تعرضت آمال صمود الهدنة الهشة في سوريا أمس، إلى ضربة جديدة بعد قصف القوات النظامية بالدبابات مدن وبلدات عدة في معاقل الثورة أسفرت عن مقتل 15 محتجاً برصاص القوات النظامية ، بينما شهدت محافظة درعا إضراباً شاملاً في الذكرى السنوية الأولى لمجزرة بلدة صيدا التي ذهب ضحيتها أكثر من 120 شخصاً من بينهم الطفل حمزة الخطيب.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قرية حمادي عمر في ريف حماة تعرضت إلى قصف من مروحية عسكرية. وأضافت اللجان أن القصف أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص من سكان القرية.

من جهة ثانية، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان مواطنا قتل واصيب ثلاثة آخرون بجروح في سهل الغاب «اثر اطلاق رصاص عشوائي من القوات النظامية السورية عليهم عندما كانوا في مزرعة في قرية الصالحية». وأفادت اللجان أيضاً بقصف القوات الموالية للنظام قرية عقيربات المجاورة بالدبابات والطائرات. وتقع القرى الثلاث في سهل الغاب ذي الموقع الحيوي، حيث تعتبر من اخصب الأراضي الزراعية وتقع على خطوط تماس طائفية تشهد توترات كبيرة.

 

حملة اعتقالات

وفي السياق، شنت قوات الأمن والجيش حملة دهم واعتقالات واسعة في دير الزور. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأنه ومنذ ساعات الصباح الأولى بدأت قوات الأمن والجيش حملة دهم واعتقالات في عدة أحياء بدير الزور منها حي العمال والقورية والبوكمال، وذلك بحثا عن نشطاء وعناصر من الجيش الحر.

وتعرضت مدينة القصير في ريف حمص إلى «إطلاق قذائف من حاجز الكنيسة ورصاص متفرق من حواجز المشفى الأهلي ومفرزة الامن العسكري والمؤسسة» بحسب اتحاد تنسيقيات الثورة السورية.

وفي ادلب، دارت اشتباكات عنيفة عندما انشق جنود عن الجيش النظامي في منطقة جسر الشغور الجبلية.

 

أعنف قصف

وفي ريف حلب، ذكرت لجان التنسيق أن مدينة الأتارب «تعرضت لقصف هو الاعنف منذ بدء العمليات العسكرية ضدها، ووصول ثلاث دبابات جديدة إلى المدينة تطلق النار من رشاشاتها بكثافة، بالتزامن مع حملة اعتقالات عشوائية ودهم للمنازل، وقطع الطريق العام الواصل الى الاتارب مع تواجد سيارات الاسعاف عند قرية اورم الصغرى».

إلى ذلك، قتل اربعة جنود نظاميين في انفجار وقع في مركز عسكري في ريف حلب بحسب ما ذكر المرصد السوري. وقال المرصد في بيان: «قتل ما لا يقل عن اربعة جنود من القوات النظامية السورية اثر انفجار وقع داخل احد المراكز العسكرية في الريف الجنوبي لمحافظة حلب». وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية أن صندوق ذخيرة انفجر في قرية خان طومان جنوب حلب.

 

إضراب درعا

في غضون ذلك، نفذ الناشطون والأهالي في مدن وقرى درعا إضراباً عاماً في ذكرى مجزرة قرية صيدا العام الماضي. وبث ناشطون لقطات على موقع اليوتيوب أظهرت شوارع مقفرة ومحلات مغلقة في كل من الكرك الشرقي والطيبة والجيزة وخربة غزالة والمسيفرة وداعل وانخل.

وكان عشرات الآلاف من سكان القرى الشرقية لمحافظة درعا توافدوا العام الماضي من أجل فك الحصار عن المدينة، ونصبت الأجهزة الأمنية كميناً في منطقة مساكن صيدا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 120 شخصاً تم التعرف عليهم على دفعات، حيث قامت الأجهزة الأمنية بتسليم الجثث على مدى شهرين، فيما لا يزال عشرات الأشخاص في عداد المفقودين ممن جرحوا او قتلوا في تلك المجزرة. واعتقل فيها الطفلان حمزة الخطيب وثامر الشرعي اللذان قتلا تحت التعذيب وتم التمثيل بجثتيها.

 

معارضون يدعون إلى دعم «الجيش الحر»

 

دعا معارضون سوريون في بيان اصدروه أمس أطياف المعارضة السورية إلى دعم الجيش السوري الحر ودعوا جميع الجنود والضباط المنشقين إلى الانضمام إليه.

وأكد بيان المعارضين أن الجيش السوري الحر «هو الممثل الوحيد للحراك العسكري في الداخل، ونشدد على أن كل من يساهم في الفرقة وتشتيت الجهود لأي غاية كانت، سيكون مصيره الفشل والخذلان».

وأهاب المعارضون في بيانهم بالجيش الحر «أن يكون يداً واحدة ويتوخى المزيد من اليقظة والتماسك والتعاضد في وجه المخططات التي تريد النيل من وحدته، لا سيما بعد مواقفه في الدفاع عن المتظاهرين السلميين»، مؤكدين «دعمهم له قولاً وفعلاً، والاستمرار في النضال معه حتى تحقيق أهداف الثورة في اسقاط النظام والانتقال بسوريا إلى نظام سياسي ديمقراطي تعددي يحقق لأبنائه العدالة والكرامة والمساواة»، على حد تعبيرهم.

وحضّ المعارضون السوريون في بيانهم الدول العربية والإسلامية ومجموعة أصدقاء الشعب السوري على «تحمل مسؤولياتها تجاه هذا الشعب ودعم خياره في الدفاع عن نفسه من خلال دعم الجيش السوري الحر». وابلغ الشيخ أحمد حماد الأسعد الملحم الذي قال إنه الناطق باسم قبيلة الجبور وكالة «يونايتد برس انترناشونال»: «قررنا اصدار البيان بناءً على ما يجري من تآمر على الجيش السوري الحر من قبل أفراد وجهات غير مسؤولة في المعارضة ناجمة عن طموحات فردية وحزبية».

وقال الشيخ الملحم: «نريد من وراء البيان تنبيه جميع أطياف المعارضة السورية إلى أن الجيش السوري الحر بقيادة العقيد رياض الأسعد هو المظلة الجامعة لكافة الكتائب المنشقة داخل سوريا».