رئيس «تحضيرية» الحوار الوطني يؤكد مشاركة الأطراف كافة

اليمن يطلب تحقيقاً أممياً في شحنة الأسلحة الإيرانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتخذ اليمن أمس موقفاً غير متساهلٍ مع إيران، بعد ضبط شحنة أسلحة مرسلة إلى المتمردين الحوثيين، حيث طلب من مجلس الأمن فتح تحقيق دولي في القضية، في وقت أكد رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني عبد الكريم الأرياني مشاركة كافة الاطراف، من دون الالتفات إلى موقف مجموعة نائب الرئيس السابق علي سالم البيض، التي تطالب بانفصال الجنوب، تزامناً مع تحذيرات أطلقها المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر من مخاطر فشل التسوية السياسية.

وعرض الطلب في اجتماع لمجلس الأمن دعا فيه مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر المجلس لانهاء «اعمال العرقلة» لعملية الانتقال الديمقراطي. وقال بن عمر للصحافيين إن «حكومة اليمن طلبت أن تجري لجنة العقوبات تحقيقا معمقا»، مشيرا إلى أن خبراء اللجنة «سيحددون الوقائع، مصدر الشحنة، هوية الجهة المرسلة إليها» وأضاف بن عمر: «من الواضح أن سفينة صودرت في المياه اليمنية وأن شحنتها تحوي اسلحة مصنعة بينها صواريخ أرض جو».

وقال بن عمر إن اليمن «لا يزال يواجه تحديات كبيرة أهمها الأطراف المعيقة لعملية التسوية السياسية». واردف أن «اليمن يمر بمرحلة دقيقة من الانتقال السياسي، فهو في منتصف الطريق من حيث الجدول الزمني للعملية، لكن الاستحقاقات المقبلة كبيرة مع انعقاد مؤتمر الحوار الوطني وعملية صوغ الدستور التي ستقود إلى استفتاء وانتخابات عامة في غضون سنة واحدة». واستطرد أن اليمن «اتخذ إجراءات مهمة منذ إحاطتي الأخيرة إلى مجلس الأمن، حيث أعلنت الرئاسة تحديد موعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني في الثامن عشر من مارس المقبل»، موضحا أن هذا الاعلان «يأتي بعد أن اتخذت الرئاسة خطوات مهمة أخرى تمثلت في قرار جريء لإعادة هيكلة القوات المسلحة في ديسمبر الماضي وتأسيس لجنتين للتحقيق في المظالم المرفوعة بشأن مصادرة الأراضي والاحالة إلى التقاعد بشكل تعسفي لموظفين في وحدات الخدمة المدنية والجيش».

وحذر المبعوث الدولي من مخاطر انهيار التسوية وقال: «فيما يستمر التقدم ويمضي الانتقال في مساره على نطاق واسع، من الواضح أن هناك مقاومة قوية لحصوله. وسمع مجلس الأمن خلال زيارته الأخيرة إلى اليمن عن العراقيل التي توضع أمام الانتقال، وعن واضعيها المعروفين»، مضيفاً القول إن «حجم الاستحقاقات خلال هذا العام هائل بالنسبة إلى دولة تواجه تحديات جسيمة».

وفي رسالة موجهة إلى مجلس الامن، قال وزير خارجية اليمن أبو بكر القربي إن الشحنة تحتوي على «صواريخ سام-2 وسام-3 ارض-جو تم تسليمها في ايران لثمانية بحارة يمنيين لنقلها إلى اليمن». وطلب القربي في الرسالة السماح للحكومة بـ«المشاركة» في تحقيقات الامم المتحدة. كما ذكرت وكالة الانباء الرسمية اليمنية أن مندوب صنعاء لدى الأمم المتحدة سلم رسالة من الحكومة اليمنية إلى غاري فرنسيس كوينلان رئيس لجنة مجلس الأمن المنشأة بموجب القرار رقم 1737 بشأن فرض عقوبات على إيران.

وتضمنت الرسالة طلب الحكومة اليمنية من لجنة مجلس الأمن المساعدة في التحقيق بشأن شحنة الأسلحة التي تم ضبطها في المياه الإقليمية اليمنية والمشتبه قدومها من إيران. وتوجه خبراء في العقوبات الايرانية إلى اليمن الاسبوع الماضي عقب اعتراض السفينة في 23 يناير الماضي. ويحظر قرار تبنته الامم المتحدة العام 2007 تصدير إيران للاسلحة تحت طائلة العقوبات.

الحوار الوطني

إلى ذلك، قال رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني عبد الكريم الأرياني في تصريحات صحافية إنه تلقى «اتصالات عديدة من خارج اليمن وكلها تبارك وتؤيد وتدعم تحديد موعد انعقاد الحوار الوطني، وخاصة السير باتجاه إحداث التغيير، الذي صار حقيقة ويمر عبر الحوار الوطني الشامل، ووضع حد لكافة التقولات».

وأضاف الأرياني القول إن «اللجنة التحضيرية حرصت على أن تؤدي دوراً غير منقوص وليس لديها نية لان تختصر المواضيع المدرجة في برنامج عملها» وأردف «اليوم العالم كله مقتنع أن الحوار الوطني سوف يتم في الموعد المحدد له.. ولقد تم وضع كافة الترتيبات اللازمة لنجاح المؤتمر.. وتم تحديد الطرق التي ستدار بها الحوارات والطريقة التي ستحل بها الخلافات من خلال الحوار الوطني الشامل».

وأردف أن «لا سقف للحوار لأن الحوار هو الذي سيجعلهم يتوافقون وكل قرارات المؤتمر ستكون توافقية»، مضيفاً القول إن «رئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي للمؤتمر ضرورياً لأنه رئيس الدولة، وانه المعني بالحوار الوطني والأطراف كلها وافقت على الدخول في الحوار الوطني، وعلينا أن نثق بأن المستقبل مستقر وآمن، وأن هناك دعماً كاملاً من المجتمع اليمني والاقليمي والدولي والكل سعداء بذلك».

هجوم

أفاد مصدر من شركة النفط الحكومية في اليمن أن هجوماً نفذ على خط الأنابيب اليمني الرئيسي، ما أدى إلى توقف ضخ النفط. صنعاء- رويترز

Email