مطالب بهيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية وشباب الثورة يعلنون الغضب

صالح يعيد أنصاره إلى الميدان ومليونية يمنية لإسقاط حصانته

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستعد الساحة اليمنية لمشهدين يتجاذبان حراكها الشبابي: الأول، يتمثل في تظاهرة مليونية دعت إليها اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية للمطالبة بهيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية وإسقاط الحصانة عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي بدوره أعاد أنصاره والمؤيدين له إلى ميدان التحرير، في مشهد ثانٍ، أثار غضب شباب الثورة الذين يعدّون لتصعيد موقفهم ضد النظام السابق.

ومع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني اليمني، صعدت الأطراف السياسية من مواقفها في مواجهة الآخر خصوصا مع انباء عن قرارات رئاسية بابعاد القائدين علي محسن الاحمر واحمد علي عبد الله صالح عن قيادة قوات الفرقة الاولى المدرعة وقوات الحرس الجمهوري. وقال شهود عيان لـ«البيان» إنّ الرئيس السابق اعاد صباح امس تجميع رجال القبائل المؤيدين له في ميدان التحرير، رغم ان هؤلاء كانوا غادروا خيامهم منذ اشهر وظلت الخيام منصوبه يحرسها بعض المسلحين القبليين وهي فارغة.

وذكرت مصادر سياسية ان هذه الخطوة اتت في اطار تصعيد النظام السابق موقفه بعد اعلان شباب الثورة تدشين مرحلة «الغضب الثوري». وطبقا لهذه المصادر، فان هذه الخطوة اتخذت بعد اعلان اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية البدء بمرحلة الغضب الثوري رفضا لمؤتمر الحوار الوطني اذا لم يقم الرئيس عبدربّه منصور هادي بابعاد قادة الجيش وتمثيل الشباب تمثيلا حقيقيا في مؤتمر الحوار الوطني.

مليونية إسقاط الحصانة

ودعت اللجنة التنظيمية لمسيرة مليونية تنطلق من أمام حديقة السبعين بجوار دار رئاسة الجمهوري، وتجوب شوارع العاصمة صنعاء، كما دعت لمسيرات مماثلة في كافة ميادين الحرية والتغيير بالجمهورية للمطالبة بهيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية، وإسقاط الحصانة وتقديم الرئيس المخلوع وكافة المتورطين في قتل شباب الثورة للمحاكمة لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية بحق شباب الثورة واستعادة الأموال المنهوبة وإطلاق سراح المعتقلين من شباب الثورة، فضلا عن الكشف عن مصير المخفيين قسراً.

وقال عضو اللجنة حبيب العريقي إن «تدشين اللجنة لمرحلة الغضب الثوري يأتي لرفض شباب الثورة محاولة بعض الجهات ولقوى تمييع أهداف الثورة السلمية والالتفاف عليها».

وأوضح العريقي أن مرحلة الغضب الثوري ستنظم مسيرات وتظاهرات مليونية تجوب جميع الشوارع في عواصم المحافظات والمدن الرئيسية، والعودة إلى ساحات الحرية والتغيير بنفس الزخم الذي كانت عليه سابقا. وجدّد رفض اللجنة نسبة تمثيل شباب الثورة بـ 40 عضوا في مؤتمر الحوار الوطني، وأكد أن تجاهلهم قد «يعصف بالتسوية السياسية». وقال «الثوار لا يعوّلون على مؤتمر الحوار الوطني في ظل استمرار أركان النظام الرئيس المخلوع على رأس المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية».

لندن تنفي

الى ذلك، نفى وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني أليستر برت فشل لقائه وسفراء الدول الخمس مع قيادة فصائل الحراك الجنوبي.

وقال برت، في مؤتمر صحافي عقده بصنعاء مع انتهاء زيارته إلى صنعاء، ان عددا من فصائل الحراك ستشارك في المؤتمر الذي ينتظر ان تبدأ اعماله مطلع العام المقبل. وأضاف أنّ المملكة المتحدة تدعم الحوار الشامل لجميع الأطياف والمكونات السياسية في اليمن بما يكفل تحقيق الأهداف المنشودة وإحداث التغيير المأمول عبر الحوار الوطني. وأكد أن «الجهود الأممية ممثلة بالمبعوث الأممي جمال بن عمر والدول الشقيقة والصديقة لليمن الداعمة للتسوية السياسية في اليمن هي موضع العمل الحثيث وبشكل مكثف».

وتحدث الوزير البريطاني عن نتائج زيارته الى مدينة عدن، وقال «عقدنا لقاءات مع محافظ عدن وممثلي الاتجاهات السياسية والاجتماعية المختلفة لتشجيع جميع الأطراف على أن تلعب دورا كاملا، وتشارك بفاعلية في مؤتمر الحوار الوطني، واستمعنا منهم إلى رؤاهم ومقترحاتهم بشأن المشاركة في الحوار والمرحلة الثانية من العملية السياسية في اليمن».

تظاهرة

تظاهر الآلاف من عناصر الحراك الجنوبي، الذي يدعو لانفصال جنوب اليمن عن شماله، أمس في مدينة الضالع احتجاجاً على مقتل اثنين من عناصره على يد من يصفها الحراك بـ«قوات الاحتلال الشمالي».

وجابت التظاهرة شوارع الضالع، رفع المشاركون فيها أعلام الدولة الجنوبية التي كانت مستقلة قبل قيام الوحدة اليمنية عام 1990 وصور الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض. وندّد المتظاهرون بما قالوا إنها «مجزرة» ارتكبت بحق عنصرين من عناصر الحراك قتلا الثلاثاء الماضي في مواجهات مع قوات الحرس الجمهوري التابعة لنجل الرئيس اليمني السابق أحمد علي صالح. يشار الى أن الحراك الجنوبي أُسّس مطلع العام 2007، ويضم القوى والحركات والشخصيات اليمنية في جنوب البلاد التي تطالب بالانفصال.

Email