كشف مصدر استخباراتي غربي أن القصف الجوي الإسرائيلي للمجمّع السوداني أول من أمس جاء ردا على استمرار عمليات تمرير السلاح الى قطاع غزة، فيما أجمع محللون عسكريون إسرائيليون على مسؤولية تل ابيب عن الضربة، على الرغم من امتناعها عن تبني الهجوم الجوي، الذي احتاج إلى تدريبات معقدة حسب الخبراء.
وكشف مصدر استخباراتي غربي لـ «البيان» أن القصف الجوي الإسرائيلي لـ«مجمّع اليرموك للصناعات» في جنوب الخرطوم جاء ردا على استمرار عمليات تمرير السلاح إلى قطاع غزة عبر الأراضي السودانية، مشيرا الى أن القصف تم وفقا لنفس السيناريو الذي تمت به الضربات الثلاث السابقة لأهداف متحركة في مدينة بورتسودان شرقي السودان.
نشاط الموساد
وأفاد المصدر أن جهاز المخابرات الإسرائيلي «موساد» قد كثف مؤخرا من عملياته الاستخباراتية في العاصمة الخرطوم من خلال عملاء على درجة عالية من الكفاءة، بعد أن كانت تتركز تلك العمليات بدرجة أكبر في شرقي السودان، وذلك نتيجة للتعاون الوثيق الذي تبديه حكومة الخرطوم ذات التوجه الأخواني مع حركة حماس ذات التوجه نفسه.
من جانب آخر وصف مسؤول في وزارة الدفاع الاسرائيلية أمس السودان بأنه «دولة ارهابية خطيرة» بدون أن يؤكد قصف مصنع عسكري في الخرطوم، اسفر عن سقوط قتيلين واتهم السودان الدولة العبرية به.
ورفض جنرال الاحتياط هذا، الذي يشغل منصبا رفيعا في وزارة الدفاع، الرد بشكل مباشر على سؤال عن تورط اسرائيل في هذا الهجوم. واكتفى بالقول ان سلاح «الطيران الإسرائيلي، الذي يعد واحدا من الزكثر عراقة في العالم اثبت جدارته عدة مرات في الماضي»، مضيفاً القول إن «هناك عدة روايات من الجانب السوداني، لذلك ليس هناك سبب للدخول في التفاصيل».
إجماع المحللين
من جانب آخر أجمع المحللون العسكريون في الصحف الإسرائيلية، الصادرة أمس، على أن مصنع الأسلحة في العاصمة السودانية، الخرطوم، الذي تم قصفه أمس هو مصنع إيراني، واعتبروا أنه هدف شرعي بالنسبة لإسرائيل لكي تهاجمه.
وكتب المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ألكس فيشمان، أن «الإيرانيين اختاروا أن يقيموا في السودان مركزاً لوجيستياً (في إشارة إلى المصنع) يديرون منه تهريب الأسلحة إلى غزة ولبنان، ولذلك فإن الأهداف التي هوجمت في السودان هي أهداف شرعية بالنسبة لإسرائيل».
ورأى فيشمان أنه في عملية عسكرية كهذه تشارك بضع عشرات من الطائرات المقاتلة التي تتزود بالوقود في الجو وبينها طائرات تجسس وطائرات إنقاذ، وأن «سر النجاح في هجوم كهذا يكمن في الخداع وعامل المفاجأة».
وكتب المحللان في صحيفة «هآرتس»، العسكري، عاموس هارئيل، وللشؤون العربية، أفي سخاروف، أنه «من الجائز طبعا أن المعركة التي تخوضها إسرائيل في الأيام الأخيرة ضد حماس في قطاع غزة قد اتسعت إلى جبهة بعيدة أكثر بكثير، أي إلى السودان».
دعوة للتدخل
إلى ذلك أعرب السفير السوداني لدى الأمم المتحدة دفع الله الحاج علي عثمان عن أمله في أن يدين مجلس الأمن قصف إسرائيل لأحد مصانع الأسلحة في السودان.
وفي الجلسة التي عقدها المجلس حول السودان وعمل البعثة المشتركة في دارفور قال عثمان «هاجمت أربع طائرات إسرائيلية فضاءنا وانتهكت حرمة بلادي وقامت بذلك الهجوم الغادر والغاشم، نحن نرفض هذا العدوان وأتوقع من مجلسكم الموقر أن يدين هذا العدوان لأنه انتهاك صارخ لمفهوم الأمن والسلم مبادئ الأمم المتحدة وميثاقها».
مهلة الاتحاد الإفريقي
أمهل مجلس الأمن في الاتحاد الإفريقي السودان وجنوب السودان ستة اسابيع للتوصل الى اتفاق حول ولاية ابيي الاستراتيجية، حسب ما اعلن مسؤولون في الاتحاد الإفريقي مساء أول من أمس.
وقال مفوض السلام والأمن في الاتحاد الإفريقي رمضان العمامرة ان «المجلس طلب من الطرفين الالتزام بالتوصل الى اتفاق حول الوضع النهائي لمنطقة ابيي خلال فترة ستة اسابيع اعتبارا من يوم أول من أمس، مضيفاً القول إن «المجلس يدعو ايضا الطرفين الى التوصل الى اتفاق خلال اسبوعين حول عملية المفاوضات حول المناطق الخمس المتنازع عليها».