وجه في الأحداث

مارتي أهتيساري.. ومهمة خلافة أنان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يطفو اسم الرئيس الفنلندي الأسبق مارتي أهتيساري على السطح كمرشح محتمل لخلافة المبعوث الدولي- العربي الخاص إلى سوريا والأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان.

الثابت أن أهتيساري، 75 عاماً، سياسي محنك وطيب السمعة، وهو الذي لعب أدواراً مهمة وحاسمة في الكثير من الملفات الشائكة حول العالم. بدأ الرئيس الفنلندي الأسبق محاولاته لصنع السلام العام 1971 حينما عين مبعوثاً خاصاً للمنظمة الدولية للإشراف على استقلال ناميبيا عن جنوب إفريقيا، وهو ما تم بعد عقدٍ من الزمن.

وبعد تسعة أعوام، توسط بالمشاركة مع رئيس وزراء روسيا الراحل فيكتور تشيرنوميردين من أجل وقف ضربات حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا السابقة في ظل رئاسة الرئيس السابق سلوبودان ميلوسوفيتش. وفي العام 2000، أشرف أيضاً على نزع أسلحة الجيش الجمهوري الايرلندي في أيرلندا الشمالية طبقاً لاتفاق «الجمعة العظيمة».

إندونيسيا وكوسوفو

ولكن الأثر الأكبر الذي خلفه كان في اندونيسيا حينما نجح في أغسطس 2005 بلم شمل حركة «أتشيه الحرة» وجاكرتا على طاولة التوقيع على اتفاق ينهي صراع الحركة الانفصالية المتمردة مع الحكم استمر منذ 1976 وأوقع 15 ألف قتيل. وبموجب هذا الاتفاق، ألقت الحركة السلاح، فيما سحبت السلطة المركزية قسما كبيرا من قواتها المسلحة المنتشرة في الإقليم.

ووضع المجتمع الدولي ثقته بخبرة أهتيساري في حلحلة المشاكل ذات الخلفية العرقية والمذهبية بتكليفه في نوفمبر 2005، من قبل الأمم المتحدة وأنان نفسه، لتولي منصب المبعوث الخاص للأمين العام للمنظمة الدولية لعملية تحديد وضع كوسوفو حينما كانت إقليماً تابعاً لصربيا.

كل تلك المهام، دفعت العالم إلى الاعتراف بنجاحات الرئيس الفنلندي الأسبق، فمنح جائزة تقديرية من «اليونيسكو» في 2007، قبل أن يتوج إنجازاته بجائزة نوبل للسلام العام 2008.

 وإن كان أهتيساري أقحم نفسه في عش دبابير الشرق الأوسط في إحدى المرات، من خلال محاولته تهدئة الاحتقان الطائفي بين السنة والشيعة في العراق، فإن أي تفويض في سوريا لن يكون مشابهاً بأي حالٍ من الأحوال لمهماته السابقة، لأن ما يحصل هناك خليط عجيب من الصراع المذهبي والثورة على الاستبداد والطغيان.

Email