هاجمت قاعدة بحرية وفجرت أنبوب غاز

«القاعدة» في اليمن تقتل 30 جندياً وتستولي على دبابات

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال متطرفون على صلة بتنظيم القاعدة إنهم استولوا على موقع عسكري في جنوب اليمن وقتلوا 30 جنديا واستولوا على دبابات وآليات مدرعة وذخائر، بالتزامن مع هجوم نفذه مسلحو التنظيم بالقذائف والأسلحة الثقيلة على مقر القاعدة البحرية قرب عدن وتفجيرهم أنبوب غاز رئيسي في محافظة شبوة.

وقال تنظيم أنصار الشريعة الذي يسيطر على مناطق واسعة في جنوب اليمن منذ مايو الماضي في بيان، إن «اتباعه نفذوا غزوة الكرامة على موقع الحرور العسكري الذي يفصل محافظة أبين عن محافظة لحج، ما أسفر عن مقتل 30 جنديا».

وسيطر المسلحون على الموقع بعد أن استسلم بقية أفراد الموقع، وقال البيان إنه «تم الاستيلاء على دبابتين وثلاث سيارات عسكرية وعربات مدرعة وقاذفات آر بي جي و30 بندقية آلية وذخائر متنوعة». بحسب التنظيم.

 

تضارب أرقام

من جانبه، أكد مصدر عسكري ومسؤول محلي يمني الهجوم، إلا أن المصدر العسكري أشار إلى مقتل 17 جندياً بينما قتل 12 عنصراً من أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة. وتابع المصدر أن «مقاتلي القاعدة تمكنوا من السيطرة على أحد المواقع العسكرية في منطقة الملاح» مشيرا الى أن المكان «يتعرض حاليا لقصف بالمدافع وغارات يشنها الطيران اليمني».

من جهته، قال مصدر محلي أن «المسلحين هاجموا فجرا الكتيبة العسكرية التابعة للواء 119 مشاة والمتمركزة في موقع الحرور، وأن المسلحين سيطروا على الموقع واستولوا على دبابتين وبعض الأسلحة».

وأضاف المصدر أن «تعزيزات عسكرية وصلت من اللواء 201 ميكا الى المنطقة، وأن مسلحي القاعدة قاموا بنقل الدبابات التي سيطروا عليها الى مدينة جعار عاصمة محافظة أبين والخاضعة لسيطرتهم منذ نحو عام، وأن «إحدى الدبابات تعطلت في الطريق فتركت هناك».

 

هجوم البحرية

وفي محافظة عدن، قال شهود عيان إن اشتباكات عنيفة اندلعت قرب مقر قيادة القاعدة البحرية في مدينة التواهي. وأوضحوا أن جنود القوات البحرية تبادلوا اطلاق النار من مقر قيادة القاعدة البحرية، مع مسلحين يعتقد أنهم من اتباع تنظيم القاعدة تمركزوا في نادي نشوان بعد أن قام المسلحون بمهاجمة القاعدة البحرية بالقذائف.

 

تفجير أنبوب

كما أعلن تنظيم القاعدة، عن مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف أنبوب الغاز المسال في محافظة شبوة في وقت مبكر أمس، وقال إن «العملية جاءت ردا على الغارات الجوية التي استهدفت سيارة تابعة للتنظيم» الجمعة وأدت إلى مقتل سبعة من عناصر التنظيم في ذات المنطقة .

وكان مصدر محلي في محافظة شبوة قال إن «انبوب الغاز المسال بالمحافظة تعرض الى انفجار كبير». وقال إن «الانفجار وقع في منطقة رضوم جوار منطقة بلحاف، وأسفر الانفجار عن اضرار كبيرة بأنبوب نقل الغاز المسال الذي يمتد من مأرب الى ميناء التصدير في بلحاف». وأضاف أن «ألسنة النيران المشتعلة من الأنبوب تشاهد من مسافات بعيدة» .

وعلى صعيد متصل أعلنت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال توقف العملية الإنتاجية والتصدير، جراء التفجير.

وأن الخسارة الناتجة عن توقف الإنتاج من المتوقع أن تكون محدودة في أربع شحنات تصديرية حيث كان من المقرر توقيف المحطة في 15 إبريل لتنفيذ أعمال صيانة سنوية للمحطة.

 

محاولة اغتيال

أما في محافظة حضرموت فقد نجا ضابط كبير من محاولة اغتيال بعد ان وضع مجهولون يعتقد أنهم من اتباع القاعدة عبوة ناسفة في سيارته.

وقالت الشرطة إن «العقيد عبدالله العراسي مسئول التوجيه المعنوي في قيادة قوات الأمن المركزي في محافظة حضرموت نجا من محاولة اغتيال إثر انفجار سيارته قبل صعوده إليها بدقائق. حيث إن الضابط وضع سيارته في ورشة خاصة، وعند عودته لاستلام السيارة فوجئ بانفجارها».

 

الحرب مستمرة رغم غياب صالح

 

تخترق الرياح أوراق شجيرات خضراء في حقل تعمل به أسرة المزارع اليمني متعب الجندوبي فيما تلهو إحدى بناته أمام المنزل الواقع في أرحب على بعد نحو 30 كيلومتراً شمال العاصمة صنعاء.

وهناك بدأت الفتاة حافية القدمين المرتدية غطاء رأس أبيض اللون في سحب اسطوانة بنزين زرقاء متصلة بقطعة من الخيط، غير مبالية كثيراً بقذائف الهاون التي ترتطم بالأرض بفاصل زمني بين كل واحدة والأخرى لا يتعدى خمس دقائق فقط على مسافة بضعة كيلومترات. وتعيش تلك الأسرة على أحد خطوط الجبهة حيث تخوض قوات الحرس الجمهوري الخاص اليمنية ورجال القبائل حرباً منذ فترة طويلة بعد الإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح العام الماضي.

وفي الوقت الذي تغض فيه الحكومة الطرف عن الصراع، اعتادت أسرة الجندوبي على سماع صوت طلقات القذائف، فقد سقطت عدة قذائف صاروخية على منزلها العام الماضي.

وقال الجندوبي: «عندما بدأ الجنود إطلاق النار على المقاتلين في الربيع الماضي في صنعاء أغلق البعض منا مداخل قاعدتين للحرس الجمهوري هنا في أرحب.. لم نكن نريدهم أن يتقدموا إلى صنعاء ويقتلوا المتظاهرين».

وفي 25 مايو الماضي بدأ قتال في المنطقة عندما قتل جنود من الحرس الجمهوري أربعة من رجال القبائل عند نقطة تفتيش. ولم يتوقف القتال عندما اتفقت جماعات حزبية في صنعاء في أواخر عام 2011 على خارطة طريق لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة. لكن على الرغم من جميع تلك التطورات استمر إطلاق نيران قذائف الهاون في المنطقة.

وكان 151 من رجال القبائل المسلحين والنساء والأطفال قتلوا داخل مدينة أرحب وحولها في الفترة من مايو 2011 حتى يناير 2012 طبقاً لنشطاء حقوق الإنسان.

واختارت الحكومة في صنعاء تجاهل صراع أرحب. وفضلت التركيز على جهود المصالحة مع الانفصاليين الجنوبيين ومقاتلي الحوثيين الشيعة في الشمال ومواجهة الإرهابيين من تنظيم القاعدة.

Email