الحكومة والمعارضة اليمنية يبحثان قواعد الحوار الوطني اليوم في ألمانيا

«القاعدة» يهدد بـ «إمارة إسلامية ثالثة» في حضرموت

ت + ت - الحجم الطبيعي

امتد لظى هجمات وخطر تنظيم «القاعدة» في اليمن إلى محافظات عدة أمس. وغداة إعلانه ما سماه «إمارة إسلامية» في محافظة شبوه، والتي قتل فيها شرطي وأصيب أربعة آخرون على أيدي عناصر مسلحة تابعة له، هدد «القاعدة» بإعلان «إمارة إسلامية ثالثة» في حضرموت، جنوب شرقي البلاد، بالتزامن مع وعيد بقتل 73 جنديا في محافظة أبين، مالم تفرج السلطات عن معتقلي التنظيم، في وقت كشفت مصادر مطلعة لـ«البيان» عن لقاء يلتئم اليوم (الخميس) في ألمانيا يضم ممثلين عن اللقاء المشترك وحزب المؤتمر الشعبي إلى جانب المعارضة الجنوبية والحوثيين بهدف مناقشة أسس وقواعد الحوار الوطني الذي يفترض ان ينطلق قريبا.

وهدد تنظيم القاعدة بإعدام 73 جنديا في محافظة أبين احتجزهم الأحد الماضي، مالم تفرج السلطات عن معتقلي التنظيم من سجون جهازي الأمن القومي والأمن السياسي.

ودعا بيان نسب إلى التنظيم «أهالي الجنود الأسرى للضغط على الحكومة للاستجابة لمطلبهم لتجنيب الجنود الإعدام». وحمّل البيان السفير الأميركي في صنعاء والرئيس اليمني عبدربه هادي مسؤولية ما تعرض له القتلى من الجنود، وما سيتعرض له الأسرى بسبب ما وصفه البيان بـ«تهديدهما بالهجوم على أبين خلال أسبوع». وكان المسلحون أسروا 73 جنديا في غارة اعقبت هجمات انتحارية بالقنابل على قاعدتين عسكريتين بالقرب من مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين الجنوبية الأحد الماضي.

وقال التنظيم في بيان أصدره في وقت متأخر الليلة قبل الماضية، انه استهدف دورية عسكرية أميركية في عدن الأسبوع الماضي، عقب ارسال جنود أميركيين إلى البلاد وتعهد الرئيس الجديد عبدربّه منصور هادي بمحاربة القاعدة.

وفي بيان بث على شبكة الانترنت ذكر التنظيم أن الهجوم الذي وقع الاسبوع الماضي «جاء بعد عملية رصد أظهرت وجودا عسكريا أميركيا متزايدا في المدينة». وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وقوع الهجوم لكنها شككت «قتل الضابط»، ولم يتم الإعلان عن هوية الشخص الذي تعرض للهجوم. واشار مسؤول امني إلى تشديد الاجراءات الامنية في عدن بعد تهديدات باستهداف مدرسة اميركية.

 

مقتل شرطي في شبوه

بالتوازي، قتل شرطي وأصيب أربعة آخرون، إثر هجوم شنه مسلحون تابعون لـ«القاعدة» في محافظة شبوة الجنوبية.

وذكر مصدر أمني لوكالة «فرانس برس» أن شرطيا قتل وأصيب اربعة آخرون في هجوم شنه مسلحون في المحافظة التي يسيطر عليها التنظيم عقب إعلانها «إمارة إسلامية» ثانية. وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان «مسلحين مجهولين هاجموا نقطة تفتيش للشرطة غرب مدينة عتق عاصمة شبوة ما اسفر عن مقتل شرطي واصابة اربعة اخرين». واشار الى ان الهجوم نفذ الليلة قبل الماضية.

وكان تنظيم القاعدة أعلن أول من أمس عن قيام ما سماه «إمارة إسلامية» في شبوه.

وبث التنظيم على شبكة الانترنت بيانا وصورا تشير الى «اعلان الامارة» من خلال نشاطهم في تلك المحافظة الحيوية التي يقع فيها اضخم مشروع للغاز المسال تديره شركة توتال الفرنسية وتصل تكلفته إلى نحو مليار دولار.

تفاصيل العمليات

إلى ذلك، اعلن التنظيم مسؤوليته عن عدة هجمات استهدفت قوات حكومية بينها اعتداء على ثمنة في ابين وتفجير طائرة عسكرية في قاعدة في صنعاء. وأوضح في بيان انه مسؤول عن العملية الانتحارية والهجوم على وحدات الجيش في الكود ودافوس في محافظة ابين حيث قتل مئات الجنود. وسرد البيان قائمة بالأسلحة التي ظفرها من بينها «دبابة ومضاد طيران عيار 23 رباعي السبطانة، وقاذف صواريخ كاتيوشا و15 صاروخاً، ومدفع هاون عيار 120، و5 قطع دوشكا، و3 قطع بيكا، و2 آر بي جي، و100 قطعة سلاح كلاشنكوف، ومخزن ذخيرة متنوعة، وشاحنة كراز، و3 أطقم عسكرية، و2 سيارة إسعاف، وكميات كبيرة من ذخائر الأسلحة السابقة ذكرها».

 وتبنى التنظيم في بيانه عملية اغتيال نائب مدير أمن شبام حضرموت السبت الماضي، كما أعلن مسؤوليته عن تفجير ثلاث عبوات على معسكر الأمن المركزي في منطقة بويش في مدينة المكلا التابعة لمحافظة حضرموت، إضافة إلى العملية الانتحارية التي استهدفت مقرا للحرس الجمهوري في مدينة البيضاء.

 

حراك سياسي

سياسيا، كشف قيادي كبير في اللقاء المشترك الذي يتقاسم الحكومة مع حزب المؤتمر الشعبي عن لقاء سيجمع ممثلين عن الطرفين إلى جانب المعارضة الجنوبية والخارج والحوثيين اليوم الخميس في ألمانيا، وذلك لمناقشة أسس وقواعد الحوار الوطني الذي يفترض ان ينطلق قريباً.

وقال القيادي الكبير لـ«البيان» إن منتدى «التنمية السياسية» ومنظمة «فريدريش ايربت» الالمانية وبمساعدة من الحكومة الالمانية سينظمان لقاء «غير رسمي» بين الاطراف السياسية المختلفة في اليمن، حيث سيمثل الحزب الاشتراكي د. ياسين سعيد نعمان، والتجمع اليمني للإصلاح عبدالوهاب الانسي، فيما يمثل رئيس الوزراء السابق حيدر العطاس المعارضة الجنوبية في الخارج إلى جانب د. عبدالكريم الارياني عن حزب المؤتمر الشعبي إضافة إلى ممثل عن الحوثيين.

 

معركة اتهامات بالتواطؤ عقب الهجمات

 

أثار الهجوم الذي شنه تنظيم القاعدة على معسكر لقوات الجيش اليمني في أطراف محافظة أبين موجة من الاتهامات لسياسيين وعسكريين بالتواطؤ مع عناصر التنظيم، فيما اتهم محافظ ابين «جهات حكومية» بتسليم دبابات ومدفعية لعناصر «القاعدة».

وعقب اتهام اللواء مهدي مقولة المقرّب للرئيس السابق علي عبدالله صالح بتسليم اللواء العسكري لتنظيم القاعدة، خرج محافظ ابين صالح الزوعري عن صمته واتهم «جهات سياسية وعسكرية» بتسليم المحافظة للتنظيم.

وقال الزوعري في لقاء مع «إذاعة عدن» انه آن الأوان لتشكيل لجنة تحقيق لمحاسبة من قاموا بتسليم ابين وتقديمهم للمحاكمة. وكشف عن تسليم المدافع والدبابات المرابطة في مدينة جعار دون أي مقاومة تذكر، وهو «دليل على تنسيق مسبق»، حسب قوله. وطالب المحافظ الرئيس عبدربّه منصور هادي بسرعة تشكيل لجنة في الأمور الجارية، وإعلان نتائجها، مؤكداً ان استعادة زنجبار وجعار سيكون خلال هذا الشهر، في إشارة إلى الاستعدادات الجارية للضربة الحاسمة التي يعد لها العدة.

وهذا هو الاعتراف الأول من نوعه الذي يدلي به مسؤول محلي كبير في محافظة ابين بعد ان ظلت دعاوى قيام نظام صالح «بتسليم قيادات في مدينة زنجبار للجماعات المسلحة» مجرد اتهامات لم يتم تأكيدها.

ومن شأن هذا الاعتراف ان يحرج قيادات بارزة في نظام صالح لاتزال تشارك في أعمال حكم في حكومة الوفاق الوطني، كما ان من شأنه ان يحرج الحكومة الحالية التي سيكون متوجب عليها الاستجابة لدعوات الزوعري في تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ما جرى.

Email