أنقرة تتوقع تلقيها الصواريخ منتصف الشهر المقبل

روسيا تُحذّر تركيا: لا تستعرضوا العضلات بنشر «باتريوت»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أرسلت روسيا تحذيراً شديد اللهجة أمس إلى تركيا من مغبة نشر صواريخ «باتريوت» قرب حدودها مع سوريا وحضتها على عدم «استعراض العضلات»، فيما تمضي أنقرة في مساعيها لنشر الصواريخ مرجحة أن يتم ذلك منتصف الشهر المقبل.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في تصريحات أمس: إن «عسكرة الحدود التركية السورية تعد إشارة مقلقة» في تعليقه على طلب انقرة من حلف شمال الأطلسي نشر الصواريخ على أراضيها. وأضاف: «نصيحتنا إلى زملائنا الأتراك هي شيء آخر: استخدام نفوذهم على المعارضة السورية للتوصل في أسرع وقت ممكن الى بدء حوار بين الأطراف السوريين، وليس عرض عضلاتهم عبر اعطاء منحى خطير للوضع»، على حد وصفه.

وتابع الناطق الروسي: «سنرى رد فعل شركائنا في حلف شمال الأطلسي». وقال إن «مثل هذه التحركات لا تزيد بالتأكيد من التفاؤل حيال حل سياسي سريع» في سوريا.

وكانت أنقرة طلبت رسمياً أول من أمس من حلف شمال الأطلسي نشر «باتريوت» المضادة للصواريخ على طول حدودها مع سوريا، حيث أيدت الولايات المتحدة وفرنسا خصوصاً هذا الطلب.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي انديرس فوغ راسموسن إن الحلف سينظر في هذا الطلب التركي «في أسرع وقت».

تأييد وتوقع

بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: إن باريس تؤيد طلب أنقرة. وذكر فابيوس لقناة «بي.إف.إم تي.في» التلفزيونية: «ليس هناك سبب يدعو للاعتراض فالطلب دفاعي بحت».

كما توقع وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله تأييد غالبية كبيرة في البرلمان الألماني مشاركة قوات بلاده في مهمة بصواريخ «باتريوت» على الحدود التركية السورية. وقال فيسترفيله في جلسة للجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان: «أعتقد أن غالبية النواب يرون العواقب المترتبة في حال رفض طلب شريك في الحلف بالمساعدة في مثل هذا الوضع الصعب».

وصول الصواريخ

في هذه الأثناء، نقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن مصدر دبلوماسي أنه يتوقع أن يُرسل الحلف الصواريخ منتصف شهر ديسمبر المقبل. وقال المصدر: إن «الناتو» «وافق مبدئياً» على الطلب. وذكرت الوكالة أن الحلف ينتظر الموافقة النهائية من أعضائه الثلاثة الذين يمتلكون تلك الصواريخ، وهم الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا، إضافة لتحديد من سيكون المتحكم بهذه الصواريخ، وقواعد الاشتباك العسكري الخاصة بها.

ويشار إلى أن الناتو نشر صواريخ «باتريوت» مرتين قبل ذلك، كانت الأولى أثناء حرب الخليج العام 1991 عندما أرسلت هولندا الصواريخ إلى تركيا ونشرت في مدينتي ديار بكر وأضنة، ولم تستخدمها آنذاك لعدم الحاجة لها، وكانت الثانية أثناء حرب العراق عام 2003، أرسلت لها هولندا الصواريخ أيضاً، بعد مباحثات طويلة بسبب رفض فرنسا وألمانيا وبلجيكا ذلك.

Email