تزايد المؤشرات على فشل خطة أنان

روسيا تتحرك للتحضير إلى المؤتمر الدولي عن سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل تزايد المؤشرات على فشل خطة المبعوث المشترك كوفي أنان، الذي أبدى قلقه من تصاعد العنف في سوريا، بدأت الدبلوماسية الروسية تستمزج آراء الدول المرشحة للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي دعت له موسكو حول الأزمة السورية، إذ تلقى كل من لبنان وتركيا دعوات أولية للمشاركة في المؤتمر.

فيما تحدثت فرنسا عن نيتها إجراء مباحثات مع روسيا هذا الأسبوع حول الموضوع نفسه، في وقت يتوجه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى العاصمة الإيرانية طهران غداً لبحث مشاركتها في المؤتمر، والذي يلقى معارضة العديد من الدول الغربية، ومن المعارضة السورية.

وفي إقرار ضمني بفشل مهمته، أبدى أنان أمس قلقه البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف التي وقعت مؤخراً في سوريا، مشيراً إلى قصف معاقل المعارضة في حمص، وتقارير عن استخدام قذائف مورتر وطائرات هليكوبتر ودبابات في الحفة قرب الساحل.

وقال الناطق باسم أنان أحمد فوزي في بيان صدر في جنيف، إن «هناك مؤشرات على أن عدداً كبيراً من المدنيين محاصر في البلدتين». وقال البيان إن المبعوث المشترك «يطالب الطرفين باتخاذ كل ما يلزم لضمان عدم الإضرار بالمدنيين، ويطالب أيضاً بالسماح بدخول المراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة بلدة الحفة على الفور».

دعوة للبنان

من جانب آخر، أكدت مصادر لبنانية لـ «البيان» أن وزير الخارجية عدنان منصور تلقى دعوة مبدئية لحضور المؤتمر من سفير روسيا في بيروت الكسندر زاسيبكين خلال لقاء جمعهما الجمعة الماضية.

وذكر مسؤولون في وزارة الخارجية التركية أن دبلوماسيين روس يعملون في أنقرة أبلغوا نظراءهم الأتراك بالاقتراح الروسي المتعلق بعقد مؤتمر دولي حول سوريا.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مسؤولين في وزارة الخارجية التركية أن دبلوماسيين في السفارة الروسية في أنقرة زاروا مقرّ الوزارة الأسبوع الماضي لإبلاغ السلطات التركية عن محتوى المؤتمر، وعن المشاركين المحتملين. كما بحث وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، والمبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا هاتفياً الوضع في سوريا، ودعوة موسكو إلى عقد مؤتمر دولي.

تحرك فرنسي

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، أن باريس ستجري «هذا الأسبوع اتصالات جديدة مع روسيا» حول الدعوة التي وجهتها موسكو لعقد مؤتمر دولي حول سوريا بمشاركة إيران، بينما تعارض باريس أي مشاركة لطهران.

وقال فانسان فلورياني، أحد الناطقين باسم الوزارة في لقاء مع صحافيين: «نتشاور مع شركائنا في الأسرة الدولية الذين يدعمون تطبيقاً فعلياً لخطة النقاط الست التي قدمها الموفد المشترك كوفي أنان بهدف انتقال ديمقراطي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري».

لافروف إلى طهران

إلى ذلك، يبحث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، غداً الأربعاء، في الأزمة السورية وملف طهران النووي قبل الاجتماع المقرر في 18 و19 يونيو في موسكو، على ما أوضحت وزارة الخارجية.

ونقلت وكالات الأنباء عن مسؤول في الوزارة قوله إن المحادثات ستتناول «الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع التركيز على التحولات الجارية في العالم العربي وسوريا».

وعادت روسيا لتأكيد دور إيران في الأزمة السورية، إذ قالت وزارة الخارجية الروسية أمس، إنه «بدون إشراك إيران، فإن فرصة ممارسة ضغط بناء على سوريا لن تطبق بالكامل».

الملف النووي

ويعقد الاجتماع حول الملف النووي الإيراني قبل أسبوعين من دخول حظر أوروبي على واردات النفط الإيرانية حيز التنفيذ. وهدف هذا الحظر النفطي حمل طهران على تغيير موقفها ووقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي يشتبه الغرب بأنه يخفي شقاً عسكرياً، رغم نفي طهران المتكرر لذلك.

لكن الكرملين عبر في الآونة الأخيرة عن قلق متزايد إزاء موضوع احتمال استخدام إيران برنامجها النووي لغايات عسكرية، وليس فقط لغايات مدنية. وهي الفرضية التي يمكن أن تحمل إسرائيل والولايات المتحدة على قصف المنشآت النووية الإيرانية مع مخاطر زعزعة استقرار كل المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف سيولي «اهتماماً خاصاً للتحضيرات» لاجتماع موسكو، لكن بدون إعطاء تفاصيل إضافية.

وتأتي زيارة وزير الخارجية الروسي إلى إيران بعد أسبوع على لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، على هامش قمة إقليمية في بكين، حيث أكد بوتين حق إيران ببرنامج نووي «سلمي».

 

فرنسا تدعو إلى توحيد المعارضة

 

هنأت فرنسا الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، ودعته إلى توحيد صفوف المعارضة لنظام دمشق «ضمن روح من الانفتاح والاتحاد» بحسب وزارة الخارجية الفرنسية. وقال الناطق باسم الخارجية فانسان فلورياني: «نهنىء بحرارة عبد الباسط سيدا لتوليه رئاسة المجلس الوطني السوري».

مضيفاً القول «إزاء قمع النظام الشديد الذي أسفر عن سقوط أكثر من 170 قتيلاً في خلال عطلة نهاية الأسبوع، من الضروري أن تتوصل المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها ضمن روح من الانفتاح والاتحاد حول رؤية مشتركة لسوريا الغد».

وكان المجلس الوطني السوري، أكبر تحالف للمعارضة، انتخب السبت رئيساً له عبد الباسط سيدا الذي يعيش في المنفى في السويد منذ مدة طويلة، ليخلف برهان غليون الذي كان يحظى بدعم باريس، لكنه تقدم باستقالته الشهر الماضي إثر انتقادات حادة واجهها بعد اتهامه بالسماح للإخوان المسلمين بالهيمنة داخل المجلس الوطني السوري. كما أخذت عليه لجان التنسيق المحلية التي تحرك الشارع السوري، عدم التنسيق بين المجلس وناشطيها على الأرض.

Email