حازم أبو إسماعيل.. إخواني سابق مدعوم سلفيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يوجد مرشح محتمل لرئاسة مصر اكتسب قدرًا من الجدل بقدر ما حظي به رجل القانون والفكر الإسلامي حازم صلاح أبو إسماعيل البالغ من العمر 51 عامًا. فما بين تأييد وانتقادات، جمع المرشح المحتمل للرئاسة النقيضين. ولم تبدأ معارك أبو اسماعيل مع نظام حسني مبارك بعد 25 يناير، بل قبل ذلك بأعوام عديدة دارت خلالها حروب طاحنة منها تصديه للمحاكمات العسكرية للإخوان المسلمين، ومعركته في الانتخابات البرلمانية التي أجريت العام 2005 في مواجهة رمز عتيد من رموز نظام مبارك وهو الوزيرة السابقة آمال عثمان، والتي مُنيت بهزيمة ساحقة في الانتخابات لصالح أبو إسماعيل، حيث نشرت الصحف خبر فوزه، لكن عاد رموز النظام السابق ليعلنوا فوز الوزيرة.

ومع انطلاق شرارة 25 يناير، كان أبو إسماعيل من أوائل الإسلاميين الذين ساندوا الشباب في ثورتهم ليس بالقول إنما بالتواجد في الميدان دون انقطاع، في وقت كانت جماعة الإخوان مترددة في حسم موقفها. ومن شاركوا في جمعة الإسلاميين الأولى فوجئوا بمئات الحافلات الكبيرة التي توافدت من شتى المحافظات بطريقة تكاد تكون عفوية وتضم جميعها أنصارًا ومؤازرين لدعم أبو إسماعيل مرشحًا لرئاسة مصر.

 

تناقض تام

وعلى النقيض تمامًا من كل المرشحين المحتملين للرئاسة، والذين اختار بعضهم التودد إلى المجلس العسكري الحاكم، بينما اختار آخرون مهادنته أو التصعيد معه في حدود معينة ومنهم جماعة الإخوان المسلمين، قاد أبو إسماعيل دفة الهجوم على المجلس العسكري طوال الوقت. وكان من أكثر رموز التيار الإسلامي تواجدًا في الميدان وأكثرهم دعوة إلى الاعتصام والتصعيد مع المجلس العسكري. كما أنه قاد المبادرة بالهجوم على فكرة الرئيس التوافقي التي يدور الحديث عنها حاليًا بين المجلس العسكري وبعض التكتلات والأحزاب الرئيسية ومنها جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوفد، معتبرا اياها مؤامرة تحاك لإجهاض الثورة وتمكين العسكر من إدارة مقاليد الأمور من خلف ستار الرئيس المفترض.

 

اخوان وتصادم

وعلى الرغم من أن انتماء أبو إسماعيل يعود في أصله إلى جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنه كثيرًا ما تصادم مع أفكار الجماعة؛ لذلك لم تفاجئه تصريحاتها بأنها لن تمنحه أو أي من المرشحين الإسلاميين تأييدها، وهو الأمر الذي قلّل من شأنه، معتبرًا أن صندوق الاقتراع هو الفيصل الحقيقي.

 

دعم سلفي

وفي الجانب الآخر تعلن جماعات وأحزاب أخرى تحمل الهوية السلفية دعمها المباشر والصريح لـ«أبو إسماعيل» مرشحًا للرئاسة. ومن ذلك، ما أعلنه الناطق الرسمي للجبهة السلفية خالد سعيد أن الجبهة مستمرة في دعم أبو إسماعيل في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وألمح إلى رفضه موقف الإخوان المسلمين الرافض لدعم المرشحين الإسلاميين، مؤكدًا أن على الإسلاميين ألا تأخذهم أمور السياسة بعيدًا عن الشريعة، ولابد لهم من الرجوع عن قرارهم.

وبينما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بمئات الصفحات المؤيدة لترشيح أبو إسماعيل رئيسًا لمصر، والتي وجدت في مواقفه الحازمة والبعيدة عن ألاعيب السياسة، ورفضه المهادنة والمداهنة، ظهرت أيضًا العديد من الصفحات التي تعلن رفضها ترشيحه

 

Email