانية أن تنجر العلاقة بين الطرفين إلى هذا المصير في ظل حالة الضبابية الحالية، حيث تفاقمت تلك التحذيرات في خضم الأنباء التي أثيرت أخيراً بشأن إصابة أحد قوات الشرطة لأحد قيادات الجيش في محافظة بورسعيد، فضلا عن أنباء أخرى عن إصابة مجند عقب أن صدمته سيارة تابعة للداخلية أيضاً.

وكانت أولى ملامح الاشتباكات بين الجيش والشرطة حدثت منذ شهور في محيط قسم مدينة نصر حينما تم اقتحام القسم من قبل عدد من قوات الجيش على خلفية مناوشات بين الطرفين، إلا أن الأزمة تم تداركها مع التأكيد على العلاقة الوطيدة بين الطرفين في إطار حفظ الأمن.

احتقان وترقب

ويؤكد مراقبون أن إخفاق مرسي في احتواء القوات المسلحة قد يكون عاملاً في إفراز حالة من الاحتقان بين القوات المسلحة والشرطة تؤدي لوقوع تلك الاشتباكات التي يحذّر المراقبون في مصر منها بصورة عامة، في وقت يؤكد الخبير الأمني حمدي بخيت أن «هناك محاولات للوقيعة بين الجيش والشرطة، خاصة أن إدارة وزارة الداخلية تتم بطريقة تضعها في عداوة مع الشعب المصري».

ومن جانبه، يؤكد الخبير العسكري عبدالمنعم كاطو لـ«البيان» أن القوات المسلحة «تراقب الموقف عن كثب ولن تسمح بانهيار الأوضاع في مصر؛ لأنها مستعدة للتدخل في أي وقت كما حدث في مدن القناة حينما نزلت قوات الجيش إلى مدنها، حيث استطاعت أن تسيطر على الموقف تماماً بدليل أنه لم تحدث أي جرائم في هذه الفترة»، مستطرداً: «فالقيادة السياسية لم تدرك قوة العلاقة بين الجيش وأهالي القناة والذين يتعايشون مع القوات المسلحة المستقرة في السويس منذ 1956». ويأتي ذلك في خضم لجوء عدد من المصريين إلى الاستنجاد بالقوات المسلحة المصرية وإبرام توكيلات لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي بحكم مصر؛ خلفاً لمرسي في فترة انتقالية تنتهي حين إجراء انتخابات رئاسية جديدة واختيار رئيس توافقي.

Email