واشنطن تخيّر جماعة الحوثي بين الحوار والسلاح

صنعاء تطالب طهران بتوضيحات عن شحنة الأسلحة

قوات أمن يمنية تنقل مجموعة من عناصر القاعدة المحاكمين إلى سجن في صنعاء. إي. بي. إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تطور ينبئ بالتصعيد الدبلوماسي بين صنعاء وطهران، طلب اليمن رسمياً من الحكومة الايرانية توضيحات عن شحنة الأسلحة التي ضبطت في السواحل اليمينة قادمة من أحد الموانئ الإيرانية ومرسلة الى جماعة متمردة، في وقت خيّرت واشنطن جماعة الحوثي المرتبطة بإيران بين الحوار وحل المشاكل عن طريقه أو خيار السلاح.

وذكرت وكالة الانباء اليمنية الرسمية أن «وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربى استدعى السفير الايراني بصنعاء محمود زادة وطلب منه توضيحات رسمية من حكومة بلاده عن شحنة الأسلحة التي ضبطت في ناقلة صغيرة للنفط وكانت في طريقها لإحدى الجماعات المتمردة». وقالت الوكالة: «أكد القربي للسفير الإيراني أن الحكومة اليمنية لن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية من أي طرفٍ كان، أو أن تصبح أراضيها مكاناً للحروب بالوكالة».

وأضافت: «ناقش الطرفان قضية السفينة (جيهان 1) التي ضبطت في المياه الإقليمية اليمنية، والقادمة من إيران، وطلب الوزير القربي تفسيراً من الجانب الإيراني بشأن السفينة».

استباق إيراني

من جهته استبق السفير الإيراني لدى اليمن استدعاء وزارة الخارجية اليمنية له وقال إنه «احتج رسمياً لدى الخارجية اليمنية بشأن الاتهامات التي وجهت إلى بلاده بشأن وقوفها وراء شحنة الأسلحة التي تم ضبطها على متن سفينة».

وقال زادة للصحافيين في حفل استقبال أقامه بصنعاء بمناسبة اليوم الوطني لبلاده أنه «سلم الخارجية اليمنية احتجاجاً رسمياً بشأن التصريحات التي أدلى بها رئيس جهاز الأمن علي الأحمدي والتي أكد فيها أن بلاده تمتلك أدلة على وقوف إيران وراء شحنة الأسلحة المضبوطة». وقال السفير الإيراني أن «الاتهامات الموجهة لبلاده ستزيد من تأزيم العلاقات بين البلدين. وأن طهران ترفض هذه الاتهامات المتكررة والتي اتضح عدم صحتها».

وعلى صعيد متصل قال السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين أن الولايات المتحدة تنظر الى شحنات الأسلحة الإيرانية بكل جدية وأن تعاون البحرية الاميركية مع خفر السواحل اليمنية في الكشف عن الشحنة الاخيرة خير دليل على اهتمام الولايات المتحدة بهذا الشأن، معتبراً قيام ايران بتهريب تلك الشحنات «مخالفة صارخة للجنة العقوبات في الأمم المتحدة».

وفي لقاء مع الصحافة اليمنية حضره مبعوث الرئيس الاميركي الخاص لمنظمة التعاون الاسلامي رشاد حسين، قال فيرستيان: «إن ذلك التصرف من قبل إيران يعتبر تدخلاً صارخاً في الشؤون اليمنية»، مؤكداً ترحيب الولايات المتحدة بالتقرير المرفوع إليها من اليمن الأسبوع الماضي بهذا الشأن، وأن «الولايات المتحدة ومجلس الامن سيرسلون فريقاً للتحقيق بهذا الخصوص».

خيارات الحوثي

وطلب السفير الأميركي من جماعة الحوثي المسلحة الموالية لإيران المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني ووضع مشاكلهم على طاولة الحوار لإيجاد الحلول المناسبة لها، وأعلن دعم واشنطن «تحول جماعة الحوثي الى حزب سياسي وترك السلاح، فالحوثيون يمثلون شريحة مهمة»، بحسب قوله. وخيّر السفير جماعة الحوثي بين خيارين «إما الحوار وإما السلاح»، رافضاً أن «يمشوا في الطريقين» على حد قوله، داعيا الى «عدم القلق من جماعة الحوثي المسلحة».

وأكد فايرستاين أن مجموعة الدول العشر في تواصل مستمر مع قادة الحراك الجنوبي لحثهم على المشاركة في الحوار الوطني آملاً أن ينجح الرئيس هادي وحكومة الوفاق في اقناع قادة الحراك في المشاركة في مؤتمر الحوار .

وقال السفير الأميركي أن «المبادرة الخليجية فتحت الابواب لكل اليمنيين لمناقشة قضاياهم وأنها تقدم إطاراً لتحقيق كل مطالب الثوار الذين خرجوا للإطاحة بالرئيس السابق علي صالح وقد حققت المبادرة جزءا من تلك الاهداف».

 

 

قلق عربي

 

 

 

أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، عن قلقه من المعلومات الخطيرة التي أعلنت عنها الحكومة اليمنية بشأن سفينة الأسلحة، واعتبر تواجد هذه الباخرة في المياه الإقليمية مساسًا بأمن وسيادة اليمن، وإعاقة للجهود المبذولة لتنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية. وأشار العربي في بيان أمس إلى أنه يتابع باهتمام طلب الحكومة اليمنية من مجلس الأمن تسليط الضوء على هذه الحادثة وكشف كافة المعلومات المتعلقة بها. القاهرة- البيان

 

 

 

Email