جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تثير جدلاً في الشارع المصري

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسهم حادث مقتل شاب بمحافظة السويس، والذي تورّطت فيه «جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، في إثارة حالة من الجدل في الشارع المصري خلال الساعات القليلة الماضية، إذ اعتبر البعض أن ما حدث يمثّل محاولة لتشويه صورة الإسلاميين، ووضع العراقيل أمام الرئيس الجديد محمد مرسي بعد أيام قلائل من بدء عمله رسميًا، فيما راح آخرون يعتقدون أنه لا توجد أي مؤامرة، وأن تلك الجماعة تجرأت في «فرض الإسلام بالقوة» لشعورها بالتمكن، وشعور التيار الإسلامي عمومًا بذلك في مصر عقب ثورة 25 يناير، في ظل وجود رئيس إسلامي في سدة الحكم، سليل جماعة إسلامية تريد تطبيق الشرع الإسلامي.

من جهته، استنكر قائد المقاومة الشعبية بالسويس الشيخ حافظ سلامة، في تصريحات خاصة لـ«البيان» الواقعة مؤكداً أن الحادث بعيد كل البعد عن وسطية الإسلام السمحة، نافيًا في الوقت ذاته أن «يكون مقصودًا منه وضع العراقيل أمام الدكتور محمد مرسي أو التآمر عليه».

قال سلامة إن الهيئة التابعة لجماعة التكفير والهجرة، قامت بتوزيع بيان على مواطني المحافظة، أعلنت فيه المضي قُدماً في فرض الشريعة الإسلامية وطالبت الجميع ضرورة الالتزام بها، مؤكدين تحمّلهم المسؤولية عن الحادث، قائلين «لم يكن يقصد قتل الشاب، ولكن كان مقصودًا أن يتم معاقبته وتحذيره فقط، وسوف تفتح الهيئة تحقيقًا في ذلك مع الشيخ المتورط في قتله».

يأتي هذا في الوقت الذي وزّع فيه أنصار حزب الحرية والعدالة، وجماعة الإخوان المسلمين، بيانًا موازيًا أعربا فيه عن استنكارهما لما حدث، وعدم مسؤوليتهما عن ذلك الحادث مطلقًا.

وكانت جماعة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» ظهرت من قبل في أثناء الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إثر إصدارها بيانا أكدت فيه اعتزامها فرض الشريعة الإسلامية بالقوة، ورش مياه نار على وجوه المتبرجات من الفتيات، ما أثار استنكارًا في صفوف كافة القوى جميعها، الأمر الذي اعتبره البعض محاولة فقط من رموز النظام السابق، في تشويه صورة الإسلاميين لإفشالهم في الانتخابات البرلمانية، ما جعل ذلك السيناريو يتكرر الآن، كمحاولة لتشويه صورة مرسي والحكم الإسلامي كله ووضع العراقيل أمامه.

ويؤكد فريق من المراقبين على إمكانية قيام أنصار النظام السابق، الذين يلفظون الحكم الإسلامي ويرفضون الصعود السياسي لفصائله، بدعم تلك العناصر المتطرفة من أجل إحداث حالة من الفوضى بالشارع المصري، وإثارة خوف وذعر المواطنين في محاولة لتشويه صورة الإسلاميين، والتضييق على الرئيس مرسي، وهو الأمر الذي ظهر جليًا في أعقاب إعلان نتائج جولة الإعادة التي فاز فيها مرسي، لما ظهرت فئات «ملتحية» تسير بالشوارع والميادين، وتقول للفتيات إنهم سوف يرتدون الحجاب عنوة قريبًا، ما جعل الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي يصدرون بيانًا رسميًا أكدوا فيه على عدم مسؤوليتهم عن ذلك واستنكارهم له بقوة.

يذكر أن 3 من أنصار الجماعة شاهدوا شابًا بصحبة فتاة في ساعة متأخرة من الليل، فقاموا بالتحدث معه، وتبيّن أنها خطيبته وأنه طالب بكلية الهندسة، فقام أحدهم بضربه بعصا كانت بحوزته، طالبًا منه ألا يأتي ما حرم الله وألّا يقف مع فتاة أجنبية عنه، ولما اشتد الحوار بينهم، وقام الشاب بالاعتراض، انهال عليه هؤلاء الملتحون ضربًا فأسقطوه قتيلاً.

Email